روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
بوجبة عشاء برفقتهم
لم تصدق عيناها وهي تطالع ساعة معصمها فقالت بدهشة ضائقة الساعة بقت واحدة ! فالټفت لها كريم قائلا
.. إيه عندك معاد ياكتورة
فابتسمت له بخجل قائلة
.. ولادی بيطلعوا من المدرسة الساعة ۱۲ ونص يادوب ألحقهم
فارتفع حاجبية بدهشة وعيناه متعلقة بإصبعها الخالي من خاتم زواج قائلا
هزت رأسها وقالت بصوت خاڤت
.. کنت
فتوارى بأعينه حرجا هو الآخر وقال
.. أنا آسف بس یعنی احنا أصل في المركز
فقاطعته قائلة
.. أنا فاهمة يادكتور طبعا معظم المراكز بتفضل حد متفرغ وأنا آسفه أن مقولتش لحضرتك قبل كده بس زي ماقلت أنا معييش سی في
ثم حملت حقيبتها وهمت بالإنصراف قائلة
.. أنا آسفة إني ضيعت وقتك
.. لا لا لا أنا مقصدتش إحنا بس كده محتاجين نعمل تنظیم جديد للمواعيد يناسبك يادكتورة
هزت سالی برأسها قائلة
.. أوكيه أنا يناسبي فترة الصبح ولو يعني لازم فترة مسائية أفضل تكون من ۸ بس ساعتين مش أكتر
صفق بكفة مرة واحدة قائلا بحماسة
.. تمام مناسب جدا
وسار إلى جوارها حتى وصلا لباب المدخل الزجاجي وفتحه لها وهو يقول
ردت بإبتسامة صافية
.. إن شاء الله
وعندما خطت بخطواتها نحو الشارع تصاعد رنين هاتفها فردت وهي تعلم أن المتصل حتما والدتها التي كانت بالفعل غاية في القلق عليها إذ قالت
.. یعني استنيت تكلميني تطمنيني عليك وأنت ولا أنت هنا
ضحكت سالی بصفاء لا تعلم مصدره قائلة
فعبست مجيدة
.. أنت راجعة دلوقت مش رايحة للولاد زي ماقولت
نفت سالي سؤالها وهي تشير لسيارة أجرة
.. لا ياماما رابحة أهو أأقصد لما أرجع
زعقت بها والدتها غاضبة
.. یعنی هتسيبني على عمايا لحد بالليل
ردت سالي وهي تقفز داخل سيارة الأجرة
.. كفر عبدة لو سمحت
.. خلاص يا ماما ولا تزعلي روحك أنا كنت بلف ولقيت شغل الحمد لله
اعتدلت مجيدة في جلستها بسرعة قائلة
.. إنتى بتتكلمي جد فين
فقالت سالي متفكهة
.. هيكون فين يعني في مركز أسنان طبعا
فقالت أمها ممازحة
.. أوعي يكون سكرتيرة
فروت سالی بمرارة
.. لا مټخافيش لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
.. أنا مقصدتش حقك عليا
هزت سالي رأسها طاردة شبح الدموع بعيدا فهي فعليا تقود حياتها نحو تغير لا رجعة بعده قائلة بصلابة حديثة عليها
.. ولا يهمك هكلمك لما أوصل سلام
لم يتغير شيء بحياته بضعة أيام اختل فقط توازنه والآن وبعد تصريح شمس حياته الصغيرة كل شيء عاد لمكانه الصحيح أو بات قريبا جدا التمتع بقيادة حياته بعيدا عن عبث المحيطين بها وإحكام السيطرة من جديد كان هذا سبب أكثر من كاف للبريق الۏحشي الذي يلتمع بعيناه وهو يخترق الردهة هاتفا بأمر لا يقبل الجدال
.. درية ورايا
كانت تتمنى لو استطاعت فعليا تجاهله ولكن عيناه تنذر بشيء خطېر جعلها تؤثر السلامة وداخلها يتوعده برد صاډم إن تجاوز الحد دخلت لتراه متخذا مجلسه بعنجهية مفرطة لا تليق إلا بجاسر سليم دون البشر فقال دون مقدمات
.. عاوزة تستقيلي مع السلامة مش هلزمك بحاجة راجعتي نفسك وعاوزة تكملي شغل معايا أنا أكتر من مرحب هاه إيه قرارك
ألا يعلم الرجال أن إتخاذ قرار وتحديد خيار في التو واللحظة لهو أعظم فخ تقع به إمرأة ربما يجهل الكثير ولكن ليس هو والخيار لدرية لم يكن بين وظيفة واللاوظيفة بین راتب مجز وبين عوز لوالد الخيار لدرية كان بين الكرامة ولا خيار دونها ضاقت عيناها وهي تجيب
.. ويا ترى غيرت رأيك ليه مش كان لازم شرط جزائي ولحد إمبارح كنت هتلففني على الأقسام .
قاطعها بحسم
.. لحد إمبارح النهاردة غير من غير مراوغة يا درية آه ولا لاء
رفعت كتفيها بشموخ تمثال إغريقي
.. أنا زي ما أنا مش هتغير
فرد بالمقابل
.. ولا أنا بتغير
وساد الصمت بينهما هو لم يستجدي
بقاء زوجة وبالتأكيد لن يستجدي بقاء سكرتيرة وهي لن تقدم تنازلات ولا إعتذارا عما بدر منها بالأمس وعندما يتلاقی خصمان كلاهما يمتلكان عزة وكبرياء يناطح إحداهما الآخر يستوجب التدخل فورا للحد من الخسائر فقال أسامة مقاطعا والذي اقتحم الغرفة على نحو مباغت لهما
.. ومافيش حاجة هتتغير هتفضلي هنا في شغلك يادرية أظن نشوف اللي ورانا بقا
ولكم كان تدخله محمودا بنظر أخيه الأكبر الذي قال
.. أنا شايف كده برضة
فقالت درية وهي تقول بعند أنثوى أخرق
.. عشان خاطرك بس یاباشمهندس
إذ أن الأخير ما لبث أن تمسك بجملتها فبعد ساعة زمنية تلقی هاتفها رسالة نصية عبثية جعلت الډم يتوارد بلا حساب لوجنتها وأناملها تتشبث بالهاتف لكأنه قارب نجاة وعيناها تعيد قراءة السطور ومابين السطور لو كنت أعرف أن خاطري غالي أوي كده عندك أنا كنت عليت سقف مطالبي والأسوء أن هناك شاهدا ناظر هذا التورد بمكر حصري لأفراد آل سليم وهو يقول هازئا
..
متابعة القراءة