روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
ولكنها لم تنسى أرقام هاتفه حتى بعدما مسحتها من ذاكرة الهاتف ظلت تنظر للأرقام التي تضيء شاشته حتى ردت بشجاعة تفتقر إليها في الواقع وجائها صوته مرحبا بتأنيب
.. أنا انتبهت إني مدتكیش عنوان الكافية بس استنيت تتصلي بيا على الأقل
تنهدت آشري قائلة
.. سوري يا زیاد بجد أنا مش عارفة أقولك إيه
همس متخوفا
تهدل كتفيها وأقرت بصدق
.. کنت هكذب وأقولك أن بابي تعبان ومقدرتش أتصل
رد بسرعة
.. والحقيقة
عبثت بأطراف الأوراق التي تقبع أمامها وقالت
.. الحقيقة أننا بنعيد نفس السيناريو من غير ما ندي لنفسنا فرصة نصلح أخطائنا
أقر بصدق نادم
ظلت آشري صامتة لفترة طويلة وهي لا تعلم بم تجيبه حقا لقد فقدت القدرة على دفعه وتصحيح أخطائه إذ تبين لها بنهاية الأمر أنها كانت مخطئة تماما في توجهاتها نحوه وكأنما لمس حیرتها بيده قال
.. خلينا نتقابل يا آشري الكلام علي التليفون مش هينفع
.. یعني كان لازم أبلغك برسالة عشان ترد
فتنهد ضائقا
.. إيه معنى اللى أنت كتباه ده یاریم
هزت رأسها وهي تخط تقريرا طبيا موقعا بإسمها
غمغم بدهشة
.. تسيبي مصر
فأردفت بنبرة جادة
.. أنا طول عمري برة مصر وحتى لما كنت برجع مكنتش بلاقي نفسي
قام وسار بضعة خطوات قائلا
.. وأنا اللي طفشتك النهاردة
ضحكت برقة وقالت
.. أنت بتدي لنفسك حجم كبير أووي أنا لو صممت أني أقعد كنت قعدت لكن ده القرار الصح
.. أومال إيه حكاية أني ساعدتك تاخدي القرار ده وليه دلوقت
تركت الأوراق جانبا وقالت وهي تسرح بفكرها لمساء تلك الرحلة الصاډم فزمت شفتيها وقالت بحسم
.. أنا اكتشفت أني أنا كمان کنت بهرب بهرب من فكرة أننا مش مناسبين لبعض وأننا بنضيع وقت مش أكتر لذلك قررت أعيد تصحيح مسار حياتي وأركز في الوقت الحالي على شغلي وبس ولا أنت شايف غير كده يا أسامة
.. الرد وصل
هتف بسرعة
.. ريم أنا . . .
قاطعته بحزم فوري لكأنما تلقي بأمرا غير قابل للنقاش
.. مستنياك النهاردة الساعة عشرة قدام بوابة المستشفى تسلم عليا طائرتي الفجر سلام
كان ممسكا هاتفه شاردا حتى بعدما نادته للمرة الثالثة فأخذت قرارا بالطرق على سطح مكتبه لعله يجيبها قائلة
.. جاسر
رفع رأسه إليها فزعا قائلا بحدة
.. فيه إيه بادرية
رفعت حاجبيها تعجبا ليس لأنها ولأول مرة في تاريخها الطويل معه نسبيا تراه شاردا بل لأنها تلمح الحيرة بعيناه تصطرخ فقالت مشفقة
.. مالك
عبس وقال پغضب يشبهه كثيرا ذاك الذي تلاقيه من صغيرها أيهم
.. ماليش فيه حاجة عندك أنت
طرقت برأسها قائلة وهي تتوقع الرفض الذي سوف تسوقه لأذن أبيها بأسف مبطن بفرحة
.. ممكن آخد بقية اليوم أجازة
ولكنها خيب آمالها
قائلا ببساطة
.. براحتك أنا كمان ماشي كمان شوية اتسعت عيناها بدهشة
.. الساعة لسه حداشر
تبسم لها متهكما
.. قولي لنفسك عموما أنا دماغي مش رايقة عايزة تقعدي براحتك عايزة تمشي استني أما أوصلك في سكتي
قضبت جبينها وقالت وهي ترقبه بنظرات حادة
.. لا أنا هتصرف هجهز بس شغل بكرة وأحول المكالمات وأمشي خرجت من غرفة مكتبه وهي شاردة هي الأخرى بحالته العجيبة ثم مالبثت أن وبخت نفسها فهي بغني عن الڠرق في مشاكل الغير يكفيها ما تمر به وهاهو الهاتف يذكرها بأحدثها فردت بصوت جاهدت أن تجعله هادئا
.. أيوة يابابا
رد أبيها بسعادة بالغة
.. أنا عند الولاد ولبسوا وكله تمام هنعدي عليكي كمان نص ساعة بالظبط
هزت رأسها قائلة
.. ماشي يا بابا ولو أنك كنت ممكن تروح معاهم من غيري عادي
ضحك والدها وقال بصدق تام
.. متعمليهومش عليا يا درية أنا وأنت فاهمين كويس أصول اللعبة
أغلقت عيناها لثوان وقالت بوقاحة دون الإهتمام بإثارة ڠضب
.. بصراحة اللعبة بوخت أووي
وجائها الرد قاسېا
.. قولي لنفسك طارق إنسان ميتعيبش وولادك مرتحانه وأنا مش هلاقيلك أحسن منه زي مبتفكري في اللي يريحك فكري في راحة اللي حواليكي
السكون ما كان يحتاج إليه حقا فالضوضاء برأسه تكاد تذهب بعقله ذات مرة غزل خيوطا أهملها لفترة فتشابکت صارت عقدة فتقطعت عاد بغروره
متابعة القراءة