روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
نمرتك الصبح
فالتفتت لها سالي بإبتسامة صافية
.. ليه يعني مكنش عيش وملح وبعدين أنت أكتر من أخت لیا یا آشري
ریتت آشري على كتفها قائلة
.. وأنت أختي الوحيدة
وأردفت بقصد الممازحة
.. أصلا
فابتسمت لها سالي
.. طيب تعالي بقا عشان احنا جايين نتمرن أصلا قدامي يادوب ساعتين عشان ألحق أروح الشغل
.. بجد مقولتیش یعنی
بدأت سالي في تدريبات الإحماء على الآلة المجاورة لها
.. ده يادوب کان امبارح ومتتخيلیش جت صدفة كده إزاي
رمقتها آشري بنظرة محققة قائلة بأمر ثابت
.. احکیلی بالا
كعادتها تمضي كل صباح لغرفتها بهدوء تام واقتربت من مخدومتها التي كانت لا تزال نائمة فأوقظتها برفق وهي تضع طعام الإفطار إلى جوارها فقالت سوسن
ابتسمت لها نعمات وقالت
.. مبقالكيش كتير الولاد لسه نازلین مدارسهم من خمس دقايق
رفعت سوسن ظهرها وجلست رافعة رأسها بكبرياء تود السؤال عنه ولكن لسانها لا يطاوعها فتطوعت نعمات بمنحها تلك المعلومة التي تشتاق لسماعها
.. جاسر بيه قالي أطلعلك بالفطار الأول وهيعدي عليكي قبل مايروح شغله أما الهانم التانيه ففطرت ونزلت من بدري
.. ومبتقعدش تفطر مع جوزها ليه
فقالت نعمات والضحكة تكاد تفلت من ثغرها وهي تناول مخدومتها فنجان الشاي الساخن كما تحب
.. قعدت تستناه يجي نص ساعة بس هوا كان في مكتبه مخرجش غير بعد ما مشيت
تنهدت سوسن وتظاهرت بمزيد من اللامبالاة وداخلها يرقص طربا ثم قالت نعمات فجأة
صمتت نعمات ولم تدري كيف تكمل جملتها فنظرت لها سوسن محملقة بها لكأنما جنت
.. جرى إيه يا نعمات أنت مستنياني أديكي الأمان
ردت نعمات
.. لا أبدا مقصدتش قصدي أنك تاخدي الموضوع بالراحة يعني من غير إنفعال عشان خطړ عليكي
وضعت سوسن الفنجان في الصينية بهدوء قائلة
أخفضت نعمات رأسها قائلة
.. العفو يا سوسن هانم أنا مقصدش كل ما في الموضوع أن الست سالي جت امبارح بعد ما الولاد رجعوا من المدرسه غدتهم وذاكرتلهم وروحت بالليل على الساعة ستة
ظلت سوسن صامته وقد التمع التقدير بعيناها وقالت موبخة لنعمات
.. طب وفيها إيه مش أمهم حقها وبعدين عشان خاطر الولاد
.. أيوا طبعا وهيا قالتلي أن ده هيكون النظام كل يوم والسبت هتبقا تشوف الولاد في التمرين في النادي.
هزت سوسن رأسها بتقدير وقالت كأنما تقر واقعا
.. والجمعة يروحلها يباتوا معاها والسبت يطلعوا على النادي سوا وبعدها يرجعوا على هنا
قبضت نعمات على كفها وقالت بصوت هامس
.. ماهو اللي حصل أن جاسر بيه رجع فجأة امبارح وشافها ووقفوا مع بعض وشكلهم في الآخر شدوا مع بعض عشان سمعتها بتقوله أعلى مافي خيلك اركبه یاجاسر
ابتسمت سوسن إبتسامة واسعة قالت بسعادة غير مصدقة
.. قالتله کدة فعلا
أكدت لها نعمات
.. ایوا فأنا خاېفة لا جاسر بيه ميرضاش و . .
قاطعتها سوسن بإشارة لا مبالية من يدها وكأنما أمر رفض جاسر غير وراد على الإطلاق قائلة
.. ابعتيهولی دلوقت هاه فيه حاجة تانيه قبل ما تمشي وناسيه تقوليها
رفعت نعمات صينية الطعام وقالت نافية
.. أنا منساش حاجة فاضل بس سي أسامة اتصل وكان عاوز يجي هو وزياد
بيه امبارح قلتله أنك نايمة
أشارت لها سوسن آمرة
.. اتصلي بيه وقوليله يجي النهاردة هوا وزياد الساعة تمانية بالدقيقة نتعشا سوا
هزت نعمات رأسها قائلة
.. حاضر تحت أمرك ياسوسن هانم
ثم انصرفت تاركة سوسن ولازالت الإبتسامة تزين ثغرها ووجها المشرق بتلك الأحداث الأحداث الأخيرة تطالع أفرع الشجرة أمامها بنظرة راضية
كان مايلزمه كوب من الماء البارد صبه كله فوق رأس أخيه الغارق بسبات نوم كأهل الكهف فهب الأخير منزعجا
.. إيه يا أخي ده حد يصحي حد كده حرام عليك يا أسامة والله
قال أسامة وهو يرتشف قدحه من القهوة التركية بهدوء لا مبال
.. بقالي ساعة رايح جاي عليك ولا كأن عيل بقومه عشان يروح حضانته
نفض زیاد شراشف الفراش المبتلة حانقا
.. ما هو أنا اللي استاهل من بكرة هشوفلي شقة أقعد فيها
تجاهل أسامة تهديده الفارغ وقال
.. اتشطف وافطر يالا عشان ننزل
عقد زیاد حاجبيه وهو يجذب منشفة نظيفة من الخزانة ويضعها حول كتفه قائلا
.. لا أسبق أنت عندي مشوار لازم أعمله الأول
ضاقت عينا أسامة وقال
.. آشري برضة
فابتسم زیاد ساخرا
.. لا مش آشري مش عاوزة ترجع إن شا لله ما رجعت أنا هروح الشقة أخد بقية حاجتي وورقي خلينا نخلص بقا
مط أسامة شفتيه غير راضيا وقال
.. متاخدكش الجلالة أوي أنت غلطت كتير ومراتك معاها حق في اللي عملته
الټفت له زياد غاضبا
.. تکرشني من بيتي !
فاقترب منه أسامة قائلا
.. أنت ټخونها وعاوزها تاخدك بالحضن
فرد زیاد معاندا
.. أنا مخونتهاش
فقال أسامة غير مصدقا
.. لا والله وبتسمي اللي عملته ده أيه
فعقد زیاد حاجبيه وقال بنفس الڠضب الأعمى
.. اللي عملته حاجه واللي حصل فعليا حاجه
رفع له أسامة يده مستسلما قائلا
.. أنا همشي عشان أنت الكلام معاك بيوترني وأنا
متابعة القراءة