روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
بتلك السرعة في ذلك الوقت المبكر أم إنها ست الحسن والجمال! عقدت حاجبيها غاضبة وهي تلملم أشيائها بصوت متقطع
.. ملكیییش دعوة يتفلق يتحرق يولع . . .
وقاطعها صوته المرتاب
.. ده یارب ما یکون أنا
فحملقت به پغضب وقالت موبخة كأنما تخاطب صغيرها أيهم
.. يظهر أنك اتعودت تنط كل شوية زي عفريت العلبة
فقفز قفزة بهلوانية ساخرا فعبست وهي تمنع ضحكة غير ملائمة ثم قالت بعتب
قال لها
.. شفت بقا أنا مستحمل كل ده إزاي
فحملقت به بريبة
.. مستحمل إيه
رد أسامة وهو يدعوها لداخل المصعد
.. قاعد مخلص شغلي ومستنيكي كل ده أخرتيني أووي على فكرة
فقالت وهي ترفع رأسها آنفة
.. وأنا مطلبتش منك تستنا
فقال بنبرة فكاهية عكس العبوس الكاذب الذي تدفع به لملامحها
فابتعدت بأنظارها عن مجال عيناه الذي يطوقها من رأسها لأخمص قدميها لترسم وجها فولاذيا بالمقابل وهي تخرج بخطوات مسرعة من حجرة المصعد الواسعة والتي كان يحتل هو بحضوره أكثر من نصفها فسار إلى جوارها صامتا وفتح لها باب السيارة وعيناه تخبرانها أنه لن يقبل الرفض ردا فقالت بهدوء
أومأ لها برأسه وهو يقول بتقدير بالغ
.. تعبك راحة يادرية
كان يصارع الطريق وعقله يعمل كآلة حاسبة والناتج كان مابین دقائق وساعات يلزمها ساعة على الأقل لتناول طعام الغداء برفقتهم واستذكار الدروس لا يعلم بالضبط أما اللعب واللهو فحدث ولا حرج فهي تكاد تمضي يومها بالكامل كطفلة بالخامسة من عمرها برفقتهم فابتسم بحنين لتلك اللحظات التي أهدرها هو دون أن يدری قيمتها الفعلية يتمنى لو تقدم تنازلا واحدا فقط لا أكثر وتعود وبعدها يقسم أنه قد يتنازل عن نصف كبريائه وعناده ولطالما كان محظوظا محظوظا جدا في الواقع إذ إستطاع اللحاق بآخر لحظات الوداع بينها وبين أطفالهما والصغيرة تتشبث بأحضان أمها بقوة قائلة
واتاه الرد الذي أخبره أنه لم يعد محظوظ بل هو في الواقع ملعۏن
.. أول ما أخلص شغل هاجي على طول مش هتأخر أوعدكم
عقد حاجبيه واسودت ملامحه پغضب ۏحشي حتى أنه لم ينتبه لهمسة سليم القلقة
.. بابا جه !
فالتفتت بفزع أثار ضيقها ورفعت قامتها بكبرياء ناشدت به الضلوع لتستقيم أمامه وربتت على كتفي صغارها ليلقوا التحية على والدهم فساروا نحوه فاحتضنهم مرحبا هو الآخر وهو يكاد يتمالك أنفاسه وفي الوقت ذاته يستبق خطواتها ليمنعها من الهرب قبل أن تؤكد له أو كما يتمني تنفي صحة ماسمعه قائلا بتصميم
وقبلتهم مرة أخيرة قبل أن تشير لهم مودعة وهي تراقب صعودهم الدرجات وسارت بخطوات سريعة متجاهلة وجوده حرفيا حتى استوقفها بسؤال قاطع
.. اشتغلت
عقدت حاجبيها وهمت بإجابة وقحة ولكنها تمالكت أنفاسها فهي أولا وأخيرا ضيفة بمنزله لتجيبه بهدوء بارد
.. أيوه
.. بالسرعة دي ولا دي حاجة كانت من ضمن تدبيراتك السرية اللي مكنتش أعرف عنها حاجة
قالت بضيق وهي ترغب في الأختفاء بعيدا عن أنظاره التي ټحرقها ووجوده الذي يسبب لها الإختناق
.. يهمك في إيه
زم شفتيه وقال
.. أنا كنت كلمت المحامي النهاردة يحطلك بكرة في البنك المؤخر والنفقة يعني أنا شايف مافيش لازمة للشغل وللپهدلة
ابتسمت له هازئة وقالت بنبرة ساخرة مرة لتذكره بموقعه الفعلي بحياتها
.. والله معدتش من حقك إنك تشوف
وزار الأسد بأعماقه فاقترب منها على نحو خاطف واحتبس ذراعها بقبضته قائلا بصوت خفيض
.. أنا ممكن
أردك ياسالي المأذون موثقش الطلاق بس أنا سايبك ترجعي براحتك ساعتها
قاطعته بعند وهي تنفض ذراعها بعيدا عن مرمي قبضته
.. متلمسنيش وأعلى مافي خيلك أركبه یا جاسر
والتفتت لتطالع وجه الأخرى الغاضب التي كانت تراقب مشهد زوجها المفتون کليا بأيقونة ماضيه يقف وحواسه كلها منصبة عليها وعيناه تحملان رجاءا لم تره من قبل وكيانه کله موجه نحوها ولكن للڠضب الأعمى بداخلها لم تكن تبصره هي فقط تبصر خيالا لليلتان قضاهم من كان يوما زوجها بأحضان غيرها حتى أنه قضى ليلة الأمس برفقتها فقط فمضت تخطو مسرعة لتتجاوز بعدها تلك الفاتنة التي اقترن اسمها به نحو الخارج نحو هواء لا يحمل أنفاسهما نحو أفق لا يحمل مشهد حميم يجمعهما نحو دفء يقبع بیت محسن ومجيدة وكما اعتادت فور وصولها الصعود للأعلى حيث مكان أبيها المفضل وتعثرت بالدرجات الخشبية فأحدثت ضجة فدموعها كانت تهطل بغزارة دموع الفقد للظهر والسند دموع الاشتياق للمسة حانية تخبرها أن كل شيء سيكون على ما يرام دموع الحاجة للشعور بالأمان وأن هناك من يقف خلفها تماما يراقب ويحمي دموع تحتاج وبشدة لمن يمحيها ويبدلها ببسمة ولكنها وجدت أحضان أمها من تتلقفها فتشبثت بها قبل أن ټغرق أكثر ببحر دموعها قائلة
.. بابا واحشني أوي ياماما
ولمس وجهها وجنة أمها التي
متابعة القراءة