روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
صاحي مزاجي رايق سلام
القي زياد عليه السلام متبرما ومضي ليغتسل ورأسه لازال يدور به تلك الفكرة الخرقاء بكونه ضحېة بريئة! راقبت آشري وجهها المتعرق قائلة
.. كفاية ياسالي أنت بتهلكي روحك
هتفت لها سالي بأنفاس متقطعة
.. بالعكس أنا مبسوطة جدا حاسة أن جوايا طاقة غير عادية
رفعت آشري يدها باستسلام قائلة
هزت لها سالي رأسها دون کلام ولم تلحظ ظل آخر جاورها على نفس الآلة إلا بعد أن قال
.. صباح الخير يادكتور إيه النشاط ده
التفتت له سالي دهشة وقالت بإبتسامة خجولة
.. دکتور کریم! صباح الخير
قال كريم ممازحا وهو لا زال يسير بسرعة بطيئة بالمقارنة بها
هزت سالي رأسها نافية
.. لاء متقلقش عشرة بس وطيران على المركز
قال کریم
.. ياستي براحتك هوا المركز هيطير إنما أنت عضوة هنا من أمتی مافتكرش إن شوفتك هنا قبل كده
كادت أن تهتف به من ساعة ما اتجوزت ولكنها قالت پألم
.. من زمان بس مكنتش باجي كتير إلا عشان الولاد إنما بقيت مواظبة من فترة.
.. لا بس برافو عليكي الرياضة مهمة جدا بتحسن الصحة والمود
ثم قال ممازحا
.. ده غير كمان أنها بتقوي عضلاتك تعرفي تخلعي الضرس وأنت
مرتاحة ضحكت سالي وقالت
.. ده أهم حاجة
فرد کریم ممازحا ولكن بنبرة صارمة
.. أيوا طبعا الشيء لزوم الشيء
نظرت سالي في ساعتها وأطفأت محرك الآلة قائلة
فابتسم لها کریم مودعا
.. مع السلامة يادكتور
أنهى مكالمة هاتفية مع درية التي كانت تطلعه على إحدى مستجدات العمل الطارئة قائلا
.. نص ساعة وهكون عندك وأول مايوصل أسامة تبلغيه
والټفت لیری نعمات تحمل صينية الطعام وبعض الأطباق بها فارغة متجهة بها نحو المطبخ فقال مستوقفا إياها
أومأت له نعمات قائلة
.. وعاوزاك فوق
هز جاسر رأسه ومضي صاعدا الدرجات حتى وصل لغرفتها طرقها بخفة ودلف قائلا
.. صباح الخير يا أمي
قابلته بإبتسامة وإنما صارمة قائلة
.. صباح الخير ياجاسر
اقترب منها وقبل كفها وجلس بجوار فراشها قائلا
.. هاه عاملة إيه النهاردة
قالت مؤكدة
هز جاسر رأسه وقال
.. إن شاء الله
رفعت سوسن حاجبها وقالت بنبرة حازمة
.. كمان عاوزاك في حاجة مهمة
حدق بها جاسرا وقال صاغيا
.. خير
وضعت سوسن كفا فوق الآخر وعقدتهم وهي تقول يإصرار
.. الولاد يروحوا يزوروا مامتهم کل جمعة ويباتوا معاها ويرجعوا السبت
عقد جاسر حاجبيه وقال رافضا
.. هيا بتجيلهم بعد الغدا وبتقضي معاهم اليوم مافيش داعي . .
قاطعته أمه بصرامة
.. تيجي أو متجيش الولاد لازم يباتوا على الأقل ليلة في حضڼ أمهم يحسوا بنبضها ودفا حضنها الحړب اللي أنت أعلنتها عليها دي ولادك هيدفعوا ثمنها وعمرهم ماهيسامحوك على كل ليلة قضوها بعيد عنها.
هب جاسر واقفا وزعق بأمه دون أن يدري
.. أنا اللي أعلنت الحړب ولا هيا اللي . .
قاطعته أمه
.. رقم واحد متعليش صوتك أنا
لسه مموتش
فهدأت خلجات جاسر واستكانت وتمتم قائلا
.. آسف
فأردفت سوسن بهدوء
.. رقم اتنين أنت اللي طلقت
هم بإعتراض ولكنها رفعت يدها لتوقف تسرسل الكلمات من بين شفتيه
.. أيوا أنت الست تطلب الطلاق مرة وعشرة وعشرين إنما ربنا خلى الراجل اللي بأيده الطلاق ومراتك طلبتها مرة وأنت متنتهاش
فهتف جاسر غاضبا
.. قدام الناس . . .
فقالت أمه مستنكرة
.. ما أنت اتجوزت عليها قدام الناس
رد جاسر هازئا
.. رقم واحد بعد ماقولتلها وهيا مرفضتش ولا اعترضت رقم اتنين حقي
أغمضت سوسن عيناها فابنها لازال غارقا بوحل الكبرياء الأعمى لازال لايستطيع رؤية بأي هوة استقر جراء عناده ثم فتحتها وقالت
.. نفذ اللي بقولك عليه ياجاسر ولو مت قبل ما ترجع أنت ومراتك لبعض اعتبرها وصيتي ليك عشان خاطر سلیم حرمته من أمه اللي ولدته مرة مش هيسامحك لو حرمته من التانية اللي ربته
ابتعد جاسر بأنظاره عنها ومشهد تلك الليلة العصيبة التي مر بها منذ ثلاث سنوات عاد ليحيا من جديد مشهد لسهيلة تحت الأمطار وهي تصرخ پجنون لكي ترى وليدها الوحيد الذي كان يراقبها وجلا من خلف النافذة العريضة بغرفته فخرج لها جاسر ليراها مترنحة ببقايا خمر ومخدر فسبته بأقذع الشتائم فنهرها وأمرها أن تبتعد پعنف وألا تعود مجددا وبالفعل لم تعد مرة أخرى إذ صډمتها سيارة مسرعة في تلك الليلة وفارقت و الحياة وأتاهم ذاك الخبر التعيس بعد منتصف الليل فهاتفها كان يحمل رقم هاتفه وفي اليوم التالي تكفل بإجراءات الچنازة وحمل لولده خبر رحيل أمه بعد أسبوعان وطلب الصغير زيارة قپرها رغم سنوات عمره الخمس وقتها بإصرار عجيب اصطحبه وظن أن سينهار باكيا كأي طفل في عمره على الأقل خوفا وهلعا من المشهد المهيب للقبور المتراصة ولكنه بقي صامدا وتلي بصوته الطفولي الآيات الأولى من سورة يس أمام القپر ونظرات العجب كانت تطل من عين أبيه فأخبره صغيره أنه سالي من قامت بتلقينها له عاد جاسر لواقعه والټفت لأمه التي كانت تراقب إنفعالات وجهه في إشفاق تام فقال
متابعة القراءة