روايه جواز ابريل بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

إلى عينيها وهي تهز كتفيها لتصحح له باستياء ساخر قصدك الاتيليه اللي كتبته بإسمي .. هو دا انت معتبره حاجة .. دا جزء بسيط اوي من للي ع قلبك .. ومش هيعوضني شبابي اللي راح مع واحد اكبر مني ب سنة .. مش هيعوضني وحدتي وانا في بلد غريبة اربع سنين والاسم متجوزة .. ممنوعة من الخروج والسهر مع جوزي وكل حاجة .. كنت بكلم نفسي زي المجنو نة من قعدتي لوحدي .. لحد ما خلفت عمر ولولاه مكنتش كملت معاك وفضلت ع ذمتك 10 سنين بحالهم
واصلت كلماتها بثقة زادت فى لهجتها وهى ترى الڠضب في عينيه البنيتين مطبطبا على الأرض تحته بتوتر وبمناسبة اللف والدوران .. تنكر انك بتعمل دا كله عشان لسه متعشم نرجع لبعض يا اسعد .. بس لما لاقيتني رافضة نفتح الموضوع .. بدأت تضايقني تاني برسايلك ومجيك وطلبك انك تشوف عمر اللي انا عارفة انه مش فارقلك كتير
حمحم أسعد بخشونة ثم سألها بنبرة هادئة ورجولية متجاهلا كل كلماتها السابقة الممتعضة وفيها ايه لما اكون عايز ارجع عيلتنا تتجمع من تاني .. بطلي بقي الاتها ماټ اللي بترميها دي انا بحب ابني و تهمني مصلحته
جزت ريهام على أسنانها مغتاظة من رده لتتأهب حواسها بانفعال وهمت بالرد عليه لكن صمتا كلاهما عندما سمعا صوت باب الغرفة ينفتح ليهب أسعد واقفا من مكانه استعدادا للمغادرة فسارعت ليلي قائلة بتهذيب القهوة يا استاذ اسعد
لاحت شبه ابتسامة على فمه ثم نطق بجديته المعهودة مثبتا نظراته فى زرقاوتيها خليها مرة تانية .. هسيبك تفكري في كلامي و عايز اسمع الرد عليه في اقرب وقت و اتمني يكون الرد يرضيني
أنهى كلمته الأخيرة تاركا المكان كله بينما وضعت ليلى القهوة على المكتب فلوحت لها ريهام لتغادر دون أن تنبس بكلمة غا فلة عن التى تغلي من شدة السخط والڠضب فهذه ليست المحاولة الأخيرة فقد تكررت هذه الكلمات في أذنيها منذ أكثر من عام عندما حصلت على الطلاق بعد خلعها له متنازلة عن جميع حقوقها من أجل ان تفر من برا ثنه وهذا ما يجعله مستهجنا ويريد أن يستعيد كرامته بأي شكل من الأشكال لذلك ظل يحاول أن يقنعها بالعودة إليه بكل طرق اللين الممكنة ولكن الآن نبرة الإصرار الغريبة في كلماته الحادة جعلتها ترتاب منه لكنها بالطبع تفضل الم على عودة للعيش معه تحت سقف واحد مرة أخرى مهما كان الثمن.
أسعد 45 عام روتيني وممل يتمتع برزانة واضحة لبق في تصرفاته مؤدب في حواراته يعشق الطعام الدسم لذلك هو بدين الجسم إلى حدا ما منظم بشكل هستير ي ولا يفعل شيء بشكل عشوائي وكل شيء عنده بحساب لا يثق في أحد بسهولة وربما لا يثق في أحد نهائيا.
بقلم نورهان محسن
فى المساء نفس اليوم بعدما حل الظلام ليعم الأجواء.
داخل غرفة ابريل
تجلس ابريل على

الكرسي بجوار شرفة غرفتها من الداخل وترتدي بيجاما صيفية لطيفة باللون الأخضر الداكن بينما أصابعها تعقد خصلات شعرها الأشقر المجعد في جديلتين على جانبي كتفيها لأنها معتادة على فعل هذا كل يوم قبل الذهاب إلى الفراش حتى لا يزعجها أثناء نومها.
شاردة بنظراتها في نقطة واهية وأصابعها مستمرة تلقائيا في عملها حتى خرجت من سيل الأفكار بسبب رنين هاتفها على المنضدة الصغيرة المجاورة لها فإختلست نظرة إلى الشاشة المضيئة ثم نقرت على زر الرد ووضعت هاتفها على أذنها فأتى إليها صوت مصطفى الدافئ الرخيم حبي .. عاملة ايه!!
ابتسمت أبريل لا إراديا وغمغمت بعذوبة الحمدلله .. وصلت بانكوك بالسلامة !!
أتاها منه تنهيدة خاڤتة قبل أن ينطق بهدوء ايوه وبكلمك من الاوضة في الاوتيل
ردت ابريل بصوتها المتحشرج الرقيق حمدلله علي سلامتك حبيبي
جاءها صوته الطرف الأخر متساءلا بتوجس ابريل انتي كويسة!!
ردت ابريل بالإيجاب اه كويسة
عاود مصطفى يسألها بإصرار امتزج بالشك متأكدة!! صوتك مش حاسو تمام .. صحتك بخير .. في حاجة حصلت عندك ومخبية عليا!
تجهمت ملامحها وظهر الضيق عليها فكان أول ما خطړ ببالها هو ذلك الحدث المحرج في المطعم بالإضافة إلى اتصال أحمد بها لكنها حسمت أمرها مسبقا بعدم إخباره بأي شيء فلم تكن هناك حاجة لذلك وعفويا سعلت بخفة ثم تلفظت أخيرا بكذ ب لا ماتقلقش الدنيا تمام .. كل الحكاية حسيت بشوية تعب بسيط ودلوقتي بقيت تمام
سألها بعد أن شعر بقليل من الارتياح عندما تأكد من أنها لم تعرف شيئا عما يخفيه عنها انتي برده روحتي للمطعم مش كدا!
همهمت ابريل بالإيجاب فقط وهى تمسح فوق شعرها بخفة ليتم الرد بنبرة تأنيب طيب مش انا كنت قولتلك ماتروحيش وهخلصلك كل حاجة
اعترضت أبريل علي كلماته برقة مبررة له ممكن ماتكبرش الموضوع يا مصطفي .. انا ماتعبتش من كدا خالص بالعكس اتبسطت اني روحت .. بس يمكن الحر هو اللي ارهقني شوية
بللت شفتيها بطرف لسانها
تم نسخ الرابط