روايه بقلم دعاء عبدالرحمن

موقع أيام نيوز

بلال بجمود 

جيت مرة واحدة بس عرفت كتير

كتم عمرو غضبه وقال 

برضه محدش جاوبنى هنفضل كتير ومن غير ما نعرف تهمتنا ايه 

ربت الرجل على كتفه قائلا 

طالما محدش حقق معاكوا يبقى مفيش تهمة وبما أنكوا جايين دلوقتى يبقى انتوا مش معتقلين رسمي

قال فارس بإقتضاب 

يعنى أيه مش رسمي

تكفل بلال بالرد عليه قائلا 

يعنى زي ما صاحبك قالك .. متوصى علينا 

أقترب عمرو من فراش بلال وجلس على طرفه قائلا 

مين اللى هيوصى علينا يتعمل فينا كده مين 

قال بلال وهو ينظر أمامه بشرود 

مش عارف يا عمرو بس الموضوع ده شكله هيطول ولازم نحاول نهدى علشان نعرف نفكر..

قال كلمته الأخيرة ثم نهض قائلا

تعالوا نصلى على الأخ اللى ماټ ده 

قال الرجل الذى يحدثهم 

هيجوا يخدوا جثته الفجر مع انهم عارفين ان فى واحد مېت هنا من بعد العشاء

ميرسى يا فندم ..

نطقت دنيا بهذه العبارة وهى تتناول الشيك من والد هانى المتهم فى قضية القټل

وبرقت عينيها وهى تنظر للمبلغ المدون فيه وقالت بابتسامة 

حضرتك أطمن خالص أبنك هيبقى فى حضنك قريب جدا

قال الرجل بلهفة 

يارب يا أستاذة ربنا يسمع منك ...

ثم قال بتساؤل 

هو الدكتور فارس مجاش النهاردة ولا ايه 

قالت بتمساك

الدكتور فارس مش بيجى كل يوم.. ولما بيكون مش موجود انا ببقى مكانة

أومأ الرجل برأسه متفهما وقال 

المهم عندى أنه هو اللى يشتغل القضية بنفسه 

رفعت حاجبيها بدهشة مصطنعة وهى تقول 

طبعا يا فندم القضايا اللى زى دى الدكتور فارس هو اللى بيكتب فيها المذكرات وهو اللى بيترافع ..واحنا بس بنعمل الشغل الارى والمالى بتاعها علشان كده طلبت من حضرتك تكتب الشيك بأسمى يعنى حضرتك هتشوفوا فى المحكمة ان شاء الله ..

بعد قليل أنصرف الرجل ودخل خلفه وائل مسرعا وقال بعينين لامعتين 

أداكى الشيك

ابتسمت بثقة وهى ترفع الشيك أمام عينيه ثم وضعته فى حقيبتها قائلة بقلق 

أهى الفلوس بقت معانا والراجل جاب الاتعاب كلها مش نصها زى ما كنا فاكرين عاوز ابنه بأى طريقة ..يارب بقى باسم يخلصنا من القضية دى بسرعة بقى انا قلقانة أوى 

قال وائل مشجعا 

متقلقيش يا أستاذة.. أنت قدها وقدود والأستاذ باسم خلاص ظبط الناس مش ناقص غير الفلوس علشان ينفذوا

ربتت على حقيبتها وهى تقول 

وأهى الفلوس .. يلا بقى كلمه وخليه يخلصنا 

تحدث وائل هاتفيا مع باسم وأخبره أن المال قد أصبح بحوزت دنيا .. مد وائل يده بالهاتف إلى دنيا قائلا

الأستاذ عاوز يكلمك

تناولت الهاتف وقالت بتعالى 

أيوا

ابتسم باسم عندما لاحظ نبرة صوتها المتعالية وقال بسخرية 

طب حتى استنى لما تصرفى الشيك وبعدين ابقى اتغرى براحتك

مطت شفتيها بضيق وقالت 

خير يا أستاذ باسم 

بكرة هنروح نصرف الشيك سوا ونطلع على طول على سكرتير النيابة نكيشه ونخلص معاه وبعدين نقعد مع بعض ونقسم الاتعاب علينا زى ما اتفقنا ماشى ..

قالت بإقتضاب 

بس هنقعد فى مكان عام مش عندك فى المكتب

أطلق ضحكة عالية أشعرتها بالاشمئزاز وقال بخبث 

أيه موحشتكيش ولا ايه 

أتسعت عينيها وشعرت أنها ستتقيأ عندما ذكرها بما حدث سابقا ..أغلقت الهاتف فى وجهه وهى تتمتم 

حيوان 

وقف صلاح ينظر إلى إلهام التى كانت تتحدث فى الهاتف بلهفة وهى تقول لمحدثها 

طبعا يا باشا من رجالتنا ومينفعش نسيبه كده .. دى حتى تبقى وحشه فى حقنا وبعدين اللى موصى عليه ده مش أكبر من معاليك 

صمتت بعض الوقت تستمع إليه ثم قالت بثقة 

يافندم أرهاب أيه.. بقول لمعاليك من رجالتنا

صمتت قليلا ثم قالت وهى تنقر على سطح مكتبها بأطراف أصابعها بعصبية 

ماشى يا فندم اللى تشوفه .. ساعتك المهم

 

بس ميطولش كتير..

أغلقت الهاتف وزادت عصبية نقرها على المكتب فقال صلاح متلهفا

ها يابشمهندسة ايه الاخبار

ضړبت المكتب بقبضتها وهى تقول بضيق 

لو كان لوحده كان طلعه بسهولة.. المشكلة فى الاتنين اللى معاه.. علشان كده بيقولى الموضوع هياخد وقت 

قال صلاح بحزن 

يعنى الولد المسكين ده هيفضل مرمى كده من غير ذنب 

قالت بعصبية 

مش قادره اعمل اكتر من كده يا صلاح.. أنا وصلت لأعلى المستويات كل اللى وعدونى بيه أن محدش هيقربله وهيفضل هناك معزز مكرم لحد ما يطلع ..

خبطت سطح مكتبها مرة أخرى حتى آلمتها قبضتها ففركتها بغيظ وضيق وهى

تقول 

لو كان لوحده كنت عرفت اطلعه النهاردة.. المشكله فى الاتنين اللى مربين دقنهم اللى معاه دول ..أنا عارفة أيه الأشكال اللى بيعرفها دى!

فتح باب العنبر مرة أخرى فتعلقت أبصار الجميع به .. دخل الشاويش المسئول عن العنبر وتقدم باتجاه عمرو وفارس وبلال وأشار إليهم بحزم وقسۏة قائلا

تعالوا معايا انتوا التلاتة

نظر ثلاثتهم إلى بعضهم البعض بتساؤل فصړخ بهم بصوت كريه مرة أخرى 

بقول قوم انت وهو

نهض ثلاثتهم وهم ينظرون إليه بحنق وتعلقت به أبصار شركائهم فى العنبر وهم ينظرون إليهم بشفقة ..سار ثلاثتهم خلفه وبعد أن أغلق العنبر أمرهم ان يسيروا خلفه ..ساروا قليلا حتى توقف بهم أمام أحد الزنازين وشرع فى فتح بابها وهو يقول متبرما 

حظكوا من السما ...

فتح الزنزانة ثم دفعهم داخلها بقسۏة مرة أخرى وأغلقها خلفهم كانت الزنزانة أقل عددا من العنبر الآخر بكثير.. كانت تبدو أكثر آدمية

تم نسخ الرابط