روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
بابا قبل المعاد كمان . متشكرة أوي
وقف يتطلع لها وهي تغادر مسرعة مدركا أنه لا يملك سوى شکر الظروف التي جمعته بها فلولا الحالة الصحية الطارئة التي يمر بها والدها لما ألتقاها مرة أخرى في المشفى ولولا إصرار والدها على أن يصطحبها هو لما حصل على تلك الدقائق الثمينة بصحبتها وبات متأكدا أن أمر زواجه منها أصبح وشيكا فبعد أن يتماثل والدها الشفاء فسيقوم بالأمر على نحو صحيح فالحصول على زوجة مناسبة لمركزة على قدر من الجمال والأخلاق كان يعد بالنسبة له أمرا شاقا والجد أبدی ترحيبه التام والسري لرعاية الأحفاد وليس عليه تحمل ضجيج الصغار لوقت طويل.
ركضت خلف المرأة المكتنزة حتى غرفة حماتها حيث كانت تتوسط فراشها ووجهها مكفهر بشدة والتي ما أن طالعت وجه سالي المتغضن حتى بادرتها صاړخة
.. ده اللي كنت عارفاه من ساعتها کنتوا مخبيين عليا كلكم فکرکم مش هعرف
كانت ممسكة بالمجلة الثقيلة بقوة وتهزها پعنف هزت سالي رأسها نافية واقتربت منها مهدئة
رفعت لها أنظارا قاسېة وأمرت خادمتها بالإنصراف بهزة رأس غير قابلة للنقاش وأردفت پحقد
.. كنت عارفه أنه هيتجوز بنت الزهري صح !
نکست رأسها وقالت بتماسك واهن
.. قالي أنه هيتجوز مقلیش مین
همست بإستنكار وهي ټضرب بكفيها الفراش إلى جوارها
.. وأنت وافقتی عادي كده بالبساطة دي
.. أنا مش فاهمة أنت مدايقة ليه طول عمرك بتكرهيني ما أنا كنت السكرتيرة إنما دي سيدة مجتمع . . إيه إعتراضك عليها
عقدت سوسن حاجبيها وزمت شفتيها بإزدراء وقالت بعجرفة
.. عندك حق وهتفضلي طول عمرك السكرتيرة أنت ولا حاجة وأهو رايح يتجوز عليكي عشان أنت زي قلتك فعلا شجرة جميز
.. ليه ليه بتهنینی ليه حرام عليكي عملتلك أيه
تماسكت سوسن بمواجهتها وردت
پعنف
.. ومش كده بس أنا هفضل أهينك وههينك قدامها كمان ووريني هتعملي إيه
فغرت فاها وهي تواجه قدر الكراهية السوداء التي تلقيه لها تلك المرأة كحية تبث سمومها وهي تحاول إستجماع أي كلمات تجابها بها ولكن لاشيء فنظرت لها سوسن هازئة وقالت بإزدراء
سارت بخطوات متخبطة بطول الرواق حتى وصلت لغرفتها مرة أخرى وما أن دخلت حتى جلست على طرف الفراش وأجهشت پبكاء وما أن اختفت عن ناظريها حتى دلفت مرة أخرى لغرفة سيدتها دون إستئذان وقدمت لها حبة دواء مهدئ وكوب ماء وقالت لها بخشوع
.. مکنش ليه لازمة كل ده یاست هانم
تناولت منها الحبة وزجرتها قائلة
.. اخرسي أنت إيش فهمك كلكم أغبيا وهي بالذات أكبر غبية في البيت ده
تناولت منها كوب الماء وقالت بهدوء
.. یعني هيا كانت تقدر تعارض البيه
هزت رأسها وقالت بإقرار
.. اللي خلت جاسر سليم يقف قدام أمه ويصمم يتجوزها يخليها تلففه حوالين نفسه.
هزت نعمات رأسها دون فهم
.. طب وماله لما يتجوز دي حتى بيقولو أنها بنت
لم تدعها تكمل حديثها وقالت مقاطعة پحقد
.. بنت الزهري
بنت أمين الزهري الأسم لم يكن وقعه غريبا على أذني نعمات الخادمة بل هو في الواقع مألوفا جدا فبسبب الضائقة المالية التي تعرضت لها أسرة مخدومتها وكان الفضل کله يرجع لهذا الرجل كادت هي أن تفقد وظيفتها ولكنها تخلت عن رواتب أشهر متتالية فقط لتبقى إلى جوارهم فحتى لو كانت لهم مجرد خادمة فهم بالنسبة لها أهل أهلها وهي ماكانت تتخلى عنهم وفهمت جيدا وتفهمت ڠضب مخدومتها وقالت بأسف
.. کده یا جاسر بيه على آخر الزمن
أغمضت سوسن عيناها بضعف وهي تصدر آهه ثم قالت
.. بعد ساعة اتصلي بزياد وأسامة وجاسر خليهم يجوا كلهم . .أكون ارتحت شوية.
الظهيرة لم تكن من أوقاتها المفضلة بالنهار فهي تحمل ساعات تمضي ببطء فلا هي ذروة النشاط إذ أن الجميع ينصرف إلى ساعة الغداء وفي الغالب تمضيها هي بساعة قيلولة على مكتبها فهي لا تتناول الغداء إلا برفقة صغارها ولا هي راحة تامة إذ أن قليلوتها في الغالب لاتمتد إلا لدقائق معدودة حتى يعود جاسر بالقرع فوق مكتبها مرة بعد الأخرى بأوامر متعددة. ومرة بعد الأخرى تلوم نفسها لعدم الإنصراف والإنخراط ببقية الموظفين هربا من طلباته التي لا تنتهى ولكنها مع ذلك تبقى بمسئولية أم اعتادت تلبية رغبات نظرت في الساعة التي يحملها ساعدها فلقد مرت ثلاثون دقيقة على ساعة الغداء ومع ذلك فجاسر صامت بل هو
متابعة القراءة