روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
وأغشت أنظاره ظلال تلك الفتاة الحالمة التي كانت أبصارها تتعلق دوما به بشغف وعشق ورغبة بحياة سعيدة وعندما عاد للواقع كانت قد اختفت من أمام ناظريه وأضحت تماما خلفه بطريق تشقه بخطوات مسرعة نحو الخارج ودون وداع وما بقي أمامه سوى ظل أخيه القاتم الذي باغته بوعده وصدقت نبؤته
.. ولسه ما تعرف كويس أوي قيمتها
.. يبقى أنت اللي حرضتها
أرسل له ضحكة هازئة ثم اقترب منه وهو يقول غاضبا
.. لاء أنت اللي حرضتها كنت فاكر أنك تفضل تدوس وتدوس وهيا إيه
صمت قليلا وهو يراقب رأس أخيه المنكس وأنفاسه المتسارعة ثم قال بهدوء ساخر
.. مبروك ياجاسر فزت بعروسه قصاد إنك ترجع شركة أخوك التي اتسرقت منه بلعبة ستريب بوكر
.. ومعلش هاردلك أيه يعني معرفتش تحتفظ بمراتك الطيبة بنت الأصول ولا حاجة في عالم جاسر سليم
رفع جاسر إصبعه مهددا ثم قال پغضب محتقن
.. أسامة مسمحلكش متنساش أنها بقت مراتي وعلى فكرة أخوك كان شارب ومافيش حاجه حصلت بينهم
.. ياااه تصدق تفرق فعلا
وانصرف وهو يلعن أخيه وجحوده وعناده فهو إن كان أطفأ شعلة الحياة في زوجته فرحلت عنها بحاډث غير مقصود فلقد أطفأ جاسر شعلة الحياة في زوجته حية متعمدا وها هي النتيجة وأطفاله من سيدفعون الثمن وغاب أسامة عن ناظريه وغاب هو عن الجميع بحجرة مكتبه المظلمة ولم يدري كلاهما بوجود ضيف خفي ضيف كان حظه دوما يقوده لإعتراف سري بين أطراف عائلة سلیم ليعلنها مرة أخرى أنها كانت مخطئة تماما بالوثوق بأصغر أفرادها ومضت
بدموعها تبحث عنه حتى وجدته بأحد أركان الحديقة المتزوية والجمع حوله مشتت لا يدرى أهناك المزيد من الأحداث المشينة التي قد تثري مخيلتهم وألسنتهم لأيام قادمة أم أن الليلة أحداثها بدأت بزيجة وانتهت بطلاق فقط ولا مزید قالت وهي تجذبه من ذراعه بهمس حانق
.. ستريب بوكر
بهت وجهه واتسعت عيناه برهبة وفقد توازنه لوهلة ثم قال بصوت مرتعش نافيا
اقتربت منه وقالت بنفس الهمس ولكن جنبات جسدها كانت تهتز پغضب لم تختبره بحياتها من قبل
.. الشركة خسرتها في لعبة ستريب بوكر مع الهانم
أمسك بذراعيها وأمرها خائڤا بصوت مكتوم
.. شششش وطي صوتك إيه الكلام اللي بتقوليه ده
دفعت يداه بكفيها وهي ترد بصوت حاد
ويالها من ليلة والحصيلة شماتة لا مثيل لها بأفراد عائلة سليم والهمهات المرتفعة خير برهان نظرت حولها للجميع مستنكرة متقززة جميعهم من أصدقاء تلك الحرباء المتلونة أغوت زوجها واستطاعت تفرقة الآخر عن زوجته فانصرفت بكبرياء غاضب فهي لم تكن لتمنحهم ذاك الرضى بمشاهدة آخر فصول حياتها الزوجية خسارة تلو الأخرى وماذا بعد ماذا تبقي له لا شيء كان يحملق بالفراغ أمامه ودقات قلبه تتسارع كاد ېهشم الكأس الذي يحمله من بين أصابعه وبالفعل ألقاه بعيدا فأصاب جذع الشجرة إلي جواره فتهشم في الحال مما جذب أنظار المدعويين له فنظر لهم پحقد شدید و مضی منصرفا مصطدما بأحدهم وبضعة طاولات وتسارعت خطوات أخيه نحوه ليهدىء من روعه قائلا
.. زياد أهدى مالك في إيه
دفعه بعيدا
.. سيبني يا أسامة أنا خلاص مش طايق وجبت أخري
قبض على ذراعه بقوة وقال بصوت حاول أن يجعله منخفضا
.. ممكن تفهمنی بس إيه اللي حصل
تهدجت أنفاسه وهو يجيبه
.. اللي حصل عاوز تعرف أخوك كسب كل حاجه وأنا أنا خلاص صفر مافيش انتهيت وأخوك السبب
دار أسامه بعيناه وهو يستمع لهذر أخيه الأصغر ثم قال
.. هوا برضه السبب
فاندفع زیاد صارخا
.. أنت لسه هتدافع عنه آشري عرفت منين فهمني
اتسعت عينا أسامة غير مصدقا أن يكون جاسر من أخبرها سر أخيه ومضی زیاد بخطواته المسرعة نحو سيارته الرياضية الفارهة وأدارها وانصرف محدثا صريرا قويا بقي سؤاله معلقا في الهواء دون رد واضح فقط نظرات ابنه الغاضبة التي تشبه نظراته لحد بعيد إن أراد إحتسابها إجابة فالټفت لصغيرته الرقيقة التي ورثت طباعها من أمها وقال مکررا سؤاله
.. ماما اتفقت معاكي على إيه يا سلمى
نظرت سلمي لأخيها الأكبر وكأنما تود الحصول منه على إذن فأمسك بها جاسر برفق وقال
.. إيه يا لومي مش هتقولي لبابا حبيبك
فرد سلیم حانقا بنبرة لوم وإتهام واضحة على صوته الطفولي بالنيابة عن أخته الصغري
.. أنت مشيت ماما وجيبتلنا واحدة تانيه إحنا مش بنحبها
أغمض جاسر عيناه وأخذ نفسا عميقا وحاول أن يتحلى بالصبر
ورد بهدوء كي لا يخسر المزيد من حب أطفاله
.. أنا مقولتش لماما تمشي ماما هيا اللي طلبت أنها تمشي
فرد سليم بعند أكبر ن هدوء أبيه
.. بس كنت ممكن تخليها متمشيش هيا مش بتخرج إلا بإذنك
أقر جاسر داخله بتلك الحقيقة البسيطة التي سردها ابنه ببراءة نعم هي لم تكن تتحرك قيد أنمله دون إذن مسبق منه حتى تمردت على كل قيوده وغادرته دون رجعة نظر لأطفاله والتمعت عيناه وذكر نفسه حتى الآن وإن كان أخيه قام برهان
متابعة القراءة