روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
بجد وأنا اللي بحسب نفسي إما متهورة أو سلبية مبتحركش
هز رأسه نافيا وقال
.. يمكن كنت کده في وقت من الأوقات لكن أكيد دي فترة وعدت
سرحت بأبصارها بعيدا وقالت بعد وهلة
.. فعلا فترة وعدت
والتفتت له وقد أخرج من جيب سترته علبة مخملية حمراء صغيرة وفتحها تحت أنظارها المتسعة لتطالع دبلة ذهبية غمرتها بالدهشة وحمرة الخجل في آن واحد ونبرة صوته الأبح تخاطب أذنيها إذ تاه عقلها بصډمته
ابتلعت ريقها ورفعت أنظارها لتستقر على ملامح وجهه الراجية
.. أيا كانت مخاوفك خلينا نواجهها سوا سواء ولادك أو طليقك أو نظرة الناس اللي متهمنيش بالمرة يا سالي
استجمعت شتات نفسها وقالت برجاء مقابل
.. کریم
.. لو وافقتي هكون أسعد إنسان في الدنيا ولو لاقدر الله رفضتي هفضل جمبك ومش هسيبك إلا لما توافقي عشان كل المخاۏف اللي في دماغك واللي أنا عارفها كويس خصوصا بعد خناقة أول إمبارح متستاهلش منك تضيعي حياتك وحياتي عشانها
ثم تركها لبحور حيرتها وانصرف وكلماته الأخيرة تشد من أزرها وجلست في المركز الخاوي تطالع العلبة الحمراء المغلقة بذهن مشتت والخۏف بداخلها ېصرخ بالرفض ولا رد سواه والعقل العنيد يدفع بها وما المانع فيجيبه القلب بل ألف مانع
.. أنا هستنا ردك عليا في خلال أسبوع یادرية
هزت رأسها وقد سعدت بتلك الفرصة لتهرب من بين حصاره وتعود مرة أخرى لصغارها الذين يستمتعون باللهو بمياه الشاطىء الخاص الذي يحيط بمنزله الصيفي والتفتت لظل أبيها ولجواره زوجته التي تستمع بأشعة الشمس في رغبة للحصول على صبغة برونزية لا تدري بما تعود عليها وهي التي تفوقها عمرا وتماشت خطواتها بوقع خطوات أبيها لجوارها على رمال الشاطىء البيضاء والذي همس لها بحب جارف
صرحت ولأول مرة بما يعتمل في صدرها من مخاۏف
.. خاېفة مالاقيش عندي حاجة أديهاله ساعتها الولاد هيدفعوا معايا التمن
أمسك والدها بكفها بحزم يرافق عطفا
.. بيتهيألك يادرية أنت متعودة على العطاء وطارق شخص مش متطلب
ثم قال وهو يديرها نحوه بعدما ابتعدا عن أنظار الجميع
أصغت لما سوف يلقيه على مسامعها فأردف قائلا
.. أنا كنت مصمم أني آخد الولاد بعد ما تتجوزي أنت وطارق ولكنه رفض
اتسعت عيناها دهشة وقالت پغضب بالغ
.. تاخد ولادي مني يابابا إزاي يعني!
أشار لها مهدئا
.. أنت بتسيبي المهم طارق عنده رغبة شديدة جدا إنه يربي الولاد معاكي وقالي باللفظ الواحد هكون سعيد أني أبقى أب ليهم
.. أظن أن أيهم سخن شوية
اندفعت بسرعة نحوه تتلمس جبهته وقالت
بفزع
.. ده مولع
ترجل والدها من سيارته بالمقابل قائلا
.. خير في إيه يا درية
تمسك طارق بزمام المبادرة قائلا
.. خير متقلقيش يادرية أنا هاخده معاكي للمستشفى وخلي الولاد يطلعو مع جدهم
الټفت لأبيها قائلا
.. ده بعد إذنك طبعا
دفع بها أبيها نحو سيارة طارق من جديد قائلا ليطمئنها
.. أنا هقعد معاهم لحد ماترجعوا وتطمنونا عليه
مرت الدقائق ثقيلة عليها بالرغم من تمكن طارق من حجز کشفا سریعا بواسطة نفوذه ورفع الطبيب رأسه إليها قائلا
.. ده فيروس منتشر في الجو متقلقيش يامدام أنا اديته خافض وفي خلال ربع ساعة الحرارة هتنزل عليكي بكمادات وخافض في البيت وراحة على الأقل اسبوع
تنهدت بإطمئنان أخيرا وقالت للطبيب
.. بس ده كل ده ونايم ودي مش من عادته
طمأنها طارق
.. متنسيش أن اليوم كان طويل ومرهق والسخونية عليها عامل و برضة
هزت رأسها وهي تتجه لتحمله رافضة عرضه بحمله بدلا منها وخرجا سويا وانتظرته حتى يتمم إجراءات الانصراف وعزمت على شكره ورد أمواله إليه لاحقا ولكن ما لجم لسانها وذهب بلون وجهها وترك آثار شحوبه عليه واضحة ذاك المشهد خلف الأبواب الزجاجية لأسامة والقابعة بأحضانه والأخير يهمس بأذنها بكلمات لم تصل إليها ولا حتی کلمات طارق الذي كان يخاطبها فدقات قلبها المحتقن بألمه كانت الأعلى صوتا وعقلها يترجم الأحداث لمعادلة رياضية بسيطة كما اعتادت دوما فالعمليات الحسابية جزء لا يتجزأ من أحداث حياتها اليومية رجل لجوارها يشد من أزرها ويتلقف أطفالها بالعناية والرعاية والآخر أمامها يتلقف أخرى بأحضان حميمة فالتفتت له فجأة وقالت
.. أنا موافقة
دهشت ملامح وجهه وارتسمت ابتسامة سعيدة أعلاه وفتحت عينا أيهم الصغير أخيرا وقال متعجبا
.. موافقة على إيه
متابعة القراءة