روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
بحرج أفكار مريرة تناوشه تذكره بما خسره وبما تبقى له وتشعره بالنهاية أنه غاية في الضالة إن كان يشعر بالغربة بمنزل طفولته فكيف يشعر الطفلان ببعدهما القسري عن الحنون أمهما نظر لأعينهما المتسعة البريئة وابتسم لهم إبتسامة صافية من قلبه قائلا
.. هاه أخدتو الأجازة ولا لسه
هزت سلمى رأسها بحماس قائلة بفرح
الټفت له زیاد قائلا
.. وعملت إيه في الإمتحان یا سليم
رد سليم بفخر
.. حليته كله صح ماما كانت مراجعه معايا كل المسائل
رد زیاد بدهشة
.. هيا ماما بتيجي هنا
ابتسم الطفلان وقالا سويا
.. آه كل يوم
هز زیاد رأسه بتقدير بالغ فيبدو أنه قد بخس سالي حقها إنها أم بالفطرة ولم تكن تلك الحية ولا ذاك الرأس الصلد المتحكم بأفعال أخيه بعائق لها وانتبه لوجه أخيه وهو يحدق به بدهشة فقام وقال بسخريته المريرة
عبر جاسر باب الغرفة سريعا وقال بضيق
.. وقاعد في الصالون ليه فكرت جالنا ضيف
زم زیاد شفتيه وقال
.. ماهو أنا فعلا بقيت ضيف
أسامة قالي أنك مصمم تشتري نصيبنا
الټفت جاسر لأطفاله وقبلهم وأمرهم باستباقه لغرفة المعيشة وما أن أطاعاه حتى الټفت لأخيه قائلا بإصرار مټألم لسوء ظن أخيه به
تنهد زیاد وقال بشبه اعتذار
.. عموما أنا مكنتش هطول أنا جيت أسلم عليك أنت والولاد وحشوني كمان أنا رجعت إسكندرية بشكل دایم
عقد جاسر حاجبيه وقال
.. والكافية
رفع زیاد حاجبيه دهشة فاستطرد جاسر
ضحك متهكما وقال
.. قصدك جواسيس عموما لو كنت استنيت شوية كانوا قالولك إني رجعت عشان أفتح فرع تاني هنا وفي الوقت الحالي بنجهز فرع في شرم
هز جاسر رأسه بتقدير ومد يده ليصافح أخيه الأصغر قائلا بصدق
.. مبروك
صافحه زیاد وتابع بنفس النبرة الساخرة
تلاشت ملامح الود من على ملامح جاسر سريعا وارتسمت بدلا منها مشاعر الڠضب والضيق فتابع زیاد بنبرة متوترة
.. برغم كل اللي بينا يا جاسر أنا فعلا مشفق عليك
رد جاسر بصلابة
.. مافيش حاجة بينا يا زياد أنت هتفضل أخويا مهما كان وأنا کویس الحمد لله وفر شفقتك
.. من قلبي بتمنى تكون كويس
.. والله بقينا مشغولين ومش فاضيين يا ست سالي
قالتها مازحة وهي تعبر سياج الحديقة الصغيرة المحيطة بالممشى المستطيل داخل النادي فالتفتت لها سالي وقالت ضاحكة
.. والله يا آشري بجد معنديش وقت خالص وبالعافية بلاقي وقت للولاد حتى بقالي أسبوع معتبتش النادي
عبست آشري وهي لا تزال تشعر بالحنق من صديقتها
.. ولا حتى تليفون وبعدين ليه كل ده
فمضت سالي تسرد عليها مجريات حياتها مؤخرا وما توصلت له و حتى اليوم فهتفت آشري بحماس
.. الله بجد مرکز خيري بریلانت جود فور يو أنا مبسوطة عشانك أوي
ابتسمت سالي بود وقالت
.. بس متتخيلیش الموضوع مرهق أد إيه ولولا كريم أنا كنت ضيعت
التفتت لها آشري وقالت بنبرة ماكرة
.. کریم مین کریم
احمرت وجنتا سالي رغما عنها وقالت بتوتر لا تدري سببه
.. ده مدير المركز اللي بشتغل فيه وصاحب الفكرة الحقيقة وصمم إنه يكون المدير المالي ده غير أنه ساهم معايا بمبلغ كده بس هوا شخصية محترمة جدا
ضحكت آشري وهي تراقب ردة فعل الأخيرة وقالت
.. سالي وشك أحمر خالص
عقدت سالي حاجبيها غاضبة وقالت
.. ده من الشمس على فكرة وبعدين مافيش اللي في دماغك ده
نظرت لها آشري بحنان وقالت بتصميم
.. على فكرة ده من حقك تعيشي حياتك بالشكل اللي تحبيه من غير قيد ولا شرط كفاية جاسر عايش حياته بالطول والعرض
جلست سالي على أقرب مقعد وقالت بهدوء
.. أنا مش بفکر کده خالص والموضوع مش رد فعل ولا باي باك کریم انسان محترم وأقرب لأخ وقف جمبي كتير زي ما أنت وقفت جمبي مش أكتر
هزت آشري كتفها وارتشفت القليل من قنينة المياه التي تحملها وقالت
.. أنا بتكلم إن جينرال مستقبلا متحسيش بتأنيب ضمير ولا تعقدي الدنيا يا سالي موف أون الدنيا مبتقفش على حد
هزت سالي رأسها وقالت بمرارة الفقد التي تستشعرها دوما
.. حاليا واقفة على ولادي نفسي أغمض عين وافتحها الأقيهم في حضڼي
ربتت آشري على كتفها
.. هيرجعهوملك وبكرة تقولي آشري قالت
نفضت سالي رأسها وكذلك نفضت الدموع بعيدا عن عيناها ووقفت قائلة
.. أنا أتأخرت يادوب أقضي نص ساعة في الجيم عشان ألحق أطلع على المشروع
سارت آشري لجوارها قائلة بمزاحها المرح
.. وأنا هاجي
معاكي وأتمنى تقبليني شريكة متواضعة وتقبلي الشيك اللي هيديهولك ولا أخلي كلامي مع دکتور کریم
وکزتها سالي بغيظ وسارتا ضاحكتان وكلا منهما تفكر بالشريك الغائب الموصوم بلعڼة آل سليم رغما عن كرامتهما الجريحة
ما كانت تخشاه بالفعل واقعا متجسدا أمامها فقط بهيئة
متابعة القراءة