روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
يحاول إدراك ما يجري حوله بسنوات عمره القليلة فجذبه زیاد بقوة وتعلق به وقال
.. أبوك ماله یا سليم أحكلنا أنت بقا
نظر سليم لأبيه الذي سارع بإشعال تبغه بأنامل متوترة قائلا بخشونة
.. خلي سليم بره یا زیاد
اعترض سليم بجين العند المتوراث بعروق آل سليم
.. بس هوا سألني أنا
نظر جاسر لصغيره نظرة تقدير بالغة وقال بإذعان
نظر سليم لزياد وقال بحروف لا تمت لعالم طفل بعمره بصلة
.. أظن أنه بابا قاعد قدام حضرتك تقدر تسأله بنفسك
اڼفجر الجميع ضاحكون حتى سلمى التي لم تكن تفقه الحديث الجاري من حولها فجذب زیاد رأس سلیم مشاكسا وقال
.. ابن الوز عوام خد أختك ورحوا طيب وسيبونا لوحدنا عشان أقدر أسأله براحتي
.. مهما تحاول تهرب یا جاسر بالشغل وكأن مافيش حاجة حصلت هيفضل واقع أنك أنت وولادك قاعدين هنا لوحدكم من غير أمهم
.. ولا أنا غلطان یا جاسر!
هز جاسر کتفیه یازدارء قائلا
بتكبره المتعمد
.. وده يفرق في إيه
قام زیاد وقال
.. ماهو مافيش أهم من لمتنا یا جاسر يبقى من باب أولى لمتك أنت ومراتك وولادك
.. جاسر أنا ممكن أكلمها وسالي طيبة وبتحبك
قاطعه زیاد باعتراض قوي
.. لاء طبعا لا أنا ولا أنت هنتدخل هوا اللي لازم ينزل شوية من عليائه ويترجاها ترجعله هوا غلط فيها ولازم يصالحها ويحسسها بأهميتها عنده ولا سالي مش مهمة ياجاسر
الټفت لجاسر الذي احمرت نواجذه غيظا إذ لم يعتاد أن يتقلد موقع الصغير الذي يتلقى الأوامر من أحد وتابع زیاد بنفس الإصرار
اقترب زیاد منه هامسا
.. على الأقل عشان مصلحة الولاد
هز أسامة رأسه موافقا وقال وهو يسحب زیاد نحو الخارج بواقعية الأمه مؤخرا
.. كفاية كبر وتضيع وقت أكتر من كده یاجاسر بدال ما تصحى في يوم تلاقيها خلاص راحت لغيرك
ولا سبيل لمعرفة الحقيقة سوى خطوة أخيرة يقوم بها فلا سبيل لإضاعة المزيد من الوقت كما قال أسامة هو لم يكن يوما رجلا بارعا في الصبر ولكنه كان دوما بارعا في الصيد وليس هناك أسهل من اصطياد إمرأة يعرف نقاط ضعفها وقوتها ويحفظ عن ظهر قلب عاداتها.
خرج في الصباح في ميعاده ليس لأنه متشوقا للعودة للعمل ولكنه كان متأكدا بأن نعمات ستقوم بواجبها على أكمل وجه وماهي إلا ساعتان من الزمن حتى رن هاتفه وكان المتصل حارس القصر الذي أخبره بتواجد الهانم في تلك اللحظات برفقة الصغار فترك الحديثة بالعمل تعيث فسادا في ملفات درية المنظمة بدقة ولم يهتم وعاد لقصره وهو يحمل خطته المتقنة كانت سالي في تلك اللحظات تجلس بانتظار العفو نعم هي مذنبة خطبت لآخر وستتزوج في غضون أشهر قليلة وماهي أيام بعد إعلانها لذلك الخبر المشؤوم حتى غابت عن صغارها وتركتهم قالت بأنفاس متهدجة وهي تنظر بتضرع لصغيرها سليم الذي کتف ذراعيه بحزم كأبيه تماما
.. یعني یا سليم يرضيك تسيبنا نخرج أنا وسلمى لوحدنا
فرد سليم دون أن يمنحها حتى نظرة
.. وإيه الفرق ما أنت بقالك كتير مبتجيش وسيبتينا لوحدنا
حاولت سالي التملص من ذنبها الذي لا يغتفر قائلة
.. ما أنا سيباكم مع بابا
الټفت لها سليم
.. وأنا هفضل قاعد هنا مستني بابا ولو سلمى عاوزة تخرج معاكي براحتها
اقتربت منه سالي وهي تربت على ذراعه
.. طب أنا اللي عاوزة أخرج معاك النهاردة
هز سلیم رأسه بألمه الذي لا يطيقه صدره الصغير
.. عشان بكرة ولابعده تسيبني وتخرجي لوحدك ولا مع عمو کریم وأفضل أنا مستنيكي لحد ما تيجي
اتسعت عينا سالي پذعر فائق فما
متابعة القراءة