روايه ندي محمود توفيق ج 9
المحتويات
_ الفصل الثالث والعشرون _
استدار موليا إياها ظهره وقبل أن يخطو خطوة واحدة استوقفه صوتها وهي تقول
_ على فكرة محصلتش حاجة بينا أنا لسا بنت !!
سمرته الدهشة للحظات طويلة كيف وماذا عن الصور الذي رآها الجميع !! .. الټفت بجسده كاملا لها من جديد وهتف بذهول ملحوظ
_ نعم !!!
ميار بنبرة صادقة واستحياء بسيط
_ أيوة محصلتش حاجة أكتر من اللي في الصور
هيمنت عليه الدهشة لخمس ثوان وهو يحدجها ساكنا تماما وعيناه تطلق تساؤلات كثيرة وعقله يرفض تصديقها ويقنعه بأنها كاذبة وفقط تفعل ذلك حتى تخرج نفسها من الوحل وقد استمع لصوت عقله الذي يردد كاذبة لا تدعها تخدعك فرأت ضحكة مستهزئة تنطلق من بين شفتيه ونظرة وضيعة استقرت بعيناه ثم خرج صوته صلب بجراءة
صدمها رده الصارم غير المتوقع فخجلت وسرعان ما اجفلت نظرها عنه بارتباك ليلقى هو عليها نظرة ساخرة ونافرة ثم يستدير ويتجه نحو فراشه ليتسطح عليه ويسحب الغطاء على جسده فظلت هي واقفة تتطلع إليه وبعيناها تجول بين ارجاء الغرفة تبحث عن مكان لتنام فيه وحين وقع نظرها على الشيء الوحيد الموجود وهو الأريكة فأبت بشدة أن تنام على هذه الأريكة غير المريحة والصغيرة رجعت بنظراتها التائهة له لتراه يبتسم ببرود وعدم مبالاة ويشير بعيناه على الأريكة هاتفا بقسۏة
تشربت إهانته اللاذعة لها بنفس منكسرة ثم انحنت إلى حقيبتها المسنودة على الأرض وفتحتها لتخرج لها ملابس حتى تبدل هذه العبائة التي باتت ټخنقها وذهبت للحمام وبعد دقائق خرجت وهي ترتدي بيجامة منزلية مريحة فوجدته اغمض عيناه ويبدو أنه انخرط في النوم .. توجهت نحو الأريكة ومددت جسدها عليها مغمضة عيناها محاولة النوم بعد كل ما مرت به منذ الأمس حتى الآن !! .........
في صباح اليوم التالي .....
ترجلت يسر من سيارتها التي اشتراها لها أبيها حديثا وقادت خطواتها نحو ذلك المقهى الصغير وبعدما عبرت الباب وقفت تتنقل بنظرها بين الجالسين باحثة عن أحدهم فابتسمت فورا بعذوبة حين رأتها تلوح لها بيدها فتحركت إليها وسحبت المقعد المقابل لها وجلست قائلة باعتذار لطيف
_ لا أنا يدوب جاية من عشر دقايق .. احكيلي بقى حصل إيه
قالت جملتها الأخير بجدية تامة وفضول لتطلق يسر تنهيدة طويلة وتقول بمرارة
_ طلقني
اطالت ريم النظر في عيناها بوجه عابس ومشفق ثم مدت يدها وامسكت بكفها متمتمة في نقم على ذلك الحسن
_ ده الافضل ليكي يايسر إنتي مخدتيش منه حاجة غير ۏجع القلب هو مستاهلكيش ولا يستاهل حبك ليه وحتى حزنك عليه ميستهلهوش
غامت عينان يسر بالعبارات وقالت بصوت مبحوح
_ اللي واجعني ياريم إنه كان كاره ابنه لمجرد إنه مني .. أنا كنت عارفة إنه بيكرهني بس متوقعتش للدرجة دي ده كان بيقولي هسقطك أنا لو منزلتهوش
_ وهو كان ميستهلهوش أصلا الطفل ده ده واحد حيوان معندهوش قلب أنا مش فاهمة إزاي حبيته لا وبعد ده كله لسا بتحبيه
فرت دمعة حارة من عيناها .. تكره قلبها الذي يرفض الاستماع لها ويصر على هذا العشق الذي أمات الكثير في داخلها .. هي ترغب في بغضه أكثر منهم ولكنها لا تستطيع تتمنى أن تتحرر من تعويذته وتحلق حرة في السماء وتتزوج من رجل آخر يستحقها ويستحق حبها له ويكون تماما كما تود ولكن ليس بسلطان على القلب !! .
يسر بأعين دامعة ونبرة يائسة
_ حاولت كتير ياريم اطلعه من قلبي معرفتش وعارفة إنه ميستهلش ذرة من الحب ده
_ هتكرهيه يايسر أنا متأكدة وإياكي تسمحيله يتلاعب بمشاعرك تاني لو حاول يرجعلك اقنعي نفسك إنك بتكرهيه ومع الوقت هتكرهيه بالفعل صدقيني
مدت يسر اناملها وجففت دموعها متمتمة ساخرة ونظرة حازمة لا تحمل المزح
_ ومين قالك إني هسمحله أصلا .. من هنا ورايح هيشوف يسر مختلفة تماما هخليه في كل لحظة يحتكر نفسه وهعرفه حجمه بجد لإني كنت مدياه قيمة وحجم أكبر من حجمه وهو أساسا نكرة
تأففت ريم بعبوس من هذا الحديث السلبي والمثير للأعصاب فأردفت باهتمام ونبرة حانية
_ طمنيني عليكي إنتي كويسة يعني مش حاسة بأي تعب !
رسمت ابتسامة منطفئة على شفتيها وهمست بهدوء
_ لا متقلقيش الحمدلله كويسة واطمني خطتنا ماشية زي ماهي ومحدش هيعرف حاجة
هزت ريم رأسها بالإيجاب وهي تبادلها الابتسامة وتربت على كفها برفق وحنو كنوع من إبعاث الطمأنينة وبعض المشاعر الإيجابية لنفسها البائسة !! .........
بمكان آخر في مدينة مرسى مطروح تحديدا في إحدى الفنادق الفاخرة قد وصل زين بصحبة زوجته بعد رحلة سفر طويلة قليلا ......
ترجلت ملاذ من السيارة
متابعة القراءة