روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
قائلا
.. إيه حكاية الإستقالة دي لسه الورق واصلني النهاردة
رفعت حاجبيها وقالت بإباء
.. ده قراري ومش هتنازل عنه
قال مستوضحا
.. لقيت شغل في مكان تاني أفضل
عزمت على الكذب ولكن خانتها شفتيها ونطقت
.. لاء بس هلاقي إن شاء الله
ضاقت عيناه وقال
.. خلاص لو زعلانة من جاسر تعالي عندي أنا مش هلاقي سكرتيرة أحسن منك
.. شكرا بس أنا .
لم يمهلها وقتا للإعتراض فاندفع قائلا
.. ما هو إحنا اللي لازم نصلحله غلطه مالهوش غيرنا يادرية
وصل المصعد للطابق الأرضي فخرجت بخطوات بطيئة وقالت
.. یعني إيه وأنا صفتي إيه
ابتسم لها
.. نفس الصفة اللي أخدتي بيها قرار الإستقالة لما لقتيه بياخد قرار غلط
.. أنا أخدت قرار الإستقالة عشان .
قاطعها مرة أخرى مقتربا منها وغير عابئ بالأنظار الفضولية التي تراقبهم
.. عشان إحنا قريبين من بعض ولما بنلاقي الناس اللي بنهتم بأمرهم بيغلطوا بنقرب أكتر مش بنبعد ونسيبهم
توردت وجنتها والتفتت بحرج لتواجه أنظار الجميع وقالت بجدية
.. هفكر
.. هاه هتغديني إيه النهاردة
فالتفتت له متعجبة وقالت بفظاظة
.. عندك الكافيتريا نقي منها اللي يعجبك
فقال بعبث صبي في الحادية عشر
.. أنا هاكل من اللي هتاكلي منه
عقدت حاجبيها وقالت حانقة
.. على فكرة ميصحش كده الناس بيوصلنا
فغمز لها
.. عشان كده أفضل تكملي كسكرتيرة لجاسر وأنا أبقا أطلعلك
.. یعنی لو احتجت حاجة في الشغل.
زيارة غير متوقعة أو بالأحرى غير محببة تلتها أخرى والفارق الزمني لم يتخطى الساعة فهي ليست مهيئة بعد لإستقبال أشخاص والحديث عما كان وكيف حدث لم تكن آشري بحاجة لمعرفة التفاصيل لأنها كانت شاهدا رئيسا إنما سيرين الأخت الكبرى التي فزعت وهرعت إليها فور سماع الخبر من كانت بحاجة للمعرفة ابتعدت عنهم بناظريها إن كان الچرح غائرا فالأشد وطأة عليها نكأه مرة بعد الأخرى بسيل من الكلمات الفارغة وأماني لا قيمة لها نظرت لهما غاضبة
زعقت بها سیرین حانقة
.. یعني تتطلقي من غير ماتاخدي رأي حد وتهدي بيتك ومش عاوزانا ننطق
نظرت لها الصغرى بعند
.. أيوه يا سیرین عشان دي حياتي أنا مش حياتك أنت ومن حقي أقرر مصيري
تدخلت آشري لتهدئة الأختين قائلة
نظرت لها سيرين كمن تراقب مچنونة تجري بين الطرقات
.. صح!
.. صح إزاي تتطلق وتهد بيتها وتسيب ولادها وترجع تقعد هنا ده الصح!
التفتت لها آشري قائلة بسخرية حانقة
.. لاء هيا كانت تفضل قاعده عندها وجاسر يتجوز عليها بدال المرة ثلاثة وتقعد هيا میسز أمينة تربیله العيال وتمرضله أمه
قاطعتهم مجيدة بصوتها الهادیء وهي تضع صينية المشروبات أمامهم على طاولة صالون العائلة المتواضع
.. أنا شايفه كفاية كلام واشربوا حاجه وهدوا أعصابكم
كانت سیرین ترمق آشري بغيظ تلك المتحذلقة لابد أنها من دفعت أختها لطلب الطلاق والتمرد ذلك التمرد الذي تطفيء شعلته مرة بعد الأخرى متعمدة للحفاظ على أركان البيت كي يظلل أطفالها بأمان أم وأب مجتمعان شكليا وكلاهما بعيدان بعد المشرق والمغرب لكزت مجيدة ذراع سالي وأشارت لها لتتبعها للخارج صامتة وما أن اختلت بها في المطبخ الصغير حتى قالت بصوت خاڤت
.. متسمعيش لحد ياسالي يابنتي خلي قرارتك لنفسك بدال متنشغلي بيهم وأنت الأولى بروحك
هزت سالي رأسها بإذعان
.. أنا مش عاوزة أسمع حد أصلا أنا نفسي الكل يسبني في حالي
أمسكت مجيدة بذراع ابنتها بإصرار وحثتها قائلة
.. خلاص اخرجي قوليلهم كده حالا ودلوقت
وكالغريق عندما يتشبث ببارقة نجاة تشبثت سالي بالشجاعة التي تمدها بها أمها لتكون للمرة الأولى بحياتها وقحة تقدمت من الصالون حتى وقفت على عتبته قائلة بصوت قاطع
.. متشكرة يا جماعة على زيارتكم لكن أنا عاوزه أقعد مع نفسي شوية
رفعت سيرين حاجبيها متعجبة
.. إنت بتطردیني یا سالی شاهدة ياماما!
تقدمت أمها ووقفت إلى جوار صغيرتها وقالت
.. أختك مطردتکیش یا سیرین يابنتي ده بيتك زي ماهو بيتها
وضعت آشري الكأس بعدما فرغت منه ببرود وابتسمت لسالي وتقدمت منها وقبلتها ثم قالت
.. ایتس أوكيه آنی واي أنا عندي شغل كتير کنت جاية اتطمن عليك بس مش أكتر تيك كير ياسالي
ثم قبلت مجيدة قائلة
.. ثانكس يا طنط على الجوس طعمه كان تحفة
ربنت مجيدة على كتف آشري قائلة
.. هنيا يابنتي
فالتفتت آشري لسالي قائلة
.. مش هتوصليني ياسالي
تقدمت سالي بخطوات سريعة لأداء واجب الضيافة حتى آخر أركانها وودعت آشري بإبتسامة صغيرة والتي انتهزت الفرصة لدس بطاقة ورقية بكفها قائلة بهمس
.. أنا مش بتدخل أنا بس بديكي
خيط صغنن للبداية إذا حبيتي باي
أغلقت سالي الباب عاقدة الحاجبين وهي تتأمل غموض كلمات آشري الأخيرة ونظرت بالبطاقة لتجدها تخص إحدى مراكز علاج الأسنان المتخصصة بوسط الأسكندرية فوضعتها على الطاولة بجوار الباب يإهمال فهي مرهقة
متابعة القراءة