روايه ندي محمود توفيق ج 9

موقع أيام نيوز


وحابب اثبتلك ندمي
ضحكت باستهزاء قائلة 
_ هي انتهت خلاص مش لسا هننهيها .. إنت طلقتني لو ناسي يعني !! وأنا مش فارق معايا ندمك أو غيره أصلا خلاصة الكلام إنت ذات نفسك كلك متفرقش معايا
اطال النظر في عيناها يحاول البحث عن القليل من العشق المدفون تجاهه ولكنه لم يجد سوى الڠضب والنقم والثبات فابتسم ببعض المرارة ساخرا 

_ يااااه بالسرعة دي قدرتي تكرهيني بعد كل اللي عملتيه عشان توصلي ليا وبعد كلامك إني مش هلاقي حد يحبني قدك !
كانت تعافر نفسها الضعيفة على الظهور أمامه بمظهر القوية ولملمت ما تبقى من شتات قلبها لتجيبه بكل القسۏة والحزم والقوة 
_ مبقتش عايزة احبك خلاص !! كان غلط كبير جدا وإنت أكبر غلط هفضل ندمانة عليه طول حياتي أنا ندمانة على كل ذرة من مشاعري اللي اهدرتها على واحد ميستهلش زيك عايز الصراحة أنا الوحيدة اللي طلعت غبية وساذجة من اللعبة دي مش إنت وللأسف ادركت ده متأخر بس متقلقش كلها كام يوم وهمحيك من كل ذكريات حياتي زي النكرة عشان مش يسر اللي هيكسرها واحد حقېر زيك
ثم تراجعت للوراء واخرجت هاتفها الذي يعلن عن وصول اتصال من أحدهم ثم يسمعها تجيب عليه وهي تغادر المكتب 
_ الو يا راسل أنا نازلة أهو !
كور قبضة يده بقوة وهو يجز على أسنانه هامسا بأعين حمراء كالدم 
_ امممممم راسل !!!!!
فتح علاء باب المنزل ودخل ليجد أمه تسرع إليه قائلة بانفعال 
_ برن عليك إنت وابوك محدش بيرد عليا ليه !!
اجابها مستغربا من انفعالها 
_ كنت في اجتماع ياماما وبابا كان معايا أنا جاي آخد حاجة وماشي تاني في إيه متعصبة كدا ليه !
_ ميار مش قاعدة في البيت قلبت عليها البيت كله ملهاش أثر !
............ 
_ الفصل الخامس والعشرون _
وفي ظرف لحظة واحدة تحول علاء من الهدوء إلى الجنون حيث اظلمت عيناه واصبح لونهم مريب لتسمعه امه يهتف بعدم استيعاب امتزج بشيء من السخرية 
_ مش موجودة !!! امال راحت فين !
_ معرفش انا دخلت عليها الاوضة ملقتهاش وفضلت ادور عليها في البيت وبرضوا مش قاعدة
استنشق الهواء محاولا السيطرة على جموحه ثم دخل واخرج هاتفه يجري اتصال بها ولكن دون إجابة وهنا فقد ذمام انفعاله حيث صاح بعصبية 
_ أنا نبهت عليها إن خروج مفيش بس شكلها مصممة تطلع اسوء ما فيا ماشي ياميار أما وريتك عقاپ كسر كلامي مبقاش أنا علاء
اقتربت منه أمه ترتب على كتفه بلطف لتهدأ قليلا من سخطه وتهمس بنبرة قلقة 
_ اهدى ياحبيبي وخلينا نشوف راحت فين لما ترجع متستهلش تعصب نفسك عشانها
مسح على وجهه وهو يترنح من شدة الانفعال ويتوعد لها بعقاپ لم تشهده طوال حياتها !! .....
كان زين يجلس في شرفة الغرفة وبيده كوب الشاي الصباحي الخاص به يتطلع إلى منظر البحر أمامه والنسمات الباردة تلفحه مع اشعة الشمس الدافئة تمنحه المزيد من الدفء والاستمتاع ولكنه شعر بها تستند بيدها على كتفه وتنحني إلى أذنه هامسة بعبث 
_ زين هو أنا جيت معاك هنا ليه !
الټفت برأسه لها وطالعها بشيء من الدهشة قائلا بعدم فهم 
_ مش فاهم قصدك إيه 
قبضت على يده وانهضته ثم جذبته للداخل واغلقت باب الشرفة قائلة بعبوس وخنق 
_ أنا جهزتلك هدومك وأنا هدخل الحمام البس عشان نخرج وتفسحني أنا زهقت وعايزة اخرج
_ دي اوامر يعني !!
اماءت له برأسها في احتجاج فهتف هو باسما بلؤم 
_ طيب ولو قولت لا !
_ هقولك عشان خاطر ملاذك !!
_ طيب روحي البسي يلا
تراجعت للخلف ثم استدارت واتجهت نحو الحمام وهي تضحك بصوت مكتوم وبعد دقائق ليست بطويلة خرجت وهي ترتدي ملابسها الفضفاضة كعادتها وكان هو قد انتهي ويجلس بانتظارها ولكنه كان شارد الذهن يحملق في السقف بتفكير فتسللت له وجلست بجواره ثم نكزته بكتفها في كتفه هامسة بابتسامة عريضة 
_ شششش سرحان في إيه !!
انتبه لها وقال بالنفي في نبرة عادية 
_ لا ولا حاجة .. خلصتي 
_ اممممم
_ طيب حابة تروحي فين 
رفعت كتفيها لأعلى بجهل وقالت في رقة 
_ أنا معرفش حاجة هنا فوديني إنت أي مكان على ذوقك .. إنت عارف أنا نفسي في إيه بس الحقيقة اخاڤ ما اقولك
طالعها بأعين متسائلة وبحيرة لتستكمل هي في تردد ونظرات بها بعض الخۏف من ردة فعله 
_ نفسي انزل البحر واعوم !
رفع حاجبه مستنكرا طلبها ليجيبها بابتسامة صارمة قليلا 
_ هنا لا أكيد لإننا مش هنكون وحدنا
هزت رأسها بالتفهم والموافقة في وجه يائس وعابس ليضحك ويلف ذراعه حول خصرها متمتما في حب 
_ طيب ولو قولتلك هوديكي مكان احلى من البحر !
اشرق وجهها بسعادة غامرة وقالت بحماس 
_ فين 
زم شفتيه بابتسامة جذابة وهو يكمل همسه اللطيف 
_ هو مش هنا
 

تم نسخ الرابط