روايه بقلم دعاء عبدالرحمن

موقع أيام نيوز

لما يدخله منه شړ بعد كده

خرج عمرو من مكتب صلاح يضيق بنفسه ذرعا ولا يعلم لماذا يتهاون إلى هذا الحد هل كما قال صلاح فعلا هو ېخاف على مستقبله وعمله أكثر من خوفه من أى شىء آخر نفض الفكرة عن رأسه مستنكرا لها ولكنه لم يستطع أن ينفض تلك المشاعر التى عاشها والتى أستقيظت بداخله منذ لحظات فى مكتب إلهام فمازال يشتم عطرها النفاذ ومازال يشعر بلمستها لم يستطع أن يغالب هذا الشعور الذى يجتاحه فخرج فورا من الشركة عائدا لمنزله تصارعه مشاعر شتى وبدلا من أن يدخل منزله وجد نفسه يتوجه إلى بيت خطيبته قاصدا أياها سيلهى بعض من مشاعره بطلب تحديد موعد لعقد القران ولتذهب الخطبة إلى الچحيم.

وبعد موافقتها تم تحديد موعد عقد قران عزة وعمرو بعد أيام ليصبح فارس هو

 

آخر من يتم عقد قرانه بينهما وفى هذه الفترة كان عمرو يتهرب من أى لقاء يجمعه بإلهام وكان صلاح يساعده على ذلك ويتصدر هو لأى عمل يتطلب وجود عمرو معها فى مكان واحد. وجاء اليوم المنتظر وكان بسيطا كالذى سبقه تماما يجتمع فيه الأهل والأحبة والجيران فى منزل العروس ليتم عقد القران بينهم وبحضور الشاهدين فارس وبلال ويالها من مفارقة كانت فى يوم من الأيام تتمناه زوجا وها هو اليوم يشهد على عقد قرانها ويزيل عقدها بتوقيعه المميز .

أجتمعت بعض النساء فى الداخل ينشدون لعزة الأناشيد بقيادة عبير التى كانت قد تحسنت كثيرا بفضل تمارين بلال المكثفة ! كما كان يقول ويبدو أن ضميره هذا قد انعكس على حالتها النفسية كثيرا فلقد كانت تبدو كما لو كانت هى العروس وكأنها فى العشرين من ربيعها وهى تغرد بأناشيدها المحببة وټضرب بالدف فى سعادة وقوة وتتنقل بين النساء كالفراشة التى تتنقل بين الزهور فى بستان المودة والرحمة التى نهلت منه منذ أن أصبحت زوجة ل بلال وحبيبة لقلبه الفياض وأثناء انشغالها سمعت أمها تهمس فى أذنها أن زوجها يريدها فى الخارج ربما قد يكون الأمر عاديا لولا أن والدتها أنبئتها أنه يبدو عليه الإنزعاج وربما الڠضب أرتدت ملابسها كاملة وخرجت تبحث عنه فاشارت لها والدتها أنه ينتظرها فى المطبخ ! دخلت بسرعة إلى مطبخها فوجدته فعلا قد بدا عليه الضيق الشديد فرفعت نقابها ونظرت إليه بقلق وقالت متسألة

مالك يا حبيبى

نظر إليها بضيق وقطب جبينه وقال منفعلا

مش عارفة فى أيه .. أنت فاكرة نفسك بتنشدى فى الصحرا لوحدك ..صوتك واصل بره عندنا يا هانم

أصفر وجهها وشحب واتسعت عيناها وهى تضع يديها على وجهها ثم قالت بأحراج

والله ما كنت واخده بإلى ..

ثم نظرت له معتذرة وقالت 

أنا آسفه يا حبيبى.. بالله عليك متزعلش مني

هدأ قليلا وهو عاقدا ذراعيه خلف ظهره وقال معاتبا

أبقى خدى بالك بعد كده ..

ثم مد يده ومسح وجنتها بظهر أنامله وقال بحب

ما انت عارفه انا بغير عليكى ازاى يا حبيبتى.. صوتك محبش راجل غيرى يسمعه

عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت مداعبة له

ده انت أرهابى بقى

أمسك وجهها بين كفيه واحتواها بعينيه ..ثم قال

لو ده الأرهاب فأنا أرهابى أصيل...

ثم قبل جبهتها وقال مردفا

ولابس حزام ناسف كمان

أبتسمت فى سكون وهى تمسك بيديه التى تحيط بوجهها فقال 

أخبار رجلك ايه

نظرت له بدهشة وقالت

كويسة الحمد لله بتسأل ليه

مط شفتيه وقال

انا بقول نعمل الفرح والډخلة بقى علشان نكمل التمارين فى بيتنا براحتنا.. الواحد يا شيخة مش حاسس انه بيشتغل بضمير فى العلاج

أزاحت يديه ووضعت يديها حول خصرها قائلة

كل ده وضميرك لسه مستريحش

أبتسم وهو يرمقها بنظراته المتفحصة

كل ده أيه .. ده انا حاسس انى مقصر.. يرضيكى يعنى ضميرى يعذبنى

قالت وهى تعيد النقاب على وجهها مرة أخرى 

مقصر ..لاء خاليك مقصر الله يخليك

أفلتت من يده وعادت إلى النساء مرة أخرى أكثر أشراقا وجاذبية فهكذا هى الزهرة كلما لاقت حبا واهتماما وعناية كلما زادت إشراقا وتألقا وتفتحا وعبيرا تفيض على من حولها بشذاها. 

أنتهى حفل عقد القران واستأذن بلال والد عبير أن يخرجا سويا وخرج معها من منزلها أصابعهما متشابكة كما كان يحلم دائما وهى تقول 

بلال أنا مكسوفة امشى فى شارعنا واحنا ماسكين أيد بعض كده

قال مشاكسا

ليه يا حبيبتى هو انت صاحبتى ده انت مراتى

دفعت عزة عمرو بعيدا عنها بهدوء وقالت بارتباك 

أيه يا عمرو ده.. مينفعش كده على فكرة

نظر إليها بضيق وقال متبرما

أيه يا عزة أنا جوزك دلوقتى

تلعثمت وهى تقول بخجل

يا عمرو دى أول مرة نقعد فيها مع بعض بعد كتب الكتاب .. أرجوك تراعى الحكاية دى

أسند مرفقيه على مائدة الطعام أمامه وقال معتذرا 

حاضر هراعى.. بس انت كمان راعى انى بحبك وانى شاب زى كل الشباب وطول عمرى بشوف بنات وشباب وعلاقتهم مفتوحة كأنها مراته .. ورغم كده عمرى ما عملت زيهم عارفه ليه ..

وقبل أن تجيب قال 

علشان بحبك وعمرى ما حبيت أنى ارتبط بواحدة غيرك.. لا فى حلال ولا فى حرام

تم نسخ الرابط