روايه بقلم دعاء عبدالرحمن

موقع أيام نيوز

مراتى يا كوتش وده يحيى أخوها

نظر إليها الرجل مبتسما ومد يده يصافحها قائلا 

أهلا وسهلا نورتى النادى

عقدت ذراعيها وقالت بجمود

أهلا بحضرتك بس معلش مش بسلم

مد يحيى يده وصافح الرجل بحرارة بينما نظر لها علاء نظرة ڼارية وضغط أسنانه حتى خيل إليها أنها استمعت إلى صوت صكيكها وقال آمرا 

سلمي يا مهرة ده الكوتش بتاعى.. أنت متعرفيهوش ولا أيه

نظرت إليه وظلت عاقدة ذراعها ولم ترد فقال الرجل بسرعة وهو يربط على كتف علاء 

خلاص يا كابتن مش مشكلة ..يالا اشوفك فى التدريب سلام

جذبها من ذراعها بقوة وهو يقول 

انا غلطان أنى جبتك هنا..

أمسكه يحيى وهو يحاول تخليص ذراعها منه هاتفا 

مش كده يا كابتن التفاهم بالراحة

دفعت يده بعيدا بضيق وأسرعت الخطى وقد لمعت عيناها بالدموع ظلت جالسة فى المقعد الخلفى فى السيارة وعلاء يقودها حانقا فى طريقه إلى المنزل وهى تنظر من النافذة بجوارها وكلما فرت دمعة من عينيها رغما عنها مسحتها بسرعة حتى لا يراها فى المرآة .. أما هو فكان يصيح طوال الطريق پغضب قائلا

بتحرجينى مع الكوتش بتاعى يا مهرة يعنى لو كنت قابلت حد من الرجال الاعمال اللى بيرعانى كنت برضة هتحرجينى قدامه كده مش كفايه مش عاجبك شغلى ومستخسرة فيا الفلوس اللى باخدها

كانت تستمع إلى يحيى وهو يحاول تهدئته أما هى فقد ظلت صامتة ولم ترد عليه وتركته يخرج ما فى صدره من حنق وڠضب عليها كانت تشعر أنها وحيدة لا تشعر بالأمان معه تريد أن تصل لمنزلها سريعا لتحتمى بجدرانه بعد أن فقدت النصير الذى غاب عنها وتاه فى دنياه

وضع فارس حقيبة دنيا فى غرفتها وخرج منها وأغلق الباب خلفه قائلا لوالدته فى عجلة من أمره 

لازم امشى حالا.. أتأخرت أوى على المكتب

همست له والدته بخفوت

مش تستنى مع مراتك شوية يا فارس وبعدين تنزل

ربت على كتفها برقة وقال وهو يضع الهاتف فى جيبه ويأخذ مفاتيحه 

هستنى أعمل أيه يا ماما هى خلاص بقت كويسة.. معلش عندى شغل متأخر .. مع السلامة

ترجل يحيى فى بداية المنعطف المؤدى إلى شارعهم عندما التقت عيناه بعينيى محمود الذى قاطعه منذ زواج مهرة وهو يقول 

معلش يا كابتن واحد صاحبى زعلان مني عاوز ألحقه .. يالا سلام

تابع علاء طريقة بتثاقل ووضع السيارة بجوار المنزل هبطت مهرة بسرعة دون أن تنتظره لحق بها على الدرج وأمسكها من ذراعها وجذبها إليه بحدة وهو يقول 

كمان مش معبرانى .. ده بدل ما تعتذري لى يا هانم

ألتفتت إليه وقد أغرورقت عيناها بالدموع وقالت 

لو سمحت سيب أيدى .. مش كفاية الكلام الچارح اللى عمال تقوله طول الطريق .. جاى تكمل هنا كمان

حاولت أن تتملص منه ولكنه جذبها مرة أخرى وقال بعصبية 

مهرة .. أنت متعرفنيش كويس .. أنا عصبى متخلنيش أمد أيدى عليكى ..أعتذرى حالا

بدأت تبكى بصوت مرتفع وهى تحاول التملص منه عندها سمعت وقع أقدام تهبط الدرج على عجل وما أن اقتربت حتى زادت من سرعتها على صوت بكائها وأخيرا ظهر فارس وهو ينزل سريعا ينقل بصره بينهما و قال وهو ينظر إليها وإلى دموعها التى انسابت على خديها وقال بلوعة 

مالك بتعيطى ليه

قبض علاء على يدها أكثر حتى تألمت ثم قال 

وأنت مالك انت خاليك فى حالك ..

لم يكد علاء أن يتم عبارته حتى وجد فارس قد قبض پعنف على يده الممسكة بذراعها وضغط رسغه بقوة تألم لها علاء واضطر أن يترك ذراع مهرة التى بمجرد أن تحررت من يد علاء حتى صعدت أربع درجات ووقفت خلف فارس تحتمى به نظر له علاء پغضب وصاح هائجا

وانت مالك .. دى مراتى

ألتفت فارس إليها فوجدها تنظر إليهما وتمسح دموعها بكلتا يديها وقد أطلت

 

من عينيها نظرت استغاثة ملهوفة مخلوطة بالألم ..ألتفت إليه وقال محذرا والشرر يتطاير من عينيه 

هى الرجولة انك تفرد عضلاتك على بنت وتقول مراتى.. أنت كده مفكر نفسك راجل

حاول علاء أن يتخطاه إليها ولكن فارس وضع يده على سور السلم ففصل بينهما بجسده فقال علاء غاضبا

بقولك وأنت مالك .. مين انت علشان تدخل ..أضربها ولاحتى اكسر دماغها مدام عاوزه تتربى

لم يكد أن يتم كلمته حتى وجد لكمة شديدة توجهت إلى أنفه ارتد على آثارها إلى الخلف ولكن لحسن قدره أن يحيى كان فى طريقه إلى الصعود فارتطم بجسده مما منعه من السقوط وربما ما هو أكثر من ذلك

بكت مهرة بشدة وصعدت تعدو إلى شقتها بينما وضع علاء يده على أنفه فوجد الډماء تسيل منها نظر إلى راحته بړعب وهو ينظر إلى الډماء التى لوثتها دفعهما فارس معا وغادر البناية على الفور وهو فى قمة غضبه.

أخذه يحيى وصعد به إلى شقتهم جلس والد مهرة بجوار علاء يعطيه بعض المناديل الورقية ليمسح دمائه التى لوثت وجهه بينما كان يحيى وأمه يؤنبانها فى الداخل وهى ملقاة على الفراش وتبكى بحرارة ولم يكتفوا بذلك وأنما أجبروها هم ووالدها على الخرج

تم نسخ الرابط