عينكي وطني بقلم امل نصر
المحتويات
التي حرمت من شقيقتها الكبرى والتي كانت لها هي قديما خير صديقة ربتت على ذراعها وقالت بحنان
انا صاحبتك واختك وحبيبتك ياستي مبسوطة بقى
تبسمت لها سميحة وهمت ان ترد ولكن استوقفها نداء شاكر من خارج الغرفة
يافجر انتي و سميحة انا سامع صوتكم و مدام صاحين يابنات اطلعوا ياللا حضروا الفطار عشان اللحق مشوار المستشفى
طيبة علاء وعاطفة الحماية نحوه كيف تمكن عقله الغبي من نسيان نظراته المكشوفة نحو فاتن حبيبة صديقه كيف صدقه حينما أنكر معرفته بأمينة الطرف الاخر في الچريمة وهو من أتى بها كيف غفل عن المستفيد الوحيد للتفرقة بينه وبين علاء وبين علاء وحبيبته السابقة فاتن!
استفاق من شروده ينظر بأعين شاردة نحو هذا الفتى الصغير الذي تمكن بشجاعته من كشف الستار اخيرا عن اللغز الذي أرق مضجعه لسنوات طوال مسح بأطراف اصابعه على ذقنه بتوتر وقال
بقولك إيه يااامازن مستعد انت بقى تشهد بالكلام ده قدام علاء أو الحج ادهم المصري
واشهد قدام المحكمة كمان لو حصل لهو انا جبان عشان اضيع حق اصحابي
اسمعني يانعيم عايزك تراجع الكاميرات وتنبه على العمال ينتبهوا قوي على غرفة حسين في الايام اللي جاية وتاخد بالك من مازن وتجيبلوا فطار وتشوفله مكان يريح فيه و
انا مش هافضل هنا انا عايز اخرج عشان اخد بالي من عم حسين
بس بقى يابني وافهم ان المهمة دلوقتي بقت على المستشفى كلها
فتح مازن فمه ليجادله مرة اخرى ولكن أوقفه طرق الباب وأحد الأطباء يهتف من الخارج
يادكتور عصام حالة المړيض بتاع حاډثة امبارح الاستاذ حسين فاق من البنج !
في شقة علاء التي اقتحمتها شروق هاتفة بصوتها العالي
خرجت سميرة مجفلة من المطبخ وبيدها كوب زجاجي ممتلئ بإحدى المشروبات الساخنة
مالك يابت بتزعقي كدة ليه
ردت شروق بلهفة وهي تتجه نحو غرفة نوم المرأة وخلفها فجر ايضا
حسين فاق ياماما حسين فاق
حينما فتح الباب فجأة وجدوا زهيرة واقفة بوسط الغرفة وهي مستندة بجسدها الضعيف على ذراعي عمتهم فوزية متسمرة بوجه رخامي وكأن سماعها للخبر من خارج الغرفة اصابها بالتخشب كررت شروق على مسامعها بهدوء
هطلت دماعتها بغير تصديق وهي تنقل عيناها نحو فجر تلمتمس الصدق منها فرددت هي أيضا بتأكيد
صدقيها ياخالتي زهيرة علاء اتصل بينا دلوقتي حالا وبشرنا وقال لنا نيجي كمان نبشرك عشان مستنيكي تيجي مع والدتي على هناك هاتقدري تيجي تروحي تشوفيه ياخالتي
لم تستطع النطق سوى انها فتحت ذراعيها لتستقبلهم بعناقها ودموع الفرح انطلقت منها بشهقات ومنهن أيضا داخل أحضانها مسحت فوزية بإبهامها الدمعات التي سقطت متأثرة ببكائهن أما سميرة القوية دائما فكانت تكرر بكلمات الحمد مترافقة ايضا بسقوط دموع عزيزة قلما تخرج منها
قبله فوق رأسه الجريحة وواحدة أخرى فوق جبينه استمرت للحظات قبل ان يقبل كفه ايضا وصوته الأجش خارج بصعوبة من فرط مشاعره نحو ابن قلبه الذي نجا واستفاق اخيرا
حمد الله على سلامتك ياحبيبي الف الف حمد الله على سلامتك
اومأ له بعيناه ورد بصوت بالكاد خارج منه
الله يسلمك ياوالدي
ردد خلفه بصوت خرج بارتعاش
ياحبيبي وحشني صوتك قوي يانور عيني ربنا مايحرمني منك يارب
صدر صوت عصام من خلفه
كفاية بقى ياعم أدهم عشان مانتعبوش اكتر من كدة
رفع رأسه يرد عليه
يعني ما ينفعش افضل دقيقتين كمان معاه
جاء
الرد من علاء والذي كان واقف من البداية متكتفا باستمتاع وهو يراقب ادهم المصري الرجل المهيب والمشهور بقوته وهو الان في اضعف حالاته بجوار شقيقه الذي استفاق اخيرا بمعجزة
ماخلاص بقا ياوالدي مش عايزين نبقى طماعين كفاية اننا اطمنا عليه
تحرك ادهم مضطرا يقبل كف ابنه مرة أخرى قبل ان يبتعد عنه
عندكم حق انا مش عايز ابقى طماع و كفاية عليا انه فاق للدنيا والباقي بعد كدة يجي بالصبر الف حمد ليك يارب الف حمد
نظر علاء نحو أخيه قبل أن يخرج معهم فهمس اليه باسم حودة اومأ له بتوتر يرجوا الا يكشف كذبته
كويس ياخويا اطمن كويس ان شاء الله
هم ليتهرب ولكنه همس بإسمها هذه المرة فأشرق وجه علاء ليطمئنه بابتسامة اعادت الډماء الى وجهه
اتصلت بيها ياعم وزمانها جاية في السكة مع فجر وابوها دي فرحتها بسلامتك ماتتوصفش
بعد ان خرج الثلاثة من غرفته تنهد علاء ارتياحا ومعه والده الذي لم يكف لسانه عن الحمد أجفلهم عصام قائلا
طب ياجماعة
متابعة القراءة