روايه ندي محمود توفيق ج 9

موقع أيام نيوز


نظراتها ليقول باقتضاب 
_ طيب خلاص ياشفق روحي بس هتروحوا فين وامتى 
تهللت اساريرها وقالت بحماس وفرحة 
_ دلوقتي هلبس وهنروح في أي كافتيريا نقعد شوية
_ طيب يلا اجهزي لغاية ما البس عشان اوصلك ولما تخلصوا رني عليا عشان اجي اخدك
أماءت برأسها عدة مرات وهي تفشل في اخفاء سعادتها ليكمل هو مبتسما بمداعبة 

_ مع إني بقيت بتشائم من صحبتك دي من ساعة ماقولتيلي نروح خطوبتها وشوفتي حصل إيه يومها
قهقهت بخفة وقالت في نعومة 
_ لا متقولش كدا دي نهلة عسل وبالعكس دي وشها حلو عليا دايما لما باخدها معايا في أي مكان
_ ربنا يستر !
قالها مستنكرا وهو يضحك ثم استدار وذهب ناحية الخزانة ليخرج ملابسه ويبدأ في الاستعداد وهي كذلك اخذت ملابسها وذهبت لترتدي في الحمام .........
فتحت المساعدة الخاصة به الباب وقالت في رسمية تامة 
_ الملفات اللي محتاجة مراجعة يسر هانم تحب اوديها ليها ياحسن بيه
قال بإيجاز وهو منشغل بالعمل الذي أمامه 
_ آه وديهم ليها وقوليلها تخلصهم بسرعة
استدارت الفتاة وكانت على وشك الرحيل لولا صوته وهو يوقفها هاتفا 
_ استني ياميرنا !
احس بأنه يريد رؤيته ومحادثتها ولا يريد الاعتراف في قرارة نفسه أن بات يشتاق لها ففكر في أن يأخذ هو لها الملفات متحججا لها بهم وفي نفس ذات اللحظة تكون حجة لنفسه العنيدة التي تأبي الخضوع .
استقام وتحرك ناحيتها وأخذ من يدها الملفات متشدقا بحزم 
_ أنا هوديهم ليها روحي إنتي على شغلك خلاص
أماءت له بالموافقة وانصرفت فورا ليغادر هو الآخر متجها إلى مكتبها وحين فتح الباب ودخل كان فارغا ولكنه رأى اشيائها على سطح المكتب ففهم أنها ذهبت لمكان ما سريعا وستعود .. اغلق الباب وجلس على الأريكة بإرياحية منتظرا إياها وطال انتظاره لدقائق طويلة حتى وجدها تفتح الباب وتدخل وهي تتحدث في الهاتف وتضحك تسمرت بأرضها حين وقع نظرها عليه ولجمتها الدهشة لثواني فقط ثم تصنعت عدم المبالاة بأمره وأكملت حديثها الهاتفي مع ابن خالتها راسل متعمدة الضحك والتحدث بحرية بعدما فهمت في الأيام القليلة الماضية ضيقه وغضبه كلما يراها معه .
رآها وهي تجلس على مقعد مكتبها وتتحدث مع من في الهاتف بعفوية بالغة والذي من الواضح أنه رجل وفي ظرف لحظة تحول لجمرة نيران ملتهبة حين سمعها تنطق اسمه غليت دمائه في عروقه وحدجها بابتسامة مزيفة تضمر خلفها بركان تطفو حممه على وجهه فاشاح بوجهه عنها للجانب وهمس لنفسه وهو يحك ذقنه بنبرة متأججة بنيران الغيرة 
_ لا أنا مش هتعصب .. أنا هادي خالص أهو !
كانت تختلس النظرات له في تشفي وغل وتزيد من ضحكها وحديثها ليعود هو بنظره لها ويرمقها بأعين ملتهبة ومغتاظة يجاهد بكل ما لديه من ثبات انفعالي حتى يبقى هادئا ولا يفقد صوابه .. ولكنه فقد كل ما لديه ثبات حين سمعها تقول بصدق لا والله ربنا يعلم ياراسل أنا بعزك إزاي .. ربنا يخليك ليا 
مسح حسن على وجهه هامسا وهو يصر على اسنانه 
_ لا مش هقدر لغاية كدا وكفاية
استقام واقفا واندفع نحوها يجذب من يدها الهاتف وينهي الاتصال هاتفا بصرامة ونبرة قوية 
_ عرفنا إننا يعتبر اطلقنا بس احترمي وجودي مش كدا هاااا
ضحكت ساخرة وهبت واقفة تقول بسخط 
_ ياريت حد غيرك يتكلم عن الاحترام ثم إن أنت مالك وإيه اللي جايبك أصلا مكتبي
_ يسر بلاش الطريقة المستفزة دي عشان أنا على أخرى أساسا
صړخت بصوتها المرتفع وهي في ذروة انفعالها 
_ اتكلم بالطريقة اللي عايزها إنت ملكش دعوة بيا فاهم ولا لا ملكش دعوة بيا ياحسن .. تحب اقول كمان ولا كفاية اطلع من حياتي نهائي ومش عايزة اشوف وشك حتى أنا بقيت لما بشوفك معدتي بتقلب وبحس نفسي عايزة اخنقك بأيديا .. كفاية بقى أنا قرفت منك وبقرف من نفسي وجسمي كل ما افتكر إنك لمستني
توقفت عن الكلمات تأخذ نفسا عميقا ثم عادت تكمل بنظرات قوية تخفي خلفها مشاعر العشق الكامنة في أعماقها وهي تشير بسبابتها على الباب 
_ اطلع برا ياحسن
 _ النهردا عيونك فضحتك وكشفت كدبك واللي شايفه دلوقتي حاجة واحدة وهي إنك لسا بتعشقيني يايسر
ثم انتصب في وقفته والقى بالملفات على سطح المكتب في عڼف واستدار مغادرا تاركا إياها متصلبة بأرضها تحدق على آثاره بغيظ وحړقة فامسكت بكوب الماء والقت به على الباب ليتناثر إلى أجزاء متفرقة على الأرض .. جلست على مقعدها من جديد هامسة لنفسها متوعدة وبنظرة متقدة 
_ مسيري هكرهك متقلقش !!
كان اسلام يجلس بحديقة المطعم الخارجية على أحد المقاعد يحتسي كوب الشاي الصباحي الخاص به وعقله شارد بها .. بات
 

تم نسخ الرابط