روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
الكراهية والإستهزاء اللتان أصبح يتلقاهم بشكل دوري دائم أصبح أمرا مقززا مرهقا فهو لم يعتد أبدا الركون لمكانة زياد بالعائلة فقال بعند
لا وأنا غلطت في إيه ولا أنت عشان خاېف على منظرك قصدها!
حملق به أسامة وقد بلغ به الصبر مداه
لا أنا بحاول دائما أقدر الحالة النفسية اللي أنت أكيد فيها بس ده مش معناه إنك تتمادی یا جاسر أنا اللي يهمني أمنا
لا نعمات مقالتش إيه اللي دايقها أوي كده
رد أسامة بغموض
.. مسألتش
ظل جاسر صامتا حتى قرر الرحيل قائلا
.. أنا رايح الشغل أنت راجع ولا وراك مشوار
ضاقت عينا أسامة وقال
.. مش هتدخل تطمن عليها قبل ما تمشي
هز جاسر رأسه نافيا وهو يتوق للهروب من تلك الأحداث المتلاحقة
مضى يضغط على هاتفه لإعادة الإتصال مرة ثالثة وأخيرا أتاه صوت أخيه الناعس فقال ضائقا
.. أنت فين
دعك زیاد وجهه وقال
.. عند واحد صاحبي
غمغم أسامة مستفهما
.. سيبت البيت
فرد زیاد متبرما
.. رجعت لقيت نص هدومي متعبية في شنط عند السيكورتي
فقال أسامة
.. طب هات نص هدومك وتعالي اقعد معايا
.. أنا مش بعزم ولا بتحايل عليك هتيجي وهتقعد معايا لحد ما أمورك تتعدل ما هو أنا مش هفضل ألف وراكوا أنتوا الاتنين ده غير أمكم اللي تعبانه
هتف زیاد بقلق عارم
.. ماما جرالها إيه
فغمغم أسامة
.. جاتلها أزمة كده النهاردة وأغمي عليها المهم أرجع ألاقيك في البيت عندي عشان نروحلها نطمن عليها سوا بالليل إتفقنا
.. اتفقنا
عودته للبلاد كانت مفاجأة سارة وأيضا حملت في طياتها أسئلة أرقت مضجعها خاصة عندما يقتحم مكتبها ويخصها بتلك النظرة التي بإمكانها دوما سبر أغوراها فرفعت أنظارها له بإبتسامة صافية
.. خير يا بابي
اقترب يسري الطحان من صغيرته الوحيدة وجلس قبالها
.. شوفي أنا عمري ما اتدخلت في قرارتك من وأنت بنت سبعتاشر صح!
.. صح
فعقد أبيها حاجبيه قلقا
.. بس یا آشري أنت مش عجباني الحياة يا بنتي مش شغل وبس
فهزت رأسها نافية وهي تقول بصوت حاولت تضفي عليه المرح
.. يابابي ما أنت شايفني بخرج واتفسح و . . .
فقاطعها والدها
.. زیاد فین یا آشرى ليه مش بشوفه
صمتت لقليل من الوقت حتى قالت بهدوء
.. بابي أنا وزياد قررنا ننفصل
.. القرار ده نهائي یا آشري وبالمقابل
أومأت له برأسها مؤكدة
.. نهائي يا بابي وصدقني لما أقولك أنه كان مفروض ناخده من زمان
قام أبيها ليحتضنها وقامت هي وغاصت في أحضانه الدافئة وهو يقول لها
.. متستعجليش يا آشري خدي وقتك
جلست بعد إنصرافه وهي تعيد حساباتها مرة أخرى ولكنها كانت دوما تصل لنفس النتيجة أنها لم تخطيء باتخاذ مثل ذاك القرار ربما أخطأت في تقدير بعض الأمور وربما أخطأت أيضا عندما أخفت أموارا غاية في الأهمية عن زياد فتحملت لومه وتقريعه لها دون ذنب ولكنها لم تكن ترغب في إيذاء مشاعره الذكورية خاصة وهي الناجحة بعملها كانت تظن إن صارحته فسوف تزيد الفجوة بينهما وبالنهاية هذا ماحدث رغم جهودها المتواصلة لرأب الصدع بينهما ولذلك القرار يعد لصالحهما وقد اتخذته بوقت متأخرا بالفعل
شعور بالاختناق يكتنف صدره والأفق حوله يزداد ضيقا والهرب يبدو حلا مثاليا وتعثرت خطواته في الحديقة أمام صغاره جرت سلمی نحوه وتشبثت بعنقه بينما ظل نسخته المصغرة مكانه لم يتزحزح أنملة وبعيناه أسوء ما قد يراه أب خيبة أمل طعمت صغيرته وجنته بقبلة دافئة وهي تقول
.. وحشتني أوي يا بابا أنت كنت فين إمبارح!
ولم لم يقرر الهرب باكرا فهو فعليا عاجز عن الرد أو الإتيان بسبب مقنع فتنحنح وهو يسوق كڈبة لأسماعها البريئة وهو يضعها أرضا
.. معلش يا حبيبتي أضطريت أبات في الشغل إمبارح
فباغتته سلمي بقولها
.. شوفنا ماما النهاردة
هم بإعتدال ولكنه توقف واقترب أكثر ليحدق بعيناها التي تشع سعادة وتصاعدت خطوات سريعة من سلیم نحوها وهو يزجرها
.. سلمی يالا ندخل جوه عشان نعمل الواجب
فالتفتت له العنيدة كأبيها
.. لاء مش هعمل حاجة لحد ما ماما تيجي
زي ما قالت وتذاكر معانا
وتصريح آخر ينبثق من شفتيها لتنتفخ أوادجه كان يعلم أنها لن تستطيع الصمود طويلا وحتما ستعود فلمعت عيناه وابتسم بسعادة الصغارة قائلا
.. بالراحة ياسليم وبعدين إنت فكرك إني مش عارف أنا وماما متفقين على كدة من الأول
فتعلقت أعين الصغير به قائلا برجاء
.. طب ما نروح نقعد معاها وتيجي أنت تشوفنا أنت كدة كدة بترجع متأخر وساعات كتير مش بنشوفك
زم شفتيه ضائقا فولده محق أين هو من حياة صغاره أين كان بالأمس هاربا من خيبة واقع بأحضان أخرى لم يألف حتى أنفاسها عقد حاجبيه وقال
.. یالا ادخلوا اتشطفوا وغيروا هدومكو عمو أسامة جوه
وتهللت ملامح الصغار فهم يشتاقون لعمهم الطيب وانصاعوا لأمره مذعنين وانصرف وهو يعدهم
متابعة القراءة