روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
بنفس القتامة وكأنه جاء ليحضر عزاءا وليس زفافا ورجلان آخرين والسعادة تشع على محياهما كقريبتهما التي كانت تردد كلمات لا تقدر بثمن وراء الشيخ وأخيرا زوجها المتصلب الهارب بنظراته حتى من عروسه الجميلة فكره وعقله منصرف بالكامل عن الجميع أنظاره متركزة على الشيخ يخط بقلم حاد الإنحرفات قائم الزوايا بحروف اسمه فوق عقد الزواج وانتهى المشهد وزفرت الأنفاس بعضها إرتياحا والآخر كان خيبة إلا أنفاسها التي كانت تتوق لتلك اللحظة منذ بداية اليوم لتقول بصوت قوي قاتم قاطع لتلك الزفرات مشتتا لتلك الراحة مختزلا لتلك الخيبة الايقبل النقاش أو الجدل أو حتى إعادة التفكيير ولا الرجعة
وأصابت أنظاره المصډومة مرماها أخيرا ومرساها إذ تعلقت بقسمات وجهها من علياء وصمت لف الحجرة بإحكام حتى خنقها والأنظار متصلبة بين الاثنان والأنفاس محتبسة وقام ليواجه فليس من شيمته التقاعس والڠضب بشياطينه اجتمعا فوق رأسه تطلب الإنفصال عنه أمام ذاك الجمع الغفير تثبت للجميع أنه فشل فشل بإحتواء زوجته وضمان موقفها ومباركتها كانت زيفا لقد خدعته على مدار تلك الأيام الماضية كانت تتوارى بظلال هروب وخنوع وهي تدبر للتخلص منه كانت تخطط لهذا المشهد منذ أن صارحها بقراره لتضعه بين شقي الرحی إما أن يتخلى عنها أو يعلن رفضه ويعلن معه ضعف جاسر سليم أمام إمراة أكان ذلك إنتقامها منه يستجدي بقائها إلى جواره يرجوها عدم الرحيل والتفكير بالأمر مرة أخرى تنتظر منه ركوعا وخنوعا أمام أعين القريب والغريب ولكنه مع ذلك أجبر نفسه للتغاضي عن تلك المشاعر والأفكار السوداوية التي أصابت رأسه نعم هو لم يكن من يخنع ويركع لأمرأة قط ولكنه كان ليساوم ويجبرها عن التراجع وصوته الجامد أعلن
تلك الكفة الرابحة الكفيلة بإعادة الميزان لاعتداله وربما أكثر قليلا نحو صالحه ولكن سوء الحظ كان رفيقة وتلك المساومة خيبت رجاءه بنتيجتها التي أعلنت على
لسانها بأمر غير قابل للنقاش ولا
لاعادة المحاولة
.. ولادی مش هيسيبوا بيت أبوهم هبقي آجي أنا أشوفهم مهما كان هفضل أنا أمهم
شهقة وصلت لأسماعه وربما كانتا شهقتان وكلاهما تخص آشري وعروسه وتقدم خطوات غاضبة نحوه تخص أخيه الأوسط أما زوجته أو بالأحرى من كانت زوجته تلقت طعنته بصدر رحب وتقدمت منه بخطوات محسوبة لتنظر له نظرة أخيرة لم يفقه معناها ولكنها كانت تلتمع بعبرات النصر ثم خرجت بخطوات شامخة وكأنما كانت هي من تربط الجمع ببعضه وكأنه عقد وانفرط عند إنصرافها تفرق الجميع بخطوات مشتة وبقي هو برفقة عروسه التي كانت تحاول إستيعاب الموقف وتسترجع تفاصيله شاردة حتى أفاق على صوت أمه الصارم التي كانت تقول قبل إنصرافها مستندة على عكازها بقسۏة بالغة.
فرفعت لها داليا وجهها وهمت برد غاضب ولكنها كتمته عندما طالعت ملامح زوجها المكفهرة الذي خرج ليراقب وداع من كانت زوجته لصغارهما الباکیان وهي تقول بصوت هادىء
.. وبعدين إحنا مش كنا اتفقنا خلاص
فقال سليم وهو يبكي
.. وتسيبينا لوحدنا ياماما
ربتت فوق رأسه وقالت بحنان
.. أنتوا مش لوحدكوا معاكوا بابا وتيته
.. فكرتى وخططتی کویس حتى أتفقتي مع الولاد
نظرت له وهي ترفع أنظارها ربما تغير فيها الكثير إلا أن قامتها القصيرة لم تكن لتغير والغريب أيضا تلك اللمعة بعيناها وهي تلمس ردائها القديم قائلة بكبرياء
.. لا الخطط والأفكار دي طول عمرها بتاعتك أنت أنا كل اللي عملته إني افتكرت
اقترب منها وقال بصوت غاضب يخالطه اللوم
.. افتكرت النهاردة وقدام الناس إنك مش موافقه ياسالي
هزت رأسها نافية والدموع تتقافز بعيناها وهي تقول بهمس مسترجعة ذكريات قريبة
.. إني بنت محسن اللي أخدتني من فوقه سطوحه المليان ورد وأماني . . . بالفستان ده
وتجسدت له الذكريات حاضرة وكأنما يسمع الضحكات من جديد وتشق أذنيه الوعود التي ألقاها لذاك الرجل الطيب بعناية صغيرته والإحسان إليها
متابعة القراءة