روايه بقلم دعاء عبدالرحمن

موقع أيام نيوز

من الفساد والسرقه اللى بيحصل فيها عرفت ساعتها اننا كلنا شايفين السړقة والفساد لكن مش قادرين نعمل حاجه وفاكرين نفسنا أبطال بس ... بس كلنا ابطال مع وقف التنفيذ ...

كانت تنظر إليه تسمعه بتركيز وأهتمام 

فقالت 

تفتكر يا فارس فى أمل بلدنا تتغير 

قال بشرود 

انا متاكد ان ده هيحصل ... بس عشان ده يحصل لازم نكون كلنا إيد واحدة لازم الشعب ده يفوق من الغفلة اللي عايش فيها من سنين طويلة... إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم... ده مهما كان حجم الظلم والطغيان اللي موجود في البلد مش هايقدر يقف أدام ثورة الناس كلها ...

بس الخۏف كله إن لو الشعب عمل ثورة فعلا وما غيرش نفسه ... يعني فضلوا على نفس أخلاقهم السيئة وفضلوا يظلموا في بعض برضه .. هاتبقى ثورة بس مع وقف التنفيذ وعلشان كده أنا خاېف ييجى يوم وحتى الحلم ده يبقى 

مع وقف التنفيذ ...

تمت بفضل الله

بقلم دعاء عبد الرحمن

وقف عمرو أمام هذا المبنى الكبير الكائن فى أحد الأحياء الراقيه فى قلب القاهرة وتنقلت عيناه بين الافتات الكثيرة فى ذلك المبنى الضخم ما بين لافتات عيادات أطباء كبار وبين شركات متنوعه أستيراد وتصدير ومقاولات وشركات هندسيه .. وهنا توقف نظره على أحدى الافتات الكبيرة والتى من الواضح أنها تحتل أكثر من ثلاثة طوابق فى المبنى الكبير ... مشى ببطء داخل ردهة شركة الهندسه الخارجيه يتأمل الفخامه والديكور المميز الذى يدل على ذوق رفيع وبذخ فى الانفاق..

ظل يجول ببصره حتى سمع صوت أنثوى يقول بلباقة 

أهلا وسهلا يا فندم أقدر أساعد حضرتك أزاى 

أنتبه على صوت السكرتيرة ونظر إليها متفاجأ وقال هه..اه..أنا المهندس عمرو مصطفى عندى معاد النهارده مع صاحبة الشركة

أبتسمت السكرتيرة وهى ترفع سماعة الهاتف وتضغط أحد الازرار قائله 

البشمهندس عمرو مصطفى وصل يا فندم

وضعت السماعه ونهضت واقفة وسارت أمامه وهى تشير للداخل قائله بروتينيه

أتفضل يا بشمهندس ...

فتحت الباب وأشارت له بالدخول وأغلقت الباب خلفه ..خطى عمرو داخل المكتب وهو ينظر الى تلك المرأه القابعه خلف مكتبها تنظر له بابتسامه وعينين متفحصتين...مدت يدها وصافحته قائله

أهلا وسهلا يا بشمهندس ..اتفضل أرتاح

ثم قامت بالتعريف بشخصها قائلة

أنا البشمهندسه الهام مديرة الشركة ومرات البشمهندس علاء صاحب الشركه

أبتسم عمرو وهو ينظر إليها جالسا..كانت امرأة فى أواخر العقد الرابع من عمرها شارف الزمان على طوى نضارة شبابها ولكن من الواضح أنها تعانده بشده وتصر على محاربة الايام بالازياء الحديثة التى لا تليق بعمرها والزينة المتكلفة التى هى سلاحھا الدائم فى هذه المعركة و من الواضح أنها قاتلت فيها باستماته فلم تخسر منها الكثير...

كانت نظرته إليها استكشافيه لم تخلو من الفضول

ولكن نظراتها هى قد تبدو مختلفة ومتباينة أكثر وذات معنى لم يفهمه عمرو للتو...

وأخيرا تكلمت وهى تتصفح ملفه الخاص الذى بين يديها

قائلة

ملفك عاجبنى أوى يا بشمهندس .. تقديراتك حلوه أوى ..مش ناقصه غير الخبره بس ..ودى سهله اوى ..

هنا هتتعلم كل حاجه وخبرتك هتبقى أكبر مما تتوقع

قال عمرو بتلقائية

أن شاء الله يا فندم ..أنا اصلا بتعلم بسرعه والشغل معاكوا هنا مكسب لاى حد لسه متخرج زيى

أبتسمت فى رضا وضغطت أزرار هاتفها قائله وهى عيناها لا تفارق عمرو 

أبعتيلى البشمهندس صلاح بسرعه

أغلقت الهاتف وهى مازالت تتفحصه بابتسامتها العذبه .. شعر عمرو بالحرج فقال

طيب أنا ممكن استنى بره مش عاوز أعطل حضرتك اكتر من كده

أنتبهت لعلامات الحرج التى ظهرت على ملامحه فعادوت النظر الى ملفه مرة أخرى وهى تغلقه قائلة

البشمهندس صلاح هيجى دلوقتى علشان يعرفك طبيعة عملك و يوريك مكتبك ويعرفك على زمايلك فيه...طرق الباب ودخل المهندس صلاح ...رجل فى أواخر العقد الخامس من عمره يظهر عليه الوقار والنشاط فى نفس الوقت ..دخل وهو يرمق عمرو بنظرات خاليه من أى تعبير وقال موجها حديث لألهام

خير يا بشمهندسه

قالت بترفع وهى تشير الى عمرو

البشمهندس عمرو مهندس مدنى هيبدأ معانا من النهارده وهيبقى تحت مسؤليتك يا بشمهندس 

أومأ براسه لها ثم نظر الى عمر بأبتسامه ودوده قائلا

أهلا بيك يا بشمهندس أتفضل معايا

نهض عمرو شاكرا إياها وتوجه فى سرعه للخارج وكأنه يهرب من وحش نظراتها الملنهمه

دخل حجرة مكتبه بصحبة المهندس صلاح الذى قال 

إن شاء الله الشغل معانا هيفيدك كويس اوى فى بدايتك يا بشمهندس ..

رفع الزملاء نظرهم إلى القادم الجديد فأشار المهندس صلاح إليه قائلا

البشمهندس عمرو هيبقى معاكوا فى المكتب من النهارده

ثم قام بتعريفهم لديه وهو يشير إليهم قائلا

البشمهندس أحمدالبشمهندس نادر

صافح عمرو زملاءه فى ترحاب شديد شعر به مع أحمد ولكنه شعر بعكسه تجاه نادر الذى صافحه ببرود وهو يبتسم له بتهكم ..

لم يوله عمرو اهتمام وجلس خلف مكتبه وهو ينظر له وللكمبيوتر الخاص به بنشوة وسعادة ..كانت هذه هى المرة الاولى التى يشاهد فيها الكمبيوتر خارج أسوار الجامعه فهو لم يكن قد انتشر فى هذا الوقت ليصل للجميع بعد......

هتفت أم يحيى بصوت اشبه

تم نسخ الرابط