روايه بقلم دعاء عبدالرحمن

موقع أيام نيوز

وبدأت فى صنع الشاى فدخل والدها المطبخ وقال وهو ينظر إليها

بتعملى أيه عندك.. يالا اطلعى سلمي على جوزك

لم تنتظر عزة كثيرا وانطلقت فى سرعة إلى غرفة الصالون وبمجرد أن اقتربت منها وقفت وهندمت ملابسها وشعرها ثم فتحت الباب بهدوء ودلفت للداخل وقد تعلقت عيناها بزوجها الذى نهض واقفا وعلى شفتيه ابتسامة عذبة مرحة وهو يكاد يلتهمها بعينيه ونظراته المشتاقة خطت فى اتجاهه ومدت يدها تصافحه فتناول كلتا يديها ورفعها بشوق ثم وضعها على وجنتيه وهو يقول

وحشتينى جدااا يا حبيبتى

تأملت وجهه وهى تقول بحب

وانت كمان

فرت دمعة من عينيها بدون شعور فمد يده ومسحهما وداعب وجنتيها وهو ينظر إلى عينيها التى تحمل الشوق المختلط بالحزن وقال 

أنا مش هسألك الدموع دى ليه ..أنا عارف انى

 

مقصر معاكى بس والله ڠصب عنى

أبتسمت بأسى وقالت 

حمد لله على سلامتك .. وأوعى تقولى انهم كلفوك بشغل فى حتة تانيهة زى كل مرة

أبتسم وألتفت إلى الأريكة وتناول من فوقها شنطة من الورق الملون المقوى وأخرج منها علبة مستطيلة الشكل صغيرة من القطيفة الحمراء وقدمها لها قائلا

حبيبتى ممكن تقبل منى الهدية البسيطة دى

أخذتها عزة بلهفة وفضتها أمامه واتسعت عينيها وهى تنظر إلى الهدية ثم تنظر إليه

وقالت بسعادة

الله .. برفان !

وضعت منه قليلا على يدها وقربتها من أنفها واستنشقتها بنشوى وهى تقول 

الله دى جميلة أوى يا عمرو ..متشكرة أوى يا حبيبى

أمسك عمرو كفها واستنشقه وهو يغمض عينيه استمتاعا برائحته ثم نظر لها وقال بشوق

البرفان ده ميتحطش غير ليا انا بس.. فاهمة ولا لاء

طرقت والدتها الباب ودخلت تحمل صينية الشاى أخذها عمرو من يدها ووضعها على الطاولة أمامه فقالت

ايه الريحة الحلوه دى

قالت عزة بسعادة

شوفتى يا ماما عمرو جابلى أيه

قالت والدتها وهى تنظر إليهما 

يعيش ويجبلك يابنتى ..

ثم نظرت لعمرو وقالت

عمك بيقول انك هتروح تشوف المحل اللى هتجيب منه العفش النهاردة يا عمرو

لمعت عينيى عزة سرورا وهى تنظر إليه فقال

النهاردة ان شاء الله هروح اشوفه ولو الأمور مشيت فى موضوع القسط ده هاخدكوا بكره ان شاء الله ونروح نتفرج وعزة تنقى اللى هى عايزاه

ثم قال موجها كلامه لوالدة عزة

انا عارف انى طولت عليكم فى موضوع الفرح .. محدش بيكتب كتابه كل ده .. بس خلاص هانت .. أحنا نخلص موضوع العفش فى أسبوع إن شاء الله وبعدين نحدد معاد للفرح

وقصد أن ينظر إلى عزة ويتأمل عينيها فى اهتمام وهو يتابع قائلا

فارس قالى أنه احتمال كبير يدخل على أول الشهر بعد ما يناقش الرسالة على طول وممكن نعمل فرحنا مع بعض

لا يعلم عمرو لماذا كان يبحث عن علامة من علامات الحزن أو الأسى فى ملامحها وعينيها وهو يلقى هذا الخبر ولكنه لم يجد إلا السعادة والفرحة التى اجتاحت ملامح عزة وهى تستمع إلى بشرياته واحدة تلو الأخرى وهتفت قائلة

بجد يا عمرو

ثم عانقت والدتها واحتضنتها بسعادة قطع تصرف عزة هذا وسعادتها الكبيرة بما تسمع الشك باليقين فى قلب عمرو تجاه مشاعر عزة نحو صديقه وقال بمرح 

مش هتغدونا بقى ولا أيه يا جماعة.. أنا واقع من الجوع

تعال اقعد يا فارس

نطق الدكتور حمدى بهذه العبارة وهو يشير إليه بالجلوس وقد بدا عليه الأهتمام الشديد وهو يعتدل فى جلسته ويستند إلى المكتب بمرفقيه ويشبك أصابع كفيه فى بعضهما البعض كانت طريقته توحى بأنه يستعد لإلقاء حديثا هاما مما جعل فارس يشحذ حواسه كلها وهو ينظر إليه متسائلا وهو يقول

خير يا دكتور.. قضية مهمة مش كده 

أبتسم الدكتور حمدى وهو يهز رأسه موافقا وقال 

أهم قضية فى حياتك

طلت النظرات المتسائلة من عينيى فارس ولكنه لم يعقب وترك المجال للدكتور حمدى ليشرح بنفسه فقال

فاكر يا فارس لما قلتلك انى بحضرك لحاجة مهمة أوى

هز فارس رأسه وهو يقول

أيوا فاكر يا دكتور

أردف الدكتور حمدى متابعا

شوف يا فارس أنا عاوز تسمعنى كويس وتفهمنى ...

أستدار فارس بجسده كله تجاهه وهو ينصت باهتمام وتركيز حيث قال الدكتور حمدى

أنا نويت أسيب المكتب واتفرغ شوية لبيتى ومراتى وولادى .. وبينى وبينك زهقت من الفساد اللى بقى متفشى حوالينا فى المهنة دى زى السړطان .. زمان كنت صغير وكنت بناطح وبحارب.. دلوقتى صحتى خلاص مبقتش تستحمل

قاطعه فارس وهو يقول بضيق

لا يا دكتور أنا مش معاك فى القرار ده.. لو سيبنا الساحة للمفسدين يبقى كأننا بنساعدهم بالظبط

قاطعه الدكتور حمدى باشارة من يده وقال 

أنت كلامك صح وده اللى انا فكرت فيه.. ده غير انى مهما كان مهنش عليا أرمى أسمى وتاريخى الطويل ورا ضهرى بسهولة كده واقفل المكتب .. ولما فكرت كويس ربنا هدانى لفكرة دخلت دماغى أوى وشايفها حل وسط هيريحنى وفى نفس الوقت هتبقى دى بدايتك الحقيقية

جالت بخاطرة أفكار كثيرة متشعبة ومتشابكة كأشجار الغابات فبداية الحديث غير مبشرة بالمرة ولكن نهايته لغز كبير قرأ حمدى الحيرة فى عينيه فقال بحسم

أنت يا فارس اللى هتمسك المكتب كله بدالى .. ومكتبى ده

تم نسخ الرابط