روايه جواز ابريل بقلم نورهان محسن
المحتويات
جهاز الاستنشاق الصغير الذي يرافقها دائما وصدرها يصدر نشيج حاد في كل مرة تتنفس فيها لتبدأ في استخدامه ببطء بينما تغلق عينيها بشدة.
بعد دقيقة بدأ تنفسها ينظم ببطء وفي خضم تشوش أفكارها وإرهاقها لم تشعر بفتح الباب عليها والخطوات التي تقترب منها بهدوء ولم تدرك ذلك إلا حين شعرت بضغط على كتفها لكنها بقيت كما هي وبالكاد خرج صوتها مخټنق بالعبرات بسبب الغصة التي تسد حلقها دقيقة .. وهبقي كويسة يا أميرة .. ماتزعليش مني كنت عايزة اساعد .. بس خر بت الدنيا اكتر .. انا هكلم مستر خيرت واعتذرله .. هقوله اني السبب في كل اللي حصل .. انتو مالكوش ذنب
قال باسم ذلك بنبرة ذات مغزى لم تنتبه إليه الأخرى أما هو أعاد يده إلى جنبه متراجعا عدة خطوات إلى الوراء مرتاعا من صړختها التي أربكته للحظة بينما هى سارعت تمسح دموعها وهي تحدق به وقد تحولت ملامحها المفاجئة إلى غاضبة وعيناهما متصلتان ثم خرج سؤال مبحوح من شفتيها انت جاي هنا تعمل ايه .. وازاي تدخل كدا وانا جوا!
رفع باسم منكبيه للأعلى ثم للأسفل ولم يظهر على وجهه أي رد فعل وهو يرى حالتها التي لم يرثى لها وأجابها باستخفاف اش عرفني ان حد جوا من اساسه .. قالوا ان الحمام مخصوص لأصحاب المطعم .. يعني انتي للي ډخلتي مكان مش مكانك!!
ارتخت ملامحه وهو يدحرج عينيه نحو جهاز الإستنشاق الذي تحمله في راحة يدها وقال بنبرة هادئة خالية من السخرية لأول مرة وشك مصفر .. زميلتك قالت ان عندك حساسية من البيبسي
فور انتهاء عبارته وجدها تضعه داخل جيبها بحركة عصبية فأخر ما تنتظره هو نظرة شفقة من أحدهم فما هو الحال إذ جاءت من شخص ف ظ كالماثل أمامها وفي كل الأحوال كانت معتادة على إخفاء آلامها حتى لا تزعج الأخرين مرددة ببرود ظاهري ميخصكش
زوى باسم حاجبيه معا بضيق ونظر إليها من أعلى إلى أسفل بابتسامة مستهزئة وهو يرآها تشيح ببصرها إلى الأسفل بخجل فأشار على نفسه وهو يلوى شفتيه وأجاب بصوت ساخر اكيد مش هفضل لابسه وهو ملزق كدا .. وبلاش الشغل القديم المتكرر في كل المشاهد الها بطة دا .. كأنك مشوفتيش صدر راجل قبل كدا في حياتك وبتكسفي وتحمري
أغمضت ابريل عينيها لوهلة وهي تتنفس بعمق ثم تزفر ببطء لتنزل القميص عن شعرها بحركة عڼيفة مم جعله أشعثا وغير مرتب ثم صرت على اسنانها وقالت بضيق اللهم طولك ياروح
نظر باسم لها مبتسما بخب ث ثم غمغم بإستفز از وريني مهاراتك في حاجة غير طولة اللسان ..
تابع باسم بعد اكتراث ممزوج بالسخرية وهو يسير باتجاه الحوض فاتحا الصنبور و بدأ ينظف جذعه العلوي وكتفيه بالماء يمكن اخدك في اعلان .. ما انتي باين عليكي اخترعتي الموقف السخي ف دا من الاول .. عشان تخليني اخدك في اعلان .. زي البنات المتخ لفة اللي بيتحدفوا عليا في كل حته
استدارت ابريل ترنو إليه بعينين باردتين رغم الڼار التي
كانت بداخلها وضغطت بغ ل على أسنانها معتصرة قميصه بيديها معا متخيلة أنها تخن قه بقبضتها حتى تغادر تلك الابتسامة العابثة وجهه ثم ذهبت على مضض إلى الحوض الآخر ووقفت بجواره تنظف القميص وهى تتمتم ببغض منتظرة ايه من انسان جليا ط زيك منفوخ هوا علي الفاضي ..!!!
التفتت ابريل إليه بملامح مستاءة بينما كان يجفف صدره باستخدام المحرمات الورقية وأضافت بابتسامة مستهزئة يشوبها الإستها نة التامة به بس عارف الحق مش عليك .. الحق علي البنات التا فهة اللي بتجري وراك وخلتك تصدق ان ليك قيمة
زاد غضبه من لسانها اللاذع وبحركة مباغتة سحبها من مرفقها فإنفلت القميص وانزلق في الحوض لتطلق من فمها أنينا مټألما من قبضته القوية على ذراعها وتسارعت دقات قلبها خوفا من قربه
متابعة القراءة