روايه جواز ابريل بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

بلا هوادة ليطلق من بين شفتيه زفيرا طويلا يخرج معه كل ما بداخله فما حدث ليس هينا لقد كان على وشك أن يق منذ فترة وجيزة.
خرج باسم من دوامة أفكاره القاتمة عندما ظهرت أمامه في منتصف الطريق فأوقف سيارته بقوة مم جعل المكابح تصدر صريرا عاليا أثر إحتكاك العجلات بالأرض في اللحظة الأخيرة ولم يفصل بين سيارته وبينها سوى بضعة إنشات فقط ليترجل من سيارته فورا والتوتر مسيطرا عليه كليا وركض باسم سريعا نحو الملقية على الأرض الصلبة بينما كانت تشعر بالدوار وكأنها على وشك الإغماء فالأكسجين لم يعد يصل إلى رئتيها بشكل جيد.
جرالك حاجة ..
خلل باسم أطراف أصابعه بشعره بتوتر ثم سألها بحذر وهو يدنو منها جالسا على عقبيها بجانبها وكاد القلق أن يفتك به بينما أنزلت الأخرى راحة يدها على الأرض واشتدت نوبة السعال معها مم جعلها تغلق فمها وأنفها باليد الأخرى فى حين كانت عيناها تبحثان عن شيء ما بلهفة.
دقق باسم النظر إليها عن كثب في الإضاءة شبه الخاڤتة وتذكر على الفور ملامحها ليغمغم في عدم تصديق هو انتي ..!!
شرعت شهقات ابريل ترتفع مع تحريك رأسها في جميع الاتجاهات پجنون من السعال المفرط فيما سألها الأخر فورا مندهشا بتدوري علي ايه طيب وانا اساعدك
أشارت ابريل إليه بإصبعها في اتجاه معين وهى تشعر بضيق شديد في التنفس لدرجة منعتها من التحدث فتبع المكان الذي كانت تشير إليه وقام بسرعة ووصل إليه وهو ينحني ليلتقط البخاخ من منتصف الطريق قبل أن يندفع نحوها ليعطيه إياها فأخذته من يده وفتحت غطائه لتضعه فى فمها ضاغطة على زر العبوة وأثناء إنشغلها إنتبه الأخر لتناثر محتويات حقيبتها المفتوحة على الأرض فبدأ في جمعها وإعادتها إلى الحقيبة التى ترتديها باستثناء شيء واحد وضعه في جيبه دون أن تلاحظه.
ضاقت نظراته عليها وتحدث في سره انتي بتقعي فوق دماغي من انهي دا هية بس يا شيخة
مرت عدة لحظات أغمضت عينيها بهم محاولة تنظيم أنفاسها وضربات قلبها ثم همست بتهدج شكرا
رفعت ابريل رأسها لتلتقي رماديتيه الثاقبة مع فيروزيتها الآخاذة والتي اتسعت في صدمة عندما رأته لتغمغم بصوت خاڤت هو انت!!
زفر باسم بارتياح ثم عاد إلى أسلوبه الساخر الذي لم يعد غريبا عليها قائلا بابتسامة جانبية وبحة رجولية هادئة شكلك شبه القطط بسبع أرواح .. الحمدلله انك لسه عايشة وبخير
أجهشت ابريل فى البكاء كالأطفال دون مقدمات لينظر إليها الآخر متعجبا لرد فعلها ثم خاطب نفسه قائلا مچنونة دي ولا ايه .. ايه اليوم العجيب دا بس يارب
هز باسم رأسه بيأس وكظم غيظه منها محاولا التحلى بالهدوء ثم أضاف بحيرة ما خلاص يا ماما .. ماحصلكيش حاجة وكويسة اهو ..

ايه لازمة العياط ..
أخرج باسم محرمة من جيب سترته ثم قربه من وجهها وتابع بلهجة متسائلة خديه نضيف .. طيب عايزاني اوصلك في حته
التقطتها ابريل منه وهي ترفع رأسها لتتطلع إلى الأمام فاضطربت دواخلها عندما رأت عدة أشخاص يأتون من ورائه نحوهم فمسحت دموعها على الفور وقالت ببحة ذات مغزي ممكن تساعدني
أومأ باسم برأسه موافقا بينما يمسك كلتا يديها رافعا إياها للأعلى لمساعدتها على النهوض.
نهضت ابريل على قدميها المرتعشتين وتمتمت بتردد دون أن تنظر إليه عارفة أن مينفعش اطلب منك كدا .. بس ممكن خدمة انسانية منك
ضيق ما بين حاجبيه وهو يحدجها قبل أن يستفسر بتوجس ايه هي خدمة دي 
بعد اذن حضرتك يا انسة ابريل..
انقطع حديثهم بواسطة صوت جاء من ورائهم يقول بجدية.
بقلم نورهان محسن
في نفس الوقت
بالحفلة
عند هالة
حدقت هالة في الفراغ هائمة في أفكارها حتى صدح صوت رجولي جذاب من خلفها مهما كانت ملامحك زي القمر بس باين علي وشك فوران الډم واضحة زي الشمس
إلتفتت هالة نحوه لتسأله بعدم فهم بتكلم عن ايه يا عز 
أمال عز رأسه إلى اليسار قليلا ثم مازحها ساخرا عن عروسة ليلة خطوبتها وتبقي مبوزة بالمنظر دا
نمت أبتسامة على ثغرها لتقول نافية لا مش مبوزة خالص انا تمام اهو
كتف عز ذراعيه أمام صدره ليغمغم بقلة حيلة طول عمرك بتكابري يا هالة وتقولي انا تمام بس من جواكي مش كدا
وزعت هالة نظراتها فى المكان ثم استقرت عيناها في عينيه مرة أخرى لتكرر نفس الجملة على أذنيه صدقني انا تمام يا عز
استمع عز إليها وهو ينظر إليهم ثم رد بنبرة مقتضبة بعد أن عاود النظر إليها بتكدبي !! تمام ازاي وانتي شايفه خطيبك مشغول بوحدة غيرك ليلة خطوبتكم .. مفيش حد هنا الا و لاحظ المهزلة دي .. سيبيهولي وانا هتصرف معاه بطريقتي
رفعت هالة بصرها لتقابله بجبين مجعد وهي تهتف برفض تام لهذه الفكرة لا يا عز بليز .. مش كل حاجة بتتاخد بعصبية زي عوايدك .. انا اقدر اتعامل مع اموري بنفسي والوضع دا مش هيطول كتير .. اكيد هيتغير مع الوقت
أخذ عز نفسا عميقا
تم نسخ الرابط