روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
تقف خاوية الأيدي حتى من شهادة خبرة أو سيرة ذاتية وماذا عساها تذكر فيها أنها عملت لعامين في تكليف حكومي ثم تخلت عن مهنتها لتقوم بالعمل سكرتيرة لزوجها السابق لمدة لا تزيد عن بضعة أشهر وأدارت مرکزا شبيها إدارة دون المتوسطة لتفشل بعدها فشلا ذريعا وبالنهاية هي ربة منزل بإحتراف مشاعرها المتناقضة كانت ترتسم بوضوح على وجهها ما بين الخيبة والإحباط والڠضب الشديد وأخيرا اليأس فقررت العودة أدراجها غير مدركة أنه هناك من يراقبها وكادت أن تصطدم به فشهقت وعادت للخلف خطوتان فقال معتذرا
تأملته سالي لقليل من الوقت وأقرت أنه يشبه أسامة قبل التغيرات التي طرأت عليه فقالت
.. ولا يهمك
وهمت بإنصراف مسرع فاستوقفها الغريب وقال
.. هوا إيه المركز مش حلو معجبتكيش الخدمة
فقالت نافية بسرعة
.. لا لا أنا مدخلتش أصلا مش جاية لعلاج يعني
رفع حاجبيه وقال
.. آه خضتيني یعنی معظم الناس بتشكر في الموجودين هنا وأصل الأسنان دي ړعب فعلا
.. متقلقش حضرتك أنا كنت جاية أقدم على شغل هنا بس معييش سي في
فقال يإهتمام
.. هوا حضرتك دكتورة أسنان
هزت رأسها
.. آه
فتح فمه فجأة واقترب منها وهو يقول بصوت غوغائي
.. هوا الضرس ده محتاج يتخلع
نظرت سالی يإنزعاج لداخل فکه ورأت ما يشير إليه فقالت وهي تسترجع معلوماتها الطبيه ثم قالت
ابتسم لها الغريب ومد يده يصافحها قائلا
.. أنا دكتور كريم مدير المركز وكنا فعلا محتاجين دكاترة أهلا بيك يادكتورة تقدري تبدأي شغل معانا وحبذا لو اتعرف بإسمك
.. سالي محسن
أنهت الكشف على المرأة السبعينية والتي استعادت وعيها بحرفيتها المعتادة متجاهلة أسامة الذي كان يقف ملاصقا لفراش أمه والآخر الذي اقتحم الغرفة بصوته المرتفع وسلسلة من الأوامر لم تعيرها أي إهتمام عن فريق طبي آت في الطريق وأن عليها التنحي جانبا وأن سعيها مشكورا تلك الكلمة التي جعلتها ترمقه بنظرة إستعلاء بتوقيع ريم الراضي الطبيبة المحنكة الحاصلة على شهادات طبية تفوق فريقه الطبي الذي ظهر بعد لحظات وهو يوليها فروض الطاعة وفي إنتظار إشارة من طرف إصبعها بفهما المزموم دوما وعيناها المتناقضتان اللتان تنضحان بالبرودة تجاوزته وخلفها سار الفريق الطبي وأسامة وجاسر يتبعهما كمن لاحيلة له حتى قال رئيس الفريق متملقا
فقالت ببرود وقح
.. حضرتك يا دكتور تقدر تشوف شغلك مع اللي اتصل بيك في الوقت الحالي أنا وقتي ضيق ومحتاجة أتكلم مع الأستاذ أسامة
صرف جاسر الفريق الطبي شاكرا بعدما نقدهم أموالهم ووقف البرهة يراقب رحيلهم ومشاعره تتقاذفه كأمواج بحر لا قرار له حتى اصطدم بصخور الواقع الذي يعلنها له صراحة إنه مقصر مقصر بحق أطفاله مقصر بحق أمه التي شارفت على المۏت دون أن يكون إلى جوارها وأنه لم يعد أهلا لحمل لواء الأسرة بعد فلقد تكفل أخيه الأوسط بالمهمة وقام بها على خير وجه حتى الفريق الطبي الذي استدعاه في آخر ساعة وقف مثله قليل الحيلة عاجزا أمام تلك المحكنة والذنب يقع على عاتقه والڠضب أيضا يقع على عاتق المحيطين به واقتحم مجلس الإثنان ليستمع لما تقوله تلك المتحذلقة التي كانت تشرح لأخيه حالة أمهما المړيضة
فقال جاسرا مستنكرا
.. بس كده الإنفعال ممنوع طب ما طول عمرها بتنفعل عمرها ما جالها أزمة بالشكل ده
قامت ریم واقتربت منه بهدوء حتى قالت بأمر غير قابل النقاش وعيناها المتناقضتان تلمعان بشراسة قباله فهي تكره أمثاله من الرجال ممن يظنون أن باستطاعهم تحقير مجهود المرأة لمجرد إنها إمرأة
.. عشان كده من هنا ورايح ممنوع الإنفعال
فهتف جاسرا مستحقرا
.. دي أمي وأنا عارفها إكتبيلها مهدي على الأقل
التفتت ريم الأسامة الذي سارع لفض الإشتباك قائلة بسخريتها المعهودة وهي تتوق للتخلص من ذاك المتذاكي
.. أنا بلغتك إني عندي ساعة واحدة بس فاضيه وحيث إن خلصت الكشف معنديش استعداد أضيع وقتي ولا أرهق خلايا
مخي الثمينة جدا في الرد على الأستاذ
فقال أسامة بأسف بالغ
.. أرجوك تعذريه وأنا متتصوريش متشکرلك أد إيه
سارت لتنصرف عندها استوقفها جاسر قائلا
.. استني يا دكتورة مش تاخدي حسابك الأول
نظرت له ريم من رأسه حتى أخمص قدميه وقالت بإستهزاء
.. خليهوملك
الټفت له أسامة وهو يتوعده سرا حتى أوصلها لسيارتها الفاخرة التي قادتها بسرعة فائقة وعاد له ليقول موبخا
..یعني أكيد واحدة سايقة لامبورجيني مش مستنيه منك فلوس وكمان تديهوملها بكم الأستهزاء ده وبعدين أنا اللي متصل بيها فكلامي يبقا معاها
أخفض جاسر رأسه متعبا فكم
متابعة القراءة