روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
بيهمك لا ورد ولا شموع
واستطرد بمكر
.. مکنش بيهمك غيري
أطلقت ضحكة ساخرة
.. كنت هبلة فعلا لازم اعترف
حمل لها فنجان من الشاي الساخن وقدمه لها وقال معترضا
.. کنت بريئة براءة الحب والأحلام
تناولت منه الفنجان وشربت منه القليل وقالت بعزم
.. في دي أنا فعلا اتغيرت خصوصا أني أخدت أعظم درس على إيديك
.. مافيش داعي للشكر ولو أن أنت كان عندك الإستعداد
وضعت الفنجان وقالت بمرح
.. واضح أنه مش عشا وهنقضيها على فنجان الشاي ده والأتهامات المتبادلة.
وضع الفنجان وقال بهدوء
.. لا إزاي ده أنا حتى مستنيكي من ساعتها
قام وشمر عن ساعديه وشرع بإنهاء طعام العشاء الذي كان يعده بنفسه وقامت هي وراءه لتمد له يد المساعدة قائلة
لم يعترض ودفع لها بسلة الخضروات لتقوم بالعمل ثم قال بلطف
.. إيه اللي رجعك يا داليا
قالت بحنين
.. اشتقت لبلدي
أجاب غیر مصدقا
.. ولو أنك زمان کنت مشتاقه تسافري بأي شكل
هزت رأسها نافية وقالت
.. كنت مشتاقه إني أسيب البلد ونهرب سوا نبعد عن الكل بس أنت طلعت أذكى مني
ضحك هازئا
وضعت السکين بعدما انتهت من التقطيع وقالت بنبرة حزينة
.. وحملتني ذنبه
أطفأ الموقد وشرع بإعداد الأطباق وقال بعد وهلة
.. مکنش مذنب كان حقه ولو كنت مكانه كنت هعمل زيه
ضحكت بهسيترية حتى ظن أنها فقدت عقلها وفکت خصلات شعرها ثم قالت
.. سوري بجد بس أنت ألعن منه على الأقل هوا كان بيعمل أي حاجه عشان يحميني أنا وبس أنما أنت بتعمل كل حاجة عشان تحمي كل حد في حياتك
.. حتى لو ممكن يأذيك
هز رأسه متفکها وصب الطعام وتذوقه تحت ناظريها ثم مد لها بالطبق وعيناه لاتحيد عنها قائلا
.. بون آبتی ومتقلقيش أنا دوقت المكرونة قدامك بس الشاي
وترك جملته معلقة في الهواء وسار بطبقه للشرفة وسارت خلفه وعيناها تلمعان بجزل ثم جلست أمامه بهدوء قائلة
.. زیاد بدأت ترجعله ذاكرته
.. ودي حاجه تتنسي شركة قيمتها ملايين تروح منه في ستريب بوکر
أطلقت ضحكة ساخرة وقالت
.. تخیل مش معقول أنا كمان ولا ملايين الدنيا تخليني أعملها
ثم استطردت بقوة
.. ولا عملتها .
ركز أنظاره عليها والتمعت عيناه بمكر وقال
.. برافو یا داليا بس يا تری ممكن تلعبيها لو كنت أنا الخصم
.. وأنا اللي كنت فاكراها دعوة عشا بريئة.
قال
.. اللعبة لسه مخلصتش يا داليا
وأردف بتهدید
.. ومش هنخلص إلا لما الشركة ترجعلي .
مدت يدها لكوب الماء وارتشفت منه القليل وقالت
.. وأنا هرجعالك يا جاسر بس بشرط
التمعت عيناه وقال
.. أيه هوا
دفعت بخصلات شعرها للخلف وقالت بدلال مفرط
.. نتجوز
وهكذا ألقت قنبلتها بشفاة قرمزية وبقي هو يحملق بها حتى ارتعشت شفتاه بابتسامة غامضة
عادت للمنزل منذ يومان وتقبل هو عودتها شاردا حتى أنه رحب بأبنائه بهدوء بالغ وصدقت أمها فالبعد جفاء بالفعل وقفت تنظم الأزهار التي تحملها كل صباح لركنها المميز في هذا القصر الشاسع أزهارا تزرعها بنفسها وتحرص دوما على الإعتناء بها ولكن أزهارها ضعيفة لا تتحمل برودة الخريف وتقلب أجواءه أزهارها مثلها لم تعد قادرة على تحمل الصعوبات التي تمر بها تتمنى لو تنقشع الغيوم وتعود الشمس لتسيطر على سماء الأرض هي مخلوقة صيفيه بل هي أقرب للربيع من يقول أن الشتاء مطر وفنجان قهوة وصوت فيروز لایدری نعمة الشمس ولا جمال دفئها وصفاء شعاعها وحرارة الجو الصافية بفضلها وأما عن صوت فيروز فهو يشع شتاءا وصيفا فلم عساها تتمتع به فقط تحت وطأة زمهریر.
.. صباح الخير
نبرة صوته الدافئة أرسلت لجسدها القشعريرة فالتفتت له وتركت الأزهار هامسة
.. صباح النور
جلس لطاولة الطعام ليتناول فطوره الذي حمله من المطبخ في هدوء ثم قال
.. الولاد فين مش سامعلهم صوت
تابعت عملها بأصابع متوترة وأجابته متوقعة منه الزجر
.. طلعوا رحله للمكتبة تبع النادي هعدي عليهم الساعة ۱۲ أخدهم.
ابتسم لها على حين غرة
.. كبروا وبيطلعوا رحلات دلوقتي
ابتسمت له بصفاء وقالت
.. وسليم ماشي الصبح عمال ينبه على سلمى تمسك إيده وماتبصش على حد
أطلق ضحكة عالية وبعدها ساد الصمت بينهما وظل
ينظر لها ثم قال بحنان دافيء
.. ما تسيبي الورد اللي في إيدك ده وتعالي اقعدي معايا
هاربة هي بكل تفاصيلها وبالأخص عيناها وكلما عمدت للهروب استهوته مطارداتها لتعود بمكمنه هادئة فيطمئن هو لسكونها نظرت له متوترة ولا تعلم لم قفزت الدموع لعيونها لقد فقدت القدرة على التقرب منه بحديث سوی بکلمات متناثرة عن حال الصغار ولم تكن يوما ماهرة بالحكي عن نفسها أو عن مشاعرها وهو غامض ككهف حالك السواد لاتدري مابه ولا بأي أرض تطأ إلا عندما يرشدها هو بضوء خاڤت جلست أمامه صامتة وبادرها بمسكة حانية لكفها البارد وقال هامسا
.. إيديكي ساقعه
هزت رأسها وحاولت سحب كفها ولكنه استبقاها بل وحاصر الآخرى وقال بدفء
.. أنا عارف أني ساعات بضغط عليكي وعارف ومقدر کویس أنك بتستحمليني لكني دايما واثق أنك هتفضلي على طول مستحملاني
ثم رفع ذقنها بطرف إصبعه وحملق بعيناها البنية الدافئة واستطرد برجاء
.. يا تری أنا
متابعة القراءة