عينكي وطني بقلم امل نصر
المحتويات
بس ماتمليني أي رقم تعرفيه وخلصيني بقى
انتبهت فجأة تجيب الفتاة وقد هداها تفكيرها بمن تتصل بها
طب اتملي الرقم اللي هقولك دلوقتي!
في المسجد الصغير والملحق بالمشفى الكبير كان جالسا مربعا اقدامه فمه لا يكف عن التمتمة بالأدعية والأذكار والمسبحة العقيق بيده وكأنه انفصل عن العالم لصالح قضيته الأساسية وهي استجابة الخالق لدعواته بشفاء ابن قلبه حسين
وبعدين يا أدهم هانفضل هنا لحد أمتى دي الدنيا ليلت علينا
رفع إليه عيناه المضطربة يرد بكلمات بالكاد تسمع
روح انت ياشاكر انا مش متعتع من هنا غير لما ربنا يستجيب لدعايا وابني يفتح عنينه
رد شاكر بغير تصديق
ياابو علاء ماينفعش كلامك ده تعالى روح معايا ريح جتتك عشان تقدر تقف في الأيام الجاية
مافيش أيام جاية ياشاكر ولا في راحة لجتتي طول ما أبني كدة بين الحيا والمۏت مافيش حاجة هاتريحني غير وانا بقربه وبدعيله مكاني ده
رد شاكر بأسى
طيب لو فرضنا عمال المسجد سمحولك تبات هنا انت نفسك هاتتحمل نومة الأرض
مش لو عرفت اغمض عيني من الأساس دا لو حصل يبقى زادت عليا نومة الأرض
وبداخل المشفى كان علاء يتحدث مع سميرة في الهاتف ليطمئن على صحة والدته وبجواره فجر وشروق التي غلبها التعب وغفت على كتف شقيقتها
وصله الصوت المضطرب
ان شاء الله تبقى كويسة يابني طمن قلبك انت
طب اديهاني اكلمها
ماينفعش ياحبيبي الدكتور اداها حقنة مهدئة وهي نايمة دلوقتي ان شاء الله لما تصحى يارب نسمع خبر حلو عن حسين عشان تقدر تقوم وتيجي بنفسها
يااااارب ياخالتي يارب
طيب ممكن تديني فجر لو قاعدة جمبك ياحبيبي
تناولت فجر منه الهاتف وردت عليها
ايوة ياماما ايه الأخبار
ردت سميرة بصوت خفيض حتى لا يصل سماعه الى علاء
الحمد لله يابنتي بس الست تعبت قوي معايا النهاردة بعد ما مشيتوا وهي تصرخ وعايزة تروح لابنها لحد أما وقعت من طولها ولولا الدكتور عطاها مهدئ ربنا العالم مش بعيد كان راحت فيها لاقدر الله
طب انتي اتصرفتي ازاي دلوقتي
والله يابنتي ماعارفة اقولك ايه عمتك الله يكرمها ساعدت معايا شوية في مراعية الست لكنها فجأة سابتني وخرجت قال في مشوار مهم لناس قرايبها رغم انها ماخدتش بنتها الرغاية معاها!
يعني هاتكون راحت فين يعني هي تعرف حد في البلد غيرنا
خرجت منها بهمس قبل ان تجفلها والدتها سائلة
انتوا مش ناوين ترجعوا بقى دي الساعة داخلة على احداشر
مش عارفة ياماما دلوقتي اصبري كده شوية
بعد ان انهت المكالمة واعطته الهاتف خاطبها هو وقد فهم فحوى كلمات والدتها الاخيرة
على فكرة يافجر خالتي عندها حق انتوا اتأخرتوا فعلا ويدوبك بقى تروحوا ماينفعش قاعدتكم هنا لحد دلوقتي
لم تسمع أي حرف من كلماته فقد كانت مأخوذة بهذا الألم المرتسم على وجهه وهو يدعي الثبات أمامها وامام الجميع دون ان تنطق ببنت شفاه اجفلته فجأة تتناول كف يده الكبيرة تطبق عليها بكفيها الصغيرتين تومئ له بعيناها وصوتها الدافى الحنون
خليك مطمن انه ان شاء الله هايبقى كويس وهايقوم من تاني على رجليه
رغم دهشته من جرأتها وفعلتها الغير متوقعة غمره إحساس الراحة والسعادة المؤقتة رغم صعوبة الموقف وكأنه بهذا التواصل البسيط بينها وبينه قد ضمن شفاء اخيه ونهوضه مرة أخرى على قدميه دون أن يدري اطبقت كفه الحرة على إحدى على كفيها الملتفين حول كف يده الأخرى ليرفعهم اليه ويقبلهم الاثنتان في تعبيره عن امتنانه لها ولدعمها فخرج صوته بصعوبة
انا مش عارف اشكرك ازاي يافجر مجرد
احساسي بقربك جمبي في اللحظة دي خفف عليا كتير قوي وربنا
التمعت عيناها بدموع تحاول جاهدة لمنع سقوطها أمامه فتفقده صموده حتى الان
احم احم مساء الخير
ارتفعت عيناهم الاثنان نحو عصام الذي تهرب بعيناه عنهم في رسالة واضحة لهم أشعرتهم بالحرج وقد استفاقوا اخيرا انهم جالسين في ممر المشفى وعرضة للنظرات الفضولية من البشر حولهم سحبت فجر كفها فجأة بحرج لم يعترض علاء وقد انشغل فورا بالسؤال
ايه الأخبار ياعصام اخويا عامل دلوقتي
رد عصام
خير ان شاء الله بس احنا لازم ننتظر مرور اربعة وعشرين ساعة على ما يفوق
تدخلت فجر
طب هو احنا لازم نصبر اربعة وعشرين ساعة ماينفعش يفوق قبل كدة
رد بتمني
والله ياريت بس دي فترة تقريبة عشان بصراحة لو مافاقش بعد كدة ممكن المدة تطول وماحدش فينا يعرف امتى دا هايحصل بالظبط انا بس بوضحلكم الصورة
تمتمت فجر بالدعاء اما علاء فقد شحب وجهه خوفا ان يحدث هذا استيقظت شروق على اصواتهم ترفع رأسها على قول عصام
انا
متابعة القراءة