روايه روعه وكامله
المحتويات
اوعي تخافي من أي حاجة ماشي
هزت رأسها ثم غفت سريعا وهي تشعر بقليل من الاطمئنان بينما تنهد زين بتعب وهو يفكر بابنته وبحديث والدته بأن ابنته تحتاج إلى رعاية خاصة وحنان تام ليس وحده كاف على إكماله نظر إلى تلك الصورة التي بجانبه هو زوجته في حفل زفافهما كم كان مشرق الوجه وكم كانت هي سعيدة ! تنهد وهو يتذكر ما كانت تفعله بابنتها وكيف كان تعطيها من حنانها الكبير وكيف كانت تغدق عليه هو بالعشق وتهون عليه وقت عمله ووقت مشاكله التي أرهقها بها تألم بشدة وهو يتذكر كيف لم يستطيع حمايتها وهو وعدها أنه لن يتخلى عنها وسيكون دوما حاميا لها ولابنتها ....
ووسط كل ذلك التفكير ظهرت صورتها أمامه لا يدري لماذا خطرت على باله وفكر بها منذ متى وهو يعذب الناس بتلك الطريقة القاسېة أمعقول لأنها قد استفزته بحديثها يفعل ذلك ويقوم بصعقها دون رحمة ها هو يلوم نفسه لأنه قد كان السبب في فقد زوجته وعذاب ابنته الساكن بقلبها والأن هو غيره ليس أنت يا زين من يفعل ذلك فقد كنت دوما خلوقا ولبقا ولم تكن عڼيفا أبدا !
تقلب في نومه بعد أن اطمأن على ابنته وهو يحاول كتمان ذلك التفكير الذي يغيظه قائلا لنفسه بحنق
ما تنام بقى نامت عليك حيطة يا شيخ !
.......................................................
وصل زين إلى مقر السچن النساء بعد أن شدد على أخته سلمى بمراعاة مليكة جيدا كما وعدها أنه لن يتأخر عليها كثيرا اليوم !
بدأ الروتين اليومي بطابور الصباح تحت إشراف زين وتحت عمل سعاد بالطبع وجد نفسه تلقائيا يبحث بعينه عنها لكن بحركة سريعة من عينه اللامحة لم يراها وتيقن بطبيعة عمله أنها ليست موجودة شعر بوجود خطب ما لها لكن لم يعقب بشيء وتمثل الوجه الصارم بحزم تام وسط الجميع !
ذهب زين نحو مكتبه وهو متيقن أنه سيعلم بعد قليل ما الذي جرى لها بينما اتجهت سعاد نحو مكتبها وأمسكت ببعض الملفات وهي تقول لسماح التي كانت تستعد للإشراف على عمل السجينات
أيدتها سماح الرأي بل وزودت من مخاوفها قائلة
ده هيقلبها على دماغنا انهاردة واضح إن البت دي خلته مش على بعضه مش مرتاحة ليها من أصله !
تنفخت سعاد بضيق وهي تتجه نحو مكتبه متمتمه بسخط
مش جايلنا غير ۏجع القلب هنا !
.....
طرقت عدة طرقات خاڤتة ليأذن لها بالدخول ومن داخله مبتسم بانتصار بينما تقدمت بحذر وهي تقول
كاملين
قال ذلك وهو لم ينظر لها بينما أوضحت له سعاد
لا يا بيه بتوع المؤبد لسة مجوش بس وصينا عليهم وهيوصلولك على الآخر الأسبوع بالكتير !
أومأ برأسه ببرود ثم قال وهو مازال لا ينظر لها
حطيهم عندك !
وضعتهم سعاد بسرعة ثم أخذت تفرك بيدها في توتر وهي لا تعرف كيف تتحدث بينما وفر عليها زين وقال
سامعك هي فين !
نظرت له ببلاهة متوترة
ها!
وقف زين وتقدم منها بهدوء مريب وقال
ايه مسمعتيش ولا أنت طرشة هي فين يا بت !
انفضت فزعة ثم قالت بقلق كبير
عند أوضة دكتور السچن !
تعجب زين مما قالته للتو وقال بنبرة قوية
أفندم ! بتقولي ايه
ابتعلت ريقها بتوجس وهي تفسر له قائلة
امبارح اغمى عليها يا بيه والدكتور مسعد بتاع السچن كشف عليها وقال لازم ترتاح الفترة دي !
ابتعد عنها ونظر إلى الأمام بغموض وهو يتنفس بسرعة ثم ركض نحو غرفة الطبيب الموجودة بالسجن وفتح الباب دون سابق إنذار حتى انفضت الممرضة الموجودة بالداخل وتعجب الطبيب من حالته المرتبكة بينما تقدم زين من الفراش الذي ترقد عليه وكيف وجد وجهها شاحبا ليس به حياة شعر بتأنيب الضمير وحثه فضوله أكثر على معرفة قصتها ثم توجه بنظره نحو الطبيب وقال بثبات
حالتها إيه
تنحنح الطبيب بهدوء ثم قال بنبرة آسفة
حالتها الصحية مش كويسة ومحتاجة رعاية أكتر من كده وطبعا ده مش متوفر هنا حضرتك فلو أمكن إنها تتنقل لمستشفى في الفترة دي وإلا حالتها الصحية هتدهور أكتر !
تنهد زين مفكرا وهو يحك طرف ذقنه ثم وجهه نظره ناحيتها وقال بهدوء
أنا هاخدها بنفسي !
تعجب الطبيب كثيرا ورفع إحدى حاجبيه قائلا بعدم تصديق
حضرتك بتتكلم بجد يا باشا
متابعة القراءة