روايه جواز ابريل بقلم نورهان محسن
المحتويات
على الأمان الكافي والعزلة الكاملة عن الازدحام والتلوث في مجتمع خاص يضم ثقافات معينة تحترم خصوصية الفرد وتوفر له القدر الذى يحتاجه من الرقى الحضاري.
تحديدا فى غرفة فسيحة تدل علي رفاهية سكان المنزل ذات طلاء جدران باللون الأخضر الفاتح الذي يبث شعورا بالراحة والإنتعاش ويدمج معه بتناسق ألوان الأزرق والرمادي الخافتين للسجاد والسرير وغرفة الملابس الصغيرة والستائر ليعطي منظرا أنيقا وتبث الصفاء في نفوس من ينام فيها.
تجلس ابريل على السجادة بجانب سريرها مربعة القدمين تضبط قاعدة الهاتف على وسادة عالية ثم تنقر على زر الاتصال وبعد بضع ثوان يطل وجه امرأة عجوز مبتسمة ببشاشة من خلال الشاشة فتفرقت شفتيها الممتلئتين بابتسامة مشرقة وخديها اللذان تزينهما غمازات تضيفان على وجهها البهجة يا صباح النشاط والعسل يا توحا قلبي
أدرفت تحية بإندهاش يخر بيت اللي اسمها ايه دي اللي بتلعبيها كل ما اكلمك الاقيكي بنفس القعدة دي يا ابريل
ضحكت ابريل تهز رأسها سلبا ثم قالت موضحة لها يا توحا قولتلك كتير دي رياضة صحية جدا اسمها يوجا
بقلم نورهان محسن
فى إحدى البنايات شاهقة الإرتفاع.
عند باسم
دوى صوت الهاتف الخلوي ليهب جسده بإنتفاضة على السرير الكبير وهو يوزع نظراته الزائغة في تلك الغرفة الفسيحة التي أضاءت بمصباحين كهربائيين بضوء خاڤت على جانبي السرير والشمس الساطعة في الخارج لا تجد طريقة للدخول من خلال الستائر المغلقة ليتنهد بارتياح عندما أدرك أن ما رآه لم يكن سوى مجرد حلم بل كابوس معتاد أن يراه منذ فترة طويلة.
رد الطرف الأخر قائلا بسخرية زي ما توقعت لسه الباشا نايم!
اتكئ باسم برأسه على الوسادة مغمضا العينين ثم رد متذمرا وهو حد بيصحي بدري كدا يا صلاح!
قال صالح متهكما بنبرة ساخطة بتقول صلاح حاف كدا لأبوك يا عد يم التربية .. ثم البني ادمين الطبيعيين بيصحوا بدري مش زيك فاشل بيصحي بعد الضهر
رافق ضحكته سعال خفيف ثم سأله بنبرة أجش متجاهلا كل ما قاله له انت ازي صحتك يا بابا!
تشدق صدغ صلاح بجانبية قائلا بصوت شبه ساخر زي الحديد يا روح ابوك وفي الشركة من بدري كالعادة
صاح صلاح بنبرة تعجب وهو يضحك مستهزئا بكلماته والله !! ضروري يكون موضوع مهم اللي يخليك تلاقي وقت تكلمني وسط انشغالاتك اللي مابتخلصش
هز باسم كتفاه للأعلى وهو يلوى
شفتاه مغمغما بتتريق يا حج ..
تنهد صلاح بقلة حيلة ثم هتف بحزم نهايته .. ماتتأخرش علي اجتماع انهاردة ومفيش اعذار .. وبالمرة نشوف كمان موضوعك المهم دا
رد باسم منهيا الحديث تمام جاي
أغلق الهاتف وألقاه بجانبه على السرير ثم استلقى على بطنه وعاد إلى النوم مرة أخرى.
فى نفس الوقت
داخل غرفة إبريل
نهضت ابريل من مكانها بمجرد أن أنهت جملتها متبينا طولها الضئيل إلى حد ما لكنها تتمتع بقد متناسقا يجمع بين النحافة والأنوثة معا موليها ظهرها لتذهب إلى غرفة ملابسها الصغيرة معقبة بسؤال المهم طمنيني عليكي لسه رجلك بټوجعك
أجابتها تحية موضحة لها حتى تطمئن دهنت المرهم قبل ما انام و اهو الحمدلله علي كل حال خلاص بقي العضمة كبرت
أنهت تحية جملتها بضحكة ساخرة على نفسها وابريل جاءت من الداخل قائلة بتذمر خفيف تحية ماتقوليش كدا .. ما انتي لسه شباب اهو
عدلت تحية مفرش الطاولة أمامها وقهقهت بخفة ثم تساءلت بدهشة بطلي البكش يا بت .. انتي بتلبسي كدا و رايحة علي فين .. ايه وراكي جامعة
ردت أبريل بتصحيح ممزوج بالمرح بينما كانت مشغولة في تزرير قميصها الأبيض ذي الأكمام الطويلة بخطوط زرقاء فاتحة بعد أن دسته في بنطالها الأسود انتي لسه فاكرة يا توحة .. ما انا خلاص اتخرجت وقريب هتوظف كمان في شركة مقاولات كبيرة .. ادعيلي انتي بس
خرجت الكلمات من جوفها بحنان ربنا يوفقك يا بنتي .. المهم خطيبك موافق علي شغلك دا ولا هيضايق!
أجابت ابريل على سؤالها بالنفي وهي تحمل هاتفها لتتوجه به إلى منضدة الزينة لتضعه فوقه قبل الجلوس على الكرسي لا طبعا هو موافق .. اصلا انا متفقة معاه اني عايزة اشتغل حتي بعد الجواز وهو ماعندوش مانع ..
رددت تحية بهدوء ربنا يهدي سركو يا حبيبتي ..
استأنفت تحية حديثها مقوسة فمها بعبوس شوفوا بكش البت ماقولتيش برده رايحة علي فين يا غندورة
ضحكت ابريل بخفة وهي تتخلى عن المشط الذي كانت تمشط به شعرها الأشقر الطويل المتدلى إلى منتصف ظهرها ثم التفتت إلى الشاشة بعيناها الشبيهة بعيني جدتها وردت عليها بإيضاح انا يا ستي رايحة للبنات في المطعم .. عشان اخد
متابعة القراءة