روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
رسم إبتسامة ودودة لعلها تكسر الجليد بينها وبين الصغار وقالت
.. أنا جاية بس اتطمن عليهم
ظل الصغار صامتين ولم ينبت أحدهم بنبت شفه فقالت نعمات ببرود تام
.. هما الحمد لله كويسين مش ناقصهم غير . . .
وانقطع سيل الكلمات أو بالأحرى الكلمة الوحيدة المتبقية والتي تلقي بظلال اللوم عليها وعلى ذاك الخائڼ بنظرها عندما رأت ظله خلف داليا يقف ليراقب المشهد بتخفي فتقدم جاسر قائلا
تهللت سلمى الصغرى لرؤيا والدها وقفزت بأحضانه صاړخة
.. بابا وحشتني
إحتضنها جاسر بقوة وأنظاره متعلقه بنسخته الذي ترك لعبته وظل جالسا مكانه صامتا فمد له ذراعه قائلا
.. مش هتيجي تسلم عليا يا سليم
اتجه سلیم نحوه بخطوات بطيئه ومد يده ليسلم على والده الذي جذبه عنوة لأحضانه وهو يرفع أنظاره لنعمات منتظرا لأجابة
قامت نعمات لتنصرف قائلة بدبلوماسية اكتسبتها بفعل سنوات الخبرة
.. شوفتكم يا جاسر بيه عن إذنك هقولهم يحضروا العشا وأشوف الست هانم زمان أخواتك على وصول
وقفت داليا بإنتظار أن يتقدم جاسر منها ولكنه لم يفعل فبعد أن ترك الصغار أحضانه جذبته سلمي قائلة
.. تعالى العب معايا يابابا
.. أغير هدومي بس واتشطف وراجعلكوا يا حبيبتي
ثم انصرف لغرفته ووقفت داليا تراقب إنصرافه حانقة وسارت خلفه حتى دخلت الغرفة وأغلقتها قائلة
.. ده ولا كأنك كنت شايفيني
فرد ببرود وهو يخلع سترته ويلقيها جانبا
.. ليه اتعميت
فقالت داليا بضيق بالغ
.. أومال معبرتنیش حتی بسلام
.. إزيك يا داليا عاملة إيه
والټفت ليتجه للحمام فجذبت ذراعه واستوقفته ودفعت بنفسها بأحضانه عنوة قائلة بدلال
.. اتعود أما ترجع من شغلك تحضني وتسلم عليا يا جاسر أنا محتاجلك
تصلب في مكانه إثر ذاك الإقتراب المفاجيء ووضع يده على ذراعها ليدفعها بهدوء للخلف قائلا بصوت متحشرج
فتعلقت بعنقه ليزداد إقترابها سوءا بنظره وهي تهمس
.. مش هکبر یا جاسر وهفضل قصادك طفلة محتاجه لحضنك على طول
تنهد وهو يحاول الإبتعاد قائلا
.. وأنا محتاج دلوقت أني أغير هدومي واتشطف
تركته يفلت منها وهي تبتسم فخطتها باتت واضحه كلما عمد للهروب والإختباء منها ستهاجم هي بفيض مشاعر لا قبل له بها حتى يعتاد عطائها ويدمنها كما أدمن البدينة ولا يستطيع الاستغناء عنها
حماما ساخنا وعشاءا يروض وحش معدتها الغاضب ولكن ما أن دلفت لشقتها والمفترض أنها مظلمة بذاك التوقيت من الليل حتى أثارتها الأضواء المنبعثة من كل جانب فأخرجت سائل الحماية الذي تحمله دوما من حقيبتها ولكنها سرعان ما لمحت طيفه فتنهدت براحة قائلة
لا زیاد خضيتني أنت بتعمل إيه هنا
كان يجلس على الأريكة وأمامه عبوة فارغة من السچائر أحرقها بأكملها أثناء ساعات النهار الطويلة التي قضاها بالتفكير والإنتظار قام واتجه نحوها بخطوات بطيئة ثم ناولها المظروف الذي بحوزته منذ الصباح وهو يعتصم الصمت وما أن رأت المظروف حتى اتسعت عيناها برهبة ثم قالت
.. أنت جيبته منين
فقال بصوت جاف
.. مش ده السؤال السؤال أنت خبتيه طول السنين اللي فاتت ليه
قاومت العبرات التي تكتنف عيناها ثم اعترفت قائلة
.. مرضيتش أجرحك
فصړخ بها
.. تجرحيني ولا تذليني بعد كده
ارتفع حاجبيها وشهقت بفزع وقالت بدفاع مستميت
.. وليه أذلك یا زیاد أنا بحبك وكان صعبان عليا أن أشوفك مهزوم بحاجة ملكش يد فيها
لم تلین ملامحه بل إزدادت شراسة وهو يقبض على ذراعيها
.. الدكتور قال أني كنت ممكن أتعالج لو كنت صارحتيني بالحقيقة كان ممكن يبقالي أمل
لم تحاول الإبتعاد عنه بل على العكس اقتربت منه أكثر وهي تحدق بعيناه
.. لكن مقلكش إني كنت بديك العلاج على إنه فيتامين فاکر ولا نسيت الصبح بعد الفطار
وبالفعل تذكر إصرارها على تناوله تلك الفيتامينات التي أخبرته أنها مستورده من الولايات المتحدة ولكنه سأم معاملتها له كطفل وقرر التوقف عنها بعد عدة أشهر وكأنما قرأت أفكاره فأردفت قائلة
.. ولما بطلت تاخدها بقيت أدوبهالك في العصير فضلت سنتين أديلك العلاج لحد ما حسيت أن أصلا جوازنا مشروع فاشل مافيش يوم بيعدي إلا لما نتخانق ومافيش يومين بيعدوا إلا لما اكتشف خېانة جديدة
نکس رأسه وترك ذراعها ولم يدر ماذا يقول فهو فعليا عاجز عن الكلام عن الإتيان بشكر أو إعتذار يليق بها وبتضحيتها ثم قال پألم
.. وليه لما كنت پصرخ انك حرماني من الأطفال متكلمتيش ليه
لم تستطع حجب دموعها أكثر من ذلك فقالت وهي تبكي
.. مقدرتش مقدرتش رغم إني كنت واثقة أنه لو اتقلبت الأدوار كنت عمرك ما هتعمل كده
اقترب منها وډفنها بأحضانه وظل يحتضنها لوقت طويل يربت على ظهرها ويمسح دموعها حتى رفعت له رأسها وعيناها تحمل ألف سؤال ورجاء وربما بداية جديدة يقدر كلاهما حجم العطاء وكيفية التعاطي معه ولكنه ما لبث أن نحر كل أمل داخلها وبصوت خاڤت قال
.. أنت طالق یا آشري
دقة العصا القوية على الأرض هي كل ما تملك في تلك الحياة لتعلن أنها لازالت تمتلك الأنفاس الكافية لجذب انتباه الجميع الټفت أسامة فورا لأمه التي
متابعة القراءة