روايه جواز ابريل بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

هالة بإيماءة خاڤتة فابتسمت لها لميس ابتسامة مشجعة قبل أن تقوم من مقعدها وتتجه نحو المطبخ لتترك لها بعض الحرية في الحديث.
اخذت هالة نفسا عميقا واستقبلت المكالمة ووضعت الهاتف على اذنها وقبل أن تتمكن من الكلام سبقها صوت ياسر وهو يسأل بسرعة وبلهفة كنتي فين !! فضلت اكلمك طول اليوم ومابترديش ولا بتفتحي الواتس
تمددت ابتسامة من زاوية فمها ساخرة داخليا من هذا الاهتمام غير المتوقع منه أم أنها هي التي لم تسعد بتعبيره عن اهتمامه بها
تجاهلت هالة أفكارها وانحنت إلى الأمام وأمسكت بالمجلة وفتحتها لتتصفح صفحاتها دون اهتمام حقيقي بما تراه ثم أجابته بلا مبالاة فضلت نايمة معظم اليوم .. انت عارف بكرا هيبقي يوم طويل ولما صحيت انشغلت شوية
اتاها صوت ياسر الهامس ممازحا طيب .. لو كنتي مشغولة بتفكري فيا هسامحك .. بس لو كانت حاجة تانية شغلاكي فانا زعلان منك
فسر ياسر عدم ردها على أنه خجل منه وتوتر من يوم الغد المزدحم بالأحداث ثم همس ببحة ذكورية جذابة افهم من سكوتك دا انك كنتي بتفكري فيا
رمت هالة المجلة بجوارها بإهمال وأسبلت عيناها بالأرض قبل أن تجيبه ببرود تفاجأ به ياسر وهي تلعب بطرف حذائها لا مشغولة بحاجات تانية
بلل ياسر فمه الجاف وتمتم بنبرة أجش مغازلة وحشتيني علي فكرة .. كنت محتاج اسمع صوتك .. هي ايه الدوشة دي!
عضت هالة على فمها لتمنع نفسها من الابتسام والتأثر بكلماته الرقيقة لقد أصبحت تخاف من اللحظات السعيدة معه حتى لا يصدمها فيما بعد لذلك تجاهلت رسائله والرد عليه طوال اليوم على أمل أن تستعيد توازن قلبها من جديد أمامه وتضع حدا لنفسها بعدم انخراطها فى شيئا يهدم أعصابها ثم ردت على سؤاله الأخير بنبرة هادئة العمال هنا بيوضبو الجنينة
استغرق ياسر ثوان قليلة يأخذ نفسا عميقا ثم عاد ليسألها بمكر رجولي طب ايه ماوحشتكيش ولا ايه!
ابتلعت لعابها بصعوبة عندما ظهر في أفق أفكارها هاجس بعيد عن جوهر حديثهما جعلها تشعر وكأنها على وشك الاختناق بسبب ذلك الشعور الذي اجتاحها فجأة عندما تخيلته يتحدث معها وتلك المرأة اللئيمة بجانبه كما هي العادة في الآونة الأخيرة فخرجت كلماتها غير مترابطة من عمق شرودها لا .. وحشتني .. انت لسه في العيادة
لم تمنع سؤالها الفضولي من طرحه جهرا إذ أرادت أن تعرف هل هي معه أم لا وكان قلبها يخفق بترقب تنتظر الإجابة منه التي جاءت منه غير قاطعة بالنسبة لها لا خلصت .. بكلمك وانا بركن وطالع علي البيت
صمتت هالة لثوان معدودة تفرك فروة رأسها ثم واصلت بنبرة بدت عادية ظاهريا لكن كان يغلفها الشك الذي أصبح يهسهس لها رغما عنها حمدلله علي السلامة .. ويارا

اخبارها ايه!! فينها كدا!
صمت ياسر برهة لتتنفس هالة خلالها الصعداء لعدم وجودها معه ثم أجابها ببساطة والله ما انا عارف انشغلت طول اليوم ما بين المستشفي والعيادة والتفكير فيكي و نسيت اكلمها ولا هي كلمتني
أضاف بسؤال مليء بالحيرة هي مابتكلمكيش ولا ايه
عادت هالة بظهرها على ظهر المقعد تريح جسدها عليه وقالت باختصار لا
جعد ياسر حاجبيه بغرابة حيث أن يارا أخبرته أنها تتصل بها باستمرار لكنه تجاهل التفكير في هذا الأمر الآن وتمتم بعذر جايز مشغولة عشان الخطوبة بكرا ولا حاجة
لم يعجبها تبريره لأفعال تلك اللئيمة لكنها تغاضت عن الرد ومررت أطراف أصابعها على خصلات شعرها الذي نفثته الريح متلاعبة به بينما تعقب بنفس النبرة المقتضبة ممكن
أتاها صوته العميق من جديد دون أن تتلاشى الابتسامة التي ملأت نبرة صوته تصدقي قلقان اقفل معاكي وتختفي تاني ماعرفش اطولك غير بكرا في الحفلة
أجابته هالة بصوتها الرقيق ضاحكة بلطف لأول مرة منذ بداية المكالمة لا مش للدرجادي
شعر ياسر بسعادة غريبة عندما استمع إلى صوت ضحكتها وواصل الحديث بصوت متحمس خلاص هطلع البيت اخد شاور واكل حاجة خفيفة وهكلمك ماتبعديش عن التليفون
استنشقت كمية من الهواء واتسعت البسمة على فمها بارتياح وهي تومئ برأسها كأنه رآها ووافقت بنعومة حاضر باي
بقلم نورهان محسن
بعد مرور حوالي ساعة
فى المنصورة
داخل منزل احمد
تقف نادية في المطبخ أمام الموقد مرتدية طقم بيجامة صيفي رياضي مصنوع من القطن مكون من تي شيرت أحمر شاحب وبنطلون أبيض منقوش عليهم حروف إنجليزية صغيرة بينما تقوم بإعداد الطعام دون أن تدرك من الذي تسلل من خلفها بخطوات صامتة لتشهق من الفزع وهي تتأوه پألم طفيف اي .. ايه دا!!
استدارت نادية على صوت ضحكته المتسلية وهي تضع يدها على قلبها الذي كان ينبض بشدة وحدقت به مغتاظة قبل أن تلكزه بقبضتها برفق قائلة بعتاب ناعم اخس عليك يا احمد فزعتني .. كنت هتخلي الزيت يطرطش عليا
همس بصوت ذكوري أجش ان شاء الله عدوينك يا روح احمد
ابتسمت نادية وهي تغمض عينيها للحظات فعاجلها بلكزة أخرى بضحكة خبيثة لتتمتم بصوت متذمر بطل بقي ايدك بتلسع
أنهت نادية تذمرها
تم نسخ الرابط