روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
إنت إزاي ترفضي وأنت تقدري تعملي حاجات كتيره بالمبلغ ده تنفعي بيه نفسك وتنفعي الست دي الله يرحمها
عللت موقفها
.. مقدرش أقبل ده مش طبيعتي
توقف عن السير والټفت ليواجها قائلا بحزم
.. النفع مش شرط يكون مادي يا سالي هيا آه فلوس بس أنت تقدري تحوليها لمسار تاني تغير كل حياتك فكري كده إذا أخدتي الفلوس وعملتي بيهم مركز أسنان خيري شوفي النفع اللي ساعتها هيعود عليكي وعلى حماتك الله يرحمها وعلى الناس طاقة إيجابية هتغير كل حاجة في حياتك
.. تصدق معاك حق
ابتسم وتحولت بسمته لضحكة مرتفعة ونظر لها بتقدير بالغ
.. أنت طيبة أوي ياسالي مجرد فكرة أنك تاخدي الفلوس ليكي كنتي رفضاها ولما اتقلبت لمصلحة غيرك وافقتي فورا
هزت رأسها وهي تبتعد بعيناها عن نطاق حصاره
لاء أنا في دي بتاعة مصلحتي يمكن الخير يعود عليا باللي بتمناه
قال مقرا بهدوء
.. لازم عموما أنا في الخدمة وقت ما تنوي هتلاقيني معاكي
ثم أردف ممازحا
.. وبحذرك محدش هيدير المشروع ده غيري دي فكرتي من الأول
ضحكت سالي وقالت بلطف
.. بس كده أنا هتعبك معايا فهز رأسه نافيا
.. بالعكس أنت لو تعرفي أنا كان نفسي أد إيه من زمان في عمل خيري زي ده هتعرفي أنك بتعملي فيا معروف
.. وأنا اللي كنت فاكرة هترجعي تعبانة
ضحكت سالي وقررت مصارحة والدتها بأمر الوصية والأموال الطائلة التي ستحصل عليها فاصطحبتها لغرفة الصالون الهاديء وعرضت عليها الأمر منذ بدايته حتى قرارها الأخير بالاحتفاظ بالأموال وعلى عكس ماتوقعت سالي كان رد أمها بالرفض معللة
ضحكت سالي لبساطة أمها
.. ماما 5 مليون مش مبلغ عند جاسر زائد أن المحامي أكد عليا إصراره بتنفيذ وصية أمه الله يرحمها بحذفيرها
اعترضت مجيدة بإصرار
.. وعليكي من ۏجع الدماغ ده بایه ما تاخدي الفلوس وتشيليهم في البنك وخلاص
رفضت سالي بإصرار
عبست مجيدة متوجسة
.. ومین کریم ده كمان
ابتسمت سالي لأمها بهدوء
.. ده الدكتور صاحب المركز اللي بشتغل فيه إنسان محترم أوي
ضاقت عينا مجيدة وهي تقول بهدوء حذر
هزت سالي كتفيها بعدم فهم
.. وده هيضره في إيه وبعدين الدكاتره على قفا من يشيل غير أنه أصر يشاركني في المشروع ده عشان نفسه هوا کمان في مشروع خيري
تنهدت مجيدة بمكر
.. آه قولتيلي هيشاركك طيب
احمرت وجنتا سالي وهي تراقب نظرات أمها الماكرة المتفحصة لها وقالت بإعتراض وهمت بالانصراف لبقية شؤونها المتأخرة
.. على فكرة الموضوع مش زي ما أنت فاكرة خالص وأنا رايحة أشوف الل ورايا قبل ما عصابة سيرين تهجم علينا
راقبت أمها خطوات ابنتها الصغيرة الهاربة بقلب راجف وهي تدعو الله أن يسد خطاها وتهمس
.. ربنا يبعد عنك ولاد الحړام يابنتي
وقفت أمام الباب لا تصدق ناظريها تطالعه لكأنما كان غائبا عنها عشر سنوات وليس فقط بضعة أيام تحاشت فيهم الاقتراب منه بأي شكل ألقي عليها التحية بصوته الواثق وعيناه تلتهم تفاصيلها القديمة لقد فقدت الكثير من وزنها وعاد جسدها لطبيعته التي ألفها سابقا عادت ضئيلة كما كانت بلمحات أنوثة طاغية اكتسبتها مع مرور السنون قصيرة لازالت ترفع ناظريها له فرأسها لا يتجاوز كتفيه فتنحنحت وبصوت مرتجف أدركت أنه أتي لإصطحاب إبنائها وهي التي لم تشبع من صحبتهم فعقدت حاجبيها غاضبة وردت عليه التحية فقال بوجه عابس وصوت لائم
.. إيه يا سالي هنفضل واقفين على الباب كتير
تراجعت للخلف خطوتان لكي تفسح له الطريق وقالت بهمس مكتوم
.. اتفضل
وعندما دلف إلى الداخل لاحظ على الفور ظل أختها وأطفالها ومن خلفهم تتسابق خطوات صغاره نحوه فتلقفهم بصوت مرح وقبل رؤوسهم قائلا
.. وحشتوني كده برضه متتصلوش تسألو عليا
ابتسم الصغيران بخجل وقالت سلمى ببراءة
.. ما أنا معرفش نمرة تليفونك
الټفت للساكنة وراءه قائلا بمكر
.. ماما تعرفها
ثم رفع جسده مرة أخرى ليستقيم ويلقي التحية على سيرين التي كانت تنظر له شزرا ومن خلفها مجيدة التي خرجت من غرفتها وقابلته بعيون لائمة ورغم ذلك قالت بصوت هادىء يمليه عليها الواجب
.. البقاء لله يا ابني
هز رأسه بحرج وقال بصوت متحشرج
.. البقاء لله وحده
أشارت مجيدة لسالي قائلة
.. أدخلوا أقعدوا في أوضة الصالون ميصحش تخلیه واقف کده
أشارت له سالي بصمت فتقدم بخطوات واسعة حتى وقف بمنتصف الغرفة وهمت سالي بالانصراف لتتركه وحيدا مع أطفالهما فاستوقفها قائلا بحزم
.. استني ياسالي أنا عاوز أتكلم معاكي
الټفت إلى صغيره قائلا
.. سلیم خد أختك ورحوا اقعدوا مع تيته دلوقت عاوز أتكلم مع
متابعة القراءة