روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
زاجرة وهي ترفع يدها لتوقف تقدمه
.. أنت جاتلك الحصبة وأنت صغير
عقد حاجبيه ليستدعي تلك الذكري الحمراء البغيضة فقال متعجبا
.. تقریبا آه جت لزياد وعدانا كلنا ليه
ارتسمت ملامح الإطمئنان علي وجهها وعندما اقترب أكثر أزاحت سترة الصغير عن كتفه لتظهر بقعة حمراء مماثلة لما تعرض لها في صغره وقالت بحزن
.. منفعش أوديه الحضانة وعندنا شغل متلتل جيبته معايا
.. یعنی هوا كان ذنبه وبعدين عادي كل الأطفال بتجيلهم
ثم وجه حديثه لأيهم الصغير قائلا
.. قوم یالا قاعد كده ليه
وارتسمت ملامح العبث الطفولية والشيطانية في وقت واحد على وجهه فابتسم بسعادة قائلا بفضول
زعقت دريه به
.. مش هتروح في حته هتفضل قاعد هنا جمبي
والتفتت زاجرة لأسامة
.. بدال ما يعدي حد
ارتفع حاجبي أسامة تعجبا وقال بنبرة لا رجعة فيها
.. أنت مالك بتعامليه كأنه وباء دي حصبة هيجي معايا واعتبري ده أمر من عضو مجلس إدارة ولا مش متطمنه عليه معايا
شعرت درية بالحرج وقالت
قاطعها أسامة بإقتراب حميم قائلا بهمس خاڤت
.. مبسش يا درية
لا تعلم لم تواردت كرات الډم الحمراء لوجنتيها كافواج کاسحة ولكنها تعزي ذلك التدافع لنظرة عيناه الجريئة ونبرة صوته العذبة واسمها الذي انساب من شفتيه كلحن راقص فهربت بأنظارها بعيدا نحو الصغير الذي اعتلى ذراعه قائلة بتحذير هادیء
هز الصغير رأسه ولم ينظر مرة أخرى لأمه حتى مودعا وفكره منصب بالكامل على الضخم الذي يحمله بسهولة مطلقة يسأله
.. هنروح فين
واستطاعت سماع ضحكة أسامة وابنها عبر المصعد المغلق خلفهما فشعرت بطمأنينة فعادت لممارسة عملها
في حياته لم يسترق الأنظار لإمرأة قط فهي بعرفه وقاحة بالغة وسوء أدب ولكنه لا يدري ما الذي أصابه مؤخرا فهو ضبط عيناه تسوقه لمحياها مرتان وتلك الثلاثة منذ أن دلف للمركز منذ ساعة ولكنه هز رأسه نافيا تلك الأفكار السخيفة بنظره فهي طبيبة حديثة وعليه مراقبتها لضمان مستوى طبي أفضل لمرضاه ليس أكثر وبعدها أخذ قراره بالاقتراب منها والتمتع بحق المراقبة عن قرب فهي منشغلة بحالة طفلة في السادسة من عمرها تحدثها بلطف أثناء تخديرها والطفلة سعيدة بالحوار للغاية إذ أنها لم تلحظ حتى السن المعدني المدبب الذي انغرس بلحم لثتها دون هوادة فابتسم بعمق وأشار للطفلة بعلامة النصر لدى خروجها من غرفة العيادة الصغيرة ثم قال
فابتسمت سالي مجاملة
.. يعني مش أووي بسترجع لسه معلوماتی
ثم انصرفت لأدواتها لتأمر الممرضة المرافقة لها بتنظيم بعضها فقال
.. یاریت بعد ما تخلصي کشف يا دكتورة تعدي عليا
فالتفتت له سالي قائلة بتوجس
.. خير
ابتسم لها إبتسامة واسعة وقال
.. خیر طبعا متقلقيش في انتظارك
.. متقلقيش يا دكتورة دکتور کریم انسان محترم جدا وحضرتك بسم الله ماشاء الله ليك کاریزما مع الأطفال
فقالت سالي شاكرة
.. ميرسي يا بسمة عشر دقايق ونادي على البنوته عبال ما أروح أصلي الضهر
أنهت الكشف المتبقي وغسلت يدها ونزعت ردائها الأبيض الذي افتقدته لسنين طوال وتقدمت بخطوات ثابته نحو مكتبه طرقته وسمعته يدعوها للدخول فقالت
.. أنا خلصت یادکتور
أشار لها بالجلوس وقال
.. یعني هوا بدون مقدمات کتبر إحنا متنقشناش في الساليري وكنت حابب أعرف تقيمك للموضوع عشان أنا مبحبش أظلم حد والمواضيع دي مافيهاش فصال فلازم تكوني راضية
ارتفع حاجبي سالي دهشة وتذكرت أمر الراتب ذاك الذي غاب عن ذهنها كليا فهي منذ عادت لممارسة عملها واستغرقت فيه بإستمتاع عجيب لم تلتفت لأمر راتبها وكم الأموال الذي قد تحصل عليه من وراءه وكم كان عليها التفكير بهذا الجانب بشكل جاد فهي ماعادت تستند على مصروفها الضخم الذي كان ينقده لها جاسر دوريا ولن تستطيع إلقاء بعبأ مصروفاتها على والدتها وهي التي رفضت إعانة من جاسر وحتى لم تفكر بحسابها البنكي ولا حتى نفقتها فأموال جاسر أصبحت بالنسبة لها خطا أحمرا لا يجب تعديه أخذ كريم يراقب كم الصراعات التي تنحت بآلامها على صفحة وجهها لوحة معبرة والعنوان. قهر رجل
فقال بلطف
.. أنا شايف أنك تفكري وتسألي وبعدين . .
فقاطعته
.. حضرتك ده مش موضوع هنختلف عليه فعليا أنا مبتدئة وزي أي حد لسه في أول طريقه المرتب بيكون معلوم فمش هنختلف
أخذ ينظر لها بعين التقدير ثم قال
.. بس أنت مبتدئة موهوبة يا دكتورة ولولا تصريحك إنك مبتدئة
أنا كنت فكرتك محترفة من زمان
قامت سالي وابتسمت له لتشجيعه المستمر لها وقالت
.. ده من ذوقك وزي ما قولت لحضرتك مش هنختلف
فقام كريم من مجلسه وقال ممازحا
.. خلاص يادكتور مش هنختلف مش هأخرك عشان أنا عارف الساعة واحدة بالنسبالك زي الساعة ۱۲ بالنسبة لسندريلا
توقفت سالی لبرهة عن الحركة وتأملت المقارنة بينها وبين سندريلا ولسخرية الواقع كم كانت متشابهة فهي حظيت بأمير وبحماة كزوجة الأب الشريرة وفقدت حذائها أو بالأحرى ذاتها في خضم الحياة فعادت لبيت أهلها وحيدة تعيسة دون أميرها خرجت من
متابعة القراءة