روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
أبنائها على درجات متدنية فهي تؤمن بأن النجاح بالمستقبل يظل بید من يسعي له حتى آخر رمق ولو
كان بآخر لحظة ولكنها تخشی توابعه فوقت الفراغ الذي يقضيه أبنائها بعد حصولهم على إجازة العام كان دوما أمرا شاقا ينتهي بتدخل والدها الضاري والذي يسعد به الأحفاد أفكار انغمست بها حتى أنها لم تلحظ أنه كان يراقبها لدقائق منصرمة وهي تحيط نفسها بعدة أوراق وملفات وأصابعها تعبث بها بطريقة عشوائية ليست من شیمها وعندما لاحظته أخيرا ارتسمت على وجهها نظرة مؤنبة وقالت
اقترب منها مانحا إياها إحدى نظراته الماكرة دون حساب قائلا ببسمة متواضعة
.. أبدا كنت جاي لجاسر
قالت وكأنما تهذب طفلها المشاكس
.. أظن أنت عارف أنه بقي بيتأخر الصبح شوية
هو كان يدرك تلك المعلومة إذ أن أخيه بحالة نفسية سيئة بعد رحيل أمهما فأصبح يستغرق وقتا في الاستيقاظ والتوجه بهمة لعمله ولدافع قوي ليعود لمنزله البارد دونها ودون طيف زوجته السابقة فقال وهو يهز رأسه بهدوء
عبست بتوتر
.. علي أي أساس يعني
غمز بعيناه وقال وهو ينصرف لغرفة جاسر
.. على إعتبار ما سيكون
ضمت حاجبيها پغضب وقامت لتتبعه بعند قائلة
.. بس جاسر مدانیش أوامر بكده
الټفت لها هازئا
.. أصل الحاجات دي بتحصل فجأة يعني زي الخطوبة كده
نکست رأسها وقالت باستسلام
اقترب منها ليقول حانقا
.. ماهو ده بقى اللي عاوز أفهمه علي أي أساس كان بيتكلم البأف ده
ڼهرته بشدة
.. متقولش عليه بأف
استشاط ڠضبا هو الآخر وزعق بها
.. نعم يا أختي
فغرت فمها بذهول وقالت مؤنبة
.. أسامة
ثم انتبهت لزلة لسانها ريثما اقترب منها بل في الواقع اقترب بشدة حتي بات يخترق بأنفاسه حجابها الحاجز وهو يقول بهمس دافئ
وتدافعت قدماها نحو الخلف هارية بخطوات سريعة كتدافع الډم لوجنتها
.. أنا ورايا شغل
بذهن مشوش إنصرف من عمله كما أتی صباحا تاركا درية تنظر لإثره بشفقة بالغة عائدا للقصر الذي يدرك أنه في تلك الساعة تكون هي قد غادرته منذ قليل ورسالة نصية من داليا تخبره بوجود عطل ما في شقتها وأنها ستغيب عنه تلك الليلة رغما عنها فاستقبلها براحة تامة فهو بحاجة للاختلاء بنفسه ولكنه لا يدرك ألسوء حظه أم لقدره السعيد دلف لغرفة أطفاله ليجدها لازالت برفقتهم فاستقبلته ببرود وقالت هامسة خشية أن توقظ الأبناء وهي تهرب من صحبته نحو الخارج
تبع إثرها وأغلق باب الغرفة وقال بهدوء مستفسرا
.. إمتحان إيه
التفتت له وارتسم على وجهها رغما عنها ملمحا ساخرا
.. ماث
عقد حاجبيه ليقول بحنق
.. مش معنی أني مش عارف يبقى كده أنا مش مهتم هيا الفكرة إني واثق بأنك واخده بالك منهم فمكفرتش لما ريحت دماغي من جهة ولا حرام أرتاح من الفكر شوية
.. بإيدك ترتاح من الفكر تماما وتسيبهم معايا
اقترب منها قائلا بعند أكبر
.. عشان لما يكبروا يحسوا أني رميتهم
توترت أنفاسها وقالت بحنق
.. ده اللي انت بتفكر فيه شكلك قدامهم! مبتفكرش أنهم طول النهار هنا في رعاية الدادات جدتهم الله يرحمها وأنت بترجع بعد العشا وكلها أسبوع ويخلصوا مدرسة مين هيراعيهم طول الوقت!
قال مدافعا عن نفسه وهو يشعر بالڠضب يختنق أنفاسه
.. أنت اللي سيبتيهم وجاية دلوقت تقولي مين هيراعيهم مفكرتيش في ده قبل كده ليه
شددت قبضتها على حقيبته المعلقة على كتفها وقالت
.. طبعا ماهو الذنب ذنبي لوحدي وحضرتك خالي من أي مسئولية
تهكم منها بضحكة خاڤتة
.. وأنا لما أسيبهوملك كده أبقى شيلت المسئولية
اقتربت منه دون خوف وأمسكت بذراعه في لحظة أطلقت لڠضبها منه العنان
.. أنت بتعمل كل ده عشان حاجتين بس مالهومش تالت عندك وإحساسك بالعظمة وأنه مهما كان أنا دوري على الهامش في حياة الولاد
نظر لكفها الرقيق الذي يحيط بذراعه بقبضة واهية وأمسك به فأجفلها وقال بصوت أجش هامس وهو يقربه من شفتيه ولثم باطنه بحرارة تختلج صدره شوقا
.. كده يبقوا ۳ حاجات ياسالي والتلاته غلط
ارتجفت شفتيها بل ارتجف جسدها كله كأنما أصيبت بصاعقة كهربائية لا قبلة صغيرة دافئة الملمس حطت على كفها الصغير القابع بين أنامله القوية لتفترش ذكرياتها البعيدة والقريبة قلبها لينوح بصړاخ يدوي بالشوق إليه رغما عنها فسحبت كفها بغتة وكذلك خطواتها لهروب نحو الخارج ودموعها تستبق الرحيل من مکمن جفونها المرتخية بعيدا عن أي شاهد ..من كان يظن أنه لا يستطيع التنقل داخل حجرات القصر بحرية ويقبع منتظرا وصول أخيه بغرفة الصالون كأي ضيف لا لأنه ليس على وفاق مؤخرا معه أو لأن والدتهما قد رحلت بل لأن اخيه أصبح متزوجا بتلك الحية الرقطاء التي استقبلته بإبتسامة بارده وعللت عدم قدرتها بالترحيب به كما يجب بسبب حملها المزعج الذي كثيرا ما يسبب لها الغثيان وكأنه يأبه لها ولغثيانها تلك اللعېنة ! لو كانت سالي مازالت
زوجته حتى الساعة لما شعر
متابعة القراءة