روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
بعد ماتخلصي الشات اللطيف ده عاوز آخر إحصائيات الأسهم في البورصة يادرية
ألحت نعمات عليها للمرة الثالثة على التوالي
.. طب مش هتاكلي ليه ياست سالي
فالتفتت لها سالي بأعين عاتبة
.. قولتلك شبعانة يا نعمات
ترك سليم طعامه وقال
.. مش هاكل إلا لما تاكلي
أخذت نفسا عميقا وأغمضت عيناها پألم كيف لها أن تتذوق طعاما ببيته كيف لها أن تضع بمعدتها غذاءا لم تصنعه هي هي ليست بضيفة ولا هي صاحبة البيت كما تصر نعمات ولا تملك الحق حتى بشربة ماء هي أشبه بکائن طفيلي يسترق الساعات بمنزل دون علم أصحابه لتكون فقط بصحبة أولادها بالماضي كانت صاحبة حق حتى تنازلت هي بملى إرادتها عن تلك الحقوق فالتفتت لصغيرها وقالت بصوت مټألم من تلك الحقائق ساعدها في إثبات إدعائها
تركت سلمى طعامها وهي تقول بصوت باك
.. إنت هتمشي ياماما مش هتباتي معانا
فالتفتت للصغرى قائلة بصوت متنهد
.. وبعدين معاك ياسلمی ما تیته وبابا بیباتوا معاك
فاندفعت سلمی بیکاء طفولي
.. بابا مبتش معانا إمبارح وتيته نامت بدري وسابتنا
.. معلش أكيد كان عنده شغل ولا حاجة
فقال سليم ضائقا
.. هوا قال هيرجع يتعشا معانا ياسلمى بطلي عياط
فتمسكت سلمى بكفها قائلة
.. طب لو مرجعش باتي أنت معانا يا ماما
ربتت سالي على كف صغيرتها وقالت
.. يحلها حلال ياسلمی يالا بقا خلصي أكلك
.. ثواني هحولك ليه
ثم قالت بعد مضي لحظات بصوت جاهدت أن تغلفه بالبرود
.. المدام على التليفون
عقد حاجبيه قائلا بلامبالاة طاغية
فاتسعت عيناها وقالت
.. نعم
فقال بصوت قاطع
.. سمعتي
عادت مرة أخرى لتجيبها
.. عنده إجتماع خليك معايا
ولم تمهلها فرصة للرد ووضعتها تحت إنتظار الڤرج من جاسر سليم بنغمة موسيقية هي الأكثر مللا على الإطلاق لقد طلب منها خمس دقائق فقط ولكنها كانت في مزاج اکرم دري بالغ فزادتهم عشرا حتى اشتعلت الأخرى ڠضبا صبته فوق رأسه عندما رد بصوته الذكوري العميق
فرد بهدوءه القاټل
.. وطي صوتك وإلا هقفل السكة
اتسعت عيناها وحبست شهقة حانقة وبدلتها فورا بصوت باك کاذب
.. ده جزاتي إني عاوزة اتطمن عليك وعلى طنطا
نفث سيجارته وقال
.. إحنا الحمد لله كويسين ومتشكر على إتصالك
فقالت بدلال
.. مالك يا جاسر أنت زعلان مني
أغمض عيناه ثم قال بصرامة
.. داليا أنا ورايا شغل متلتل ومش فاضي وياريت بعد كده تتصلي للضرورة
فقالت غاضبة
.. مافيش حاجة اسمها كده أنا
مراتك مش موظفة عندك ووقت ما اتصل بيك دي ضرورة بالنسبالي
فقال بعنده الموروث
.. أنا كمان مش بالضرورة أرد عليك كل مرة هتتصلي فيها
فقالت بلا مبالاة
.. أوكيه براحتك مستنياك تعدي عليا نروح سوا
فقال بنفي قاطع
.. سكة البيت متوهش يا داليا
وانقطع الخط وعالمها الوردي يتزلزل من تحت أقدامها فقد ظنت أنها استطاعت سبر أغواره والغوص بأعماقه والتغلغل بكافة إحتياجاته وفرض قوانین عرفية بينهما وتلقينه كيف ينبغي له أن يعاملها واتضح أنها كانت حالمة أكثر مما ينبغي وضعت سماعة الهاتف والحيرة تلتمع بعيناها الفيروزية وشعور بالخواء والضياع يجتاحها وللمرة الأولي بحياتها لاتدري بالفعل الخطوة التالية فالحياة كما علمها والدها دوما رقعة شطرنج والحصان الأسود دوما بيدق رابح ودوما عاشت الملكة ألقى نظرة غاضبة على ساعته الثمينة وهو يلعن انشغاله بعمله حتى أنه لم يشعر بمرور الوقت وتسابقت خطواته نحو الخارج ليلحظ درية لازالت غارقة بالعمل هي الأخرى فزجرها قائلا قبل أن يختفي من أمامها
.. روحي لولادك يادرية كفياكي شغل
رفعت هي الأخرى أبصارها نحو الساعة التي كانت لم تتجاوز السادسة بعد متعجبة فمنذ متى يهرول جاسر سليم عائدا لبيته
متابعة القراءة