روايه بقلم دعاء عبدالرحمن

موقع أيام نيوز

ماما حاضر ثوانى بس

ضحكت عبير وهى تقول 

اه طبعا هتعمليه جرى النشاط حل عليكى دلوقتى

نظرت لها عزة پحده وارتباك وهى تضع براد المياه على الشعله أقتربت والدتها منهما وهى تقول بتردد 

فارس هيخطب يوم الخميس اللى جاىأرتعشت يدها وسقطت المياه على الشعله فأطفأتها

على الفور أقتربت منها أختها بلهفه وهى تنظر ليدها وتقول الحمد لله الميه كانت بارده لسه

زاغت نظرات عزة وهى تشعر ان المياه كانت ساخنه لا انها فعلا كانت شديده السخونه ولكنها لم تسقط على يدها وأنما سقطت على قلبها نعم ستحرقها بحرارتها المرتفعه ولكنها فى النهايه ستطفىء النبته التى كانت تنبت بداخله من مشاعر يتيمه من طرف واحد

قاومت دمعة كانت ستقفز من عينيها وقالت بأنفاس متقطعه 

معلش يا ماما هعمل غيرها حالا أخذت عبير براد المياه من يدها وقالت بشفقه

أستنى يا عزة انا هعمل الشاى

جاهدت عزة لترسم ابتسامه مصطنعه وهى تقول

أنا نسيت اصلى العصر هروح اصلى واى بسرعه

توجت الى الحمام دخلت بسرعه وأغلقت الباب خلفها توضأت فأختلطت الدموع بماء الوضوء خرجت وتوجهت لغرفتها وبدأت فى الصلاةوقفت وركعت وسجدت بغير هدى لم تنتظرها العبرات للسماح لها بالقفز على وجنتيها بل أنسابت بأنهمار وبهدوء لا يشعر بها أحد ولا يستطيع ان توقفها اى كلمات عزاء او مواساة

نعم كانت تعلم أنها ستسمع هذا الخبر يوما ما ان آجلا او عاجلا ولكنها كانت تمنى نفسها بأنه لن يحدث بل كان الامل لديها يزداد كلما تذكرت شخصية دنيا المختلفه تماما عن فارس لماذا تمنيت ونسجت خيوط الامل حول أمنيه بعيده لا يراها سواى ألقى قلبى فى بحر الاحلام فاستيقظ لاجد نفسى وقد ڠرقت قدماى فى لجة مظلمه لا أكاد أن أرى يداى من شدة ظلمتها أصرخ فلا يسمعنى أحد

أستغيث ولا مغيث لى الا الله وحدهامن الممكن ان يكون عقاپا من الله !نعم ولم لا لقد ملك علي قلبى أكثر مما يجب كنت أنتظره وأنسى صلاتى وأخرها لاجلهأحرص على رضاه ولا احرص على رضى خالقىأبيت الليل فى سهود أحترق بحبه ولا أقوى على القيام لربى ركعتين فى جوف الليلأعتمدت على الاسباب ونسيت مسبب الاسبابنعم والله كان حقا على الله يعذب قلبى بمن شغله عنه نعم انا فى الظاهر فتاة صالحه اقوم بفرائضى ولكن وقود قلبى ليس حب الله وطاعته وأنما هو الهوى وحظ نفسى والدنيا فكنت أشقى بشقاؤه وأفرح لسعادته لذلك شقيت به وسأظل أشقى ان لم أفيق الى نفسى سريعا وأنظر لماذا خلقتقفزت المزيد من العبرات على وجنتيها ولكن هذه المره كانت دموع من نوع آخر لها مذاق آخرمذاق محبب

وقف فارس أمام المرآه يتأنق ويتألق فى حلته السوداء وهو لا يصدق نفسه أخيرا سيرى دنيا بعد ساعه أو يزيد ويزين أصبعها بخاتم الخطبه لتكون له وحده ارتسمت ابتسامه لا اردايه على شفتيه فى سعاده وهو يربط ربطة عنقه بدقه وأناقه ثم ينظر نظرة أخيرة فى رضا تام عن مظهره ألتفت ليجد والدته تقف على باب غرفته مبتسمه فى حنان وهى تقول 

ماشاء الله زى القمر ياما كان نفسى أشوف اليوم ده من زمان وبدموع الامهات الحاضره دائما أختلطت أبتسامتها بدموع سعادتها به

توجه فارس اليها مسرعها ووقال بلهفه

ايه ده يا أمى هو انتى تزعلى تعيطى تفرحى تعيطى وضم راسها وهو يقبله فى حب قائلا

ربنا يخليكى ليا يا ست الكل

أبعدها عنه برفق وهو يقول ببهجه

الواد عمرو جه ولا لسه

أنتبهت فجأه وكأنها قد نسيته فى خضم مشاعرها المختلطه والمتلاطمه وقالت 

صحيح والله ده انا نسيتهده بره مستنيك

خرج فارس ليجد عمرو جالسا امام التلفاز يقلب قنواته واضعا ساقا فوق الاخرى فهتف به وهو يضربه على كتفه 

ايه

 

يابنى انت قاعد على القهوة يلا أتأخرناقاطعته والدته وهى تقول 

هنروح احنا التلاته بس يا فارس

الټفت لها قائلا 

يا ماما دى خطوبه على الضيق كده يدوب اهلى واهلها بس مفيش حديلا بينا يا جماعه هنتأخر كده

ضحك عمرو وهو ينزر لوالدة فارس

مستعجل اوى على ايه بكره ټندم يا جميل

ضربه فارس على كتفه وقال 

طب بكره نتفرج عليك يوم خطوبتك يا أمور

ثم تابع بمكر 

اه صحيح ساعتها مش هتبقى مستعجل ده البيت لزق فى البيت

ضحكت أم فارس بينما لكزة عمرو فى يده وهو يقول

خفيف اوى ياخويا

وما أن فتح الباب وكأنه قد فتح شلال ضړب وجوههم فجأه أندفعت مهره تجاههم تدفعهم تاره وتختبأ خلف فارس تارة أخرى وتتعلق بقدمه حتى كاد ان يسقط وهى تصيح ماليش دعوه هاجى معاكوا الفرح ووالدتها تجرى خلفها

مسرعه وهى ممسكه بعصا صغيره وتهتف بها پغضب

يابت تعالى هنا بقولك والله هتضربى يا مهره لو ابوكى عرف بعمايلك دى هكسر عضمك

وضع فارس يديه بين مهره والدتها وهو يقول

فى ايه بس ايه الحكايه

قالت الام بأحراج شديد 

والله أسفين يا أستاذ فارس البت دى مش عارفه مالها كده مجننانى من يومها معلش متزعلش انا هقول لابوها ماشى يا مهره والله لقوله على اللى

تم نسخ الرابط