روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
طالعتها سالي بإبتسامة مرحبة والصغير اقتحم الغرفة وجلس سريعا على المقعد المخصص له قائلا
.. آآه الحقيني وشوفي ضرسي يا طنط أبوس إيدك
لم تتمالكا الاثنتان نفسيهما واڼفجرتا ضاحكتان واقتربت منه سالي وبحنان قالت وهي تداعبه تماما مثل سليم الصغير
.. وريني كده آآه رجعت تزود في الحلويات ومغسلتش سنانك
أشار لها الصغير برأسه مذعنا وهو يتألم
شرعت سالي في أداء عملها وهي تقول
.. مدخلتوش على طول ليه يعني حتى لو کریم مش موجود دلوقت حالة أيهم حالة طارئة وبعدين يعني إحنا عيش وملح يامدام درية
اقتربت منها درية
.. على أساس يعني هناديكي مدام سالي ده إذا كان جاسر وبقوله...
بترت درية عبارتها بحرج بالغ وعندها رفعت سالي رأسها لها وقالت لترفع عنها الحرج
انتهت سالي من عملها بعد قليل وهي تملي على أيهم بضعة أوامر لعله يستجيب لها والتفتت لدرية وقالت
شدي عليه شوية لو كل حلويات لازم يغسل سنانه في ساعتها وأشوفه كمان أسبوع نكمل شغلنا هزت درية رأسها وقالت
.. سمعت يا أيهم أظن أنك حرمت بعد الۏجع ده
کله
اصطحبتهما سالي نحو الخارج والتفتت لها درية وقالت
ابتسمت لها سالي متعجبة
.. على إيه ده شغلي وبعدين أنتوا بقيتوا وصاية جامدة
دفعت درية صغيرها للعب في المنطقة المخصصة للأطفال والتفتت مرة أخرى لسالي قائلة بحرج شديد
.. ياريت مافيش داعي أنه دكتور كريم يعرف بزيارتنا أنا وطارق فسخنا الخطوبة
اتسعت عينا سالي وهتفت دون أن تشعر
ضحكت درية وهزت رأسها بتهكم بالغ وقالت
.. عشان ولادي مش محل خیار یا سالي مينفعش أختار بينهم وبين جوازي دول هما عندي بالدنيا وما فيها
تاهت أبصار سالي وهزت رأسها بإذعان وقالت بصوت متحشرج وتشبعت تفاصيل وجهها بالألم الدفين بأعماقها
.. فعلا معاك حق إستحالة يكونوا إختيار هما الواقع الحقيقة الثابتة اللي لا يمكن تتغير
.. يمكن جاسر میستهالش منك فرصة تانية لكن ولادك ياسالي أكيد يستاهلوا راجعي نفسك مش تبقي وأبوهم عليهم دول أغلب من الغلب
فرت دمعة من عيون سالي دون إرادة ودون أن تشعر فجذبتها درية لأحضانها وقالت
.. ربنا ينور بصيرتك
على السادة المسافرين على متن الطائرة رقم . . . التوجه لصالة القيام رقم . . . قام من جلسته التي طالت بعد تأخر إقلاع الطائرة لساعتين کاملتين كان غير منتبها بالمرة لتلك التي تراقبه بأعين لامعة تحت قدميها على التحرك نحوه وعقلها يأمرها بالانصراف فلقد اطمأنت عليه وكأنما شعر بتذبذب خطواتها والتقط إشارات قلبها المتعلق به فهتف بها سعيدا
كانت قد استدارت وتابعت سيرها خوفا ولكن مع لمحة السعادة التي لونت صوته دق قلبها بشدة والتفتت نحوه مجبرة وبخطوات خجولة اقتربت منه وقالت دون أن ترفع أبصارها
.. جيت عشان اتطمن عليك
ابتسم زیاد واقترب منها وقلبه يتراقص طربا
.. عرفت منين إني حاجز المعاد ده
هزت رأسها واعترفت
.. دي الطيارة الوحيدة بالنهار والتانية بالليل متأخر وأنت كنت قايلي على يوم السفر عملت اتصالاتي وعرفت إنك هتركب دي
جذبها زياد نحوه ومسح بظهر كفه وجنتها بحنان بالغ وعيناه متعلقة بقسمات وجهها الجميلة كإسمها تماما وقال
.. لو تعرفي أنا كنت محتاج أشوفك أد إيه
أدمعت عيناها وقالت لائمة
.. طب وليه مش عاوزني أسافر معاك
تنهد زیاد وقال بندم وأسف بالغ
.. عشان الخطوة دي بالذات لازم أعملها لوحدي زي ما سيبتك أيام وليالي لوحدك بتحاولي تصلحي حاجة ملكيش يد فيها
تصاعد الصوت منبها للمرة الأخيرة بضرورة سرعة التحرك مقاطعا لحظتهما المشحونة فربت زیاد على كف آشري وقبله بدفء
لا إدعيلي وأنا هبقى أكلمك من هناك
هزت آشري رأسها وهي تشير له مودعة
.. أوكيه مستنية منك تليفون
وبعدما ابتعد عنها بخطوات هتف بها مرة أخرى بصوت مرتفع غير عابیء بالمتابعة الفضولية التي حصدها الاثنان جراء سؤاله العجيب
آشري أبيض ولا أوف وايت
التفتت له آشري متعجبة وقالت
هو إيه
فهتف ثانية متجاهلا سؤالها
.. أبيض ولا أوف وايت
اتسعت إبتسامتها وتراقص قلبها طربا وقالت بعد تردد
.. أوف وايت
غمزها زیاد وقال مشاكسا
.. هجيبه أبيض
أدمعت عيناها وضحكت وأومأت له بموافقة واستقبلت قبلته التي أرسلها لها في الهواء ووضعت كفها على فمها بخجل شديد جراء نظرات الناس الموجهة لهما وتسارعت خطواتها نحو الخارج بعد أن غاب عن أنظارها.
حالة السعادة المحلقة بها منذ الظهيرة جعلتها شبه غائبة عما يجري حولها وغير واعية لحديث سالي الذي امتد لنصف ساعة من الوقت بمكتبها وهي تخبرها بخطوبتها لكريم وترددها الشديد في مشروعها للزواج منه حتى هتفت بها سالي
.. أنت مش معايا خالص یا آشري
ارتفع حاجبي آشري وقالت مغمغمة باعتذار
.. سوري يا سالي بجد كنت بتقولي إيه
فرفعت لها سالي كفها الأيمن ليلمع خاتم الخطبة بخنصرها في وجه آشري التي أمسكت بقوة بكف سالي قائلة بسرور بالغ
.. رجعتي لجاسر
.. مبرووك ياسالي
جذبت سالي كفها وقالت پغضب حانق
.. کریم مش جاسر
اتسعت
متابعة القراءة