روايه بقلم دعاء عبدالرحمن

موقع أيام نيوز

مكانتها مرة أخرى فكان لابد أن تبدأ بفارس أولا لابد أن تستعيد مكانتها فى قلبه بأى شكل من الأشكال وبشتى الطرق .

ظلت مهرة تداعب أبناء عبير الأربعة وتجرى وهم يجرون خلفها وصوت ضحكاتهم يتردد بين جدران المنزل فى سعادة بينما قالت أم بلال وهى تضع يدها على صدرها 

كفاية يا مهرة قلبى وجعنى من الضحك يابنتى

قالت عبير وهى تجرى خلف أحدهم بطبق الطعام

سيبيها يا ماما دول كده بياكلوا وجبتهم كلها

جلست مهرة على الأرض والأطفال تجذبها من يدها لتقوم مرة أخرى وهى تتنفس بصعوبة وتقول بأنفاس متقطعة

كفايه مش قادره قطعتوا نفسى يا ولاد الدكتور

ضحكت عبير وهى تقول بمرح

أنت خلاص يا مهرة بقى عندك خبرة ينفع نجوزك من بكره

نهضت أم بلال وهى تقول 

أنا هدخل اريح شوية دماغى وجعنى من كتر الضحك

نهضت مهرة وأخذت طفلين على قدماها تداعبهم وشرعت عبير فى إطعام الاثنين الآخرين وهى تنظر إلى مهرة نظرات متفحصة ثم قالت 

مهرة .. أنت فى حاجة مضايقاكى

ألتفتت إليها مهرة بحيرة وقالت بتردد 

ليه بتقولى كده

ركزت عبير على عينيها وقالت بثقة

علشان عارفاكى كويس .. لما بتبقى مضايقة ومهمومة بتقعدى تجرى وتلعبى وتضحكى أكتر من الطبيعى بتاعك

حاولت مهرة تغير مجرى الحديث وهى تقول 

أحنا مش هنروح ل عزة ولا ايه يالا بقى قومى ألبسى

نهضت عبير وهى ترمقها بنظراتها وقالت 

ماشى يا مهرة بس خليكى فكرة أنى أختك الكبيرة لو أحتاجتى تتكلمى انا موجوده

قالت عبير كلمتها الاخيرة وتوجهت لغرفتها مصطحبة أطفالها لتبدل لهم ملابسهم بينما كانت عينان مهرة تتابعها فى شرود وقد عاد الأسى يسكن قسمات هذا الوجه اليافع مرة أخرى وهى تتذكرنتيجة التنسيق التى كانت تتمناه وتحلم بها سابقا والتى وضعتها أول غباتها

 

وهى تملأ استمارة الرغبات متنازلة عن مجموع درجاتها الذى يؤهلها لكلية أخرى ورغم ذلك اختارت أن تدرس نفس ما كان يدرسه أختارت كلية الحقوق !

سمع صلاح طرقات منغمة على باب غرفته فالټفت إلى الباب وقال بمرح 

أدخل يا عريس

أطل عمرو برأسه من فتحة الباب بابتسامته المرحة ودخل إليه يعانقه قائلا

وحشنى والله يا أستاذ صلاح

نظر إليه صلاح متأملا وهو يقول 

وانت والله يا عمرو ..بس أيه الحلاوة دى .. هو الجواز عامل عمايله معاك ولا ايه

رفع عمرو يديه يستعرض عضلاته وقال بغرور مصطنع 

لا ولسه مشفتش المجانص كمان

لم يضحك صلاح فنظر إليه عمرو فوجده ينظر خلفه ووجهه قد عاد إليه جموده فالټفت عمرو خلفه فوجد إلهام واقفة عند الباب وتنظر إليه بنظرات إعجاب جريئة تكاد تلتهمه بعينيها وقالت برقة 

حمد لله على السلامة يا بشمهندس ..تعال المكتب شوية لو سمحت ضرورى

وخرجت متوجهة لمكتبها فوضع صلاح يديه على كتف عمرو وقال 

ربنا يخليلك مراتك يابنى

نظر له عمرو نظر مبهمة واتجه إلى مكتب إلهام طرق الباب ودخل فقالت 

أقفل الباب يا بشمهندس

أغلق عمرو الباب ووقف مكانه قائلا 

خير يا بشمهندسة

أشارت له بالجلوس أمامها فاقترب قائلا

أنا أصلى لسه هستلم الشغل

قالت ببطء وهى تتفحصه 

مش هعطلك كتير اتفضل

جلس عمرو على المقعد أمام المكتب متحاشيا النظر إليها مالت للأمام واسندت ذقنها إلى راحتها وهى تنظر إليه مبتسمة وقالت 

تعرف أنك احلويت فعلا بعد الجواز

نهض عمرو على الفور وقال بضيق

معلش انا لازم امشى عندى شغل كتير

نهضت من مقعدها ودارت حول مكتبها ووقفت أمامه مدت يدها إليه ولمست بأناملها أزرار قميصه وقالت هامسة

أنت ليه مش حاسس بيه يا عمرو

نظر ليدها وابتعد خطوة للخلف ونظر فى الاتجاه الآخر وهو يقول بجدية

يا بشمهندسة اللى بيحصل ده مينفعش خالص

أقتربت هى الخطوة التى ابتعدها ونظرت إليه برجاء وقالت بضعف

مينفعش أيه ..مينفعش أحبك

نظر إليها بدهشة وقال 

يا مدام إلهام انا راجل متجوز وبحب مراتى وحضرتك كمان متجوزة و..

قاطعته على الفور وهى تتلمس قميصه مرة أخرى وقالت بعينين ملتهبتين 

وبحبك انت ..

أشاح بوجهه وهو يبتعد عن يدها فقالت تستعطفه

يا عمرو انا بحبك ومش عاوزه منك أى حاجة.. أنت ليه مش قادر تحس بالى جوايا

شعر بالحرج والأضطراب وحاول أن ينتقى عبارات غير جارحة وهو يسمع نبرتها الواهنة التى ترجوه بها ألتفت إليها قائلا بهدوء

يا بشمهندسة أحنا كلنا هنا بنحترمك وبنقدرك .. لكن غير كده مش هينفع صدقينى ..عن أذنك

وتركها وأنصرف وهى ترمقه وتراقب حركته العصبية وهو يفتح الباب ويخرج ويغلقه خلفه مسرعا فرت دمعة من عينيها فمسحتها بسرعة وهى تقول بتصميم 

غلطان يا عمرو .. 

توجه عمرو مباشرة إلى مكتبه وعانق زميله أحمد بحرارة والټفت إلى زميله نادر متناسيا المشاحنة التى كانت بينهما وقال

أزيك يا بشمهندس نادر

نظر له نادر نظرة متعالية وقال

كويس

ربت أحمد على كتفه وقال بمرح 

واحشنى والله يا عمرو ووحشانى خفة دمك ..ايه خلاص هترجعلنا تانى ولا ايه

قال عمرو وهو يجلس خلف مكتبه بخفة 

اه ان شاء الله ..هرجع أرخم عليكوا تانى

ضحك أحمد وهو يضع أمامه بعض الرسومات الهندسية وبدأ فى العمل بينما كان نادر يراقبه عن كثب ويتتبعه وهو يعمل بنظرات محتقنة حاقدة .

أنهى بلال جلسته العلاجية لاحد مرضاه الذى قال مرحا 

بجد يا

تم نسخ الرابط