روايه ندي محمود توفيق ج 9

موقع أيام نيوز


ياكوكو
لمعت عيناه بشرارات الڠضب عند نطقها لذلك الاسم الذي يستفزه ومد يده يطفأ الضوء عنادا بها ويهتف محاولا كتم غيظه 
_ نامي ياشفق
_ خلاص متتضايقش مش هقوله تاني افتح النور بقى بالله عليك والله خاېفة
_ لا ونامي يلا !!
_ ياكرم بقولك خاېفة حرام عليك ههون عليك تخليني أنام وأنا وخاېفة
قال ببرود يتصنع عدم المبالاة بأمرها 

_ مټخافيش أنا جمبك مش هتطلعلك عفاريت يعني
زمت شفتيها بحزن وابتعدت عنه وهي توليه أيضا ظهرها قائلة بلؤم متصنعة الضيق لعلمها جيدا بطرق التأثير عليه وجعله يذعن لرغبتها 
_ ماشي ياكرم شكرا !
مرت لحظات قليلة حتى اضاءت الغرفة بالنور فابتسمت باتساع وسمعته يهمس مغلوبا على أمره 
_ عارف إنك بتستغلي نقطة إني مش بحب ازعلك وللأسف بسمحلك تستغليني وبضعف قدامك
التفتت له بجسده كاملا تقول بسعادة غامرة ومداعبة 
_ عشان إنت كيوت وكوكو !!
_ تاني !!!
كتمت فمها بيدها تقول بضحكة على وشك الانفجار 
_ أهو مش هتكلم خالص .. تصبح على خير
أجابها بنظرة حانية ورقيقة 
_ وإنتي من أهله
ثم عادت توليه ظهرهها وتغمض عيناها وهي لا تتحكم في ابتسامتها التي لا تريد الاختفاء !! ........
مع إشراقة شمس يوم جديد وسط سماء ملبدة بالغيوم والنسائم الباردة تلفح وجهه كان يقف أمام الزجاج الشفاف في مكتبه الخاص بمقر شركة العمايري يحدق في اللاشيء أمامه بفراغ ! .
شعور السعادة والراحة ينتابه كلما يتذكر بأنه تخلص من البلاء الذي سقط فوق رأسه دون أي أنذار أو تخطيط .. بدأت بمشاجرات كلامية بينهم ومد وجذر طبيعي بين امرأة عاشقة قوية وبين رجل يبغضها بشدة .. تطورت الأحداث حتى ظهر في نصف الحكاية صور وتسجيلات قلبت الموازين جعلته ينصاع خلف أفكار عقله المتهورة وانتهي بهم المطاف زوجة وزوجة !! .. وليلة مشؤومة تسببت في طلاقهم بالأخير !!! .
ولكنه مع الأسف يعجز عن تجاهل الصوت الذي لا يصمت بداخله ويخبره باستمرار أن رغم السعادة فهناك قطعة ناقصة تجعل السعادة لديه لا تصل لذروتها ! ماهو ذلك الشيء ولما يمنعه من الراحة ! لا يعرف ! ......
وقع نظره بتلقائية على السيارة التي توقفت بالأسفل وترجل منها شاب يبدو أنه يسبقه في العمر بسنوات قليلة دقق النظر
به جيدا محاولا التعرف على وجهه المألوف ففشل عقله في استحضار اسمه أو هويته .. اتسعت عدسة عيناه باستغراب حين رآها تخرج من الجانب الآخر للسيارة وهي ترتدي بنطال أسود أعلاه بلوزة جميلة طويلة من اللون الأبيض تصل إلى أعلى ركبتيها وحجابها يأخذ لونا بنيا فاتحا .. تابعها بترقب وهي تقترب وتقف تتحدث مع ذلك الرجل بانفتاح دون رسمية فرفع حاجبه مستنكرا بنظرات ثاقبة وبينما هو منشغل بمتابعتهم دخلت مساعدته واقتربت من المكتب ووضعت عليه أوراق خاصة بالعمل وهمت بالرحيل لولا صوته الأجش وهو يقول 
_ ميرنا تعالى
تحىكت نحوه دون سؤال ووقفت بجانبه تلقي بنظرها إلى ماينظر له باهتمام حتى أكمل هو طرح اسئلة قائلا بصوت رجولي 
_ هي يسر رجعت إمتى الشركة !
ميرنا بنبرة رسمية بعض الشيء 
_ إمبارح .. هو حضرتك متعرفش !
رفع نظره أخيرا عنهم ونظر للواقفة بجانبه يبتسم بريبة متمتما 
_ وهو أنا لو عارف هسألك ليه
تذكرت بأنه لم يأتي لمقر الشركة البارحة فهزت رأسها بتفهم وعادت تنظر مجددا حين رأته يعود ينظره لهم وبعد دقيقة بضبط هتف يسألها للمرة الثالثة وهو لا يزيح بنظره 
_ تعرفي مين ده اللي واقفة معاه !
حركت رأسها نحوه وقالت مندهشة 
_ حضرتك متعرفهوش بجد !
صر على أسنانه مغتاظا وهتف بنفاذ صبر 
_ ميرنا !!!!
_ أنا آسفة !
قالتها پخوف وارتباك بسيط ثم اكلمت تجيب على سؤاله ببساطة بالغة 
_ ده راسل ابن جمال بيه وصل إمبارح من أمريكا تقريبا جاي ياخد أجازة وراجع تاني عشان الشغل في شركة طاهر بيه زي ما حضرتك عارف
_ اممممم راسل .. هو ده بقى راسل !! .. طيب ياميرنا خلاص تقدري تتفضلي
اماءت له بالموافقة واستدارت مغادرة امتثالا لأوامره أما هو فوضع كلتا قبضتيه في جيبي بنطاله وعيناه معلقة عليهم وعلى حديثهم الذي زاد عن حده فاظلمت عيناه حين رآها تضحك بقوة في ضحكة حقيقية ليست متكلفة أو عادية .. سأل في قرارة نفسه على ماذا تضحك هذه !! .........
خرجت ملاذ من الحمام على أثر سماعها لصوت رنين هاتفها .. التقطت الهاتف وحدقت بشاشته فوجدته رقم مجهول فتحت الاتصال ووضعته على أذنها تجيب برسمية 
_ الو مين 
_ ازيك ياملاذ
لن يتركها وشأنها كما توقعت وبالظبط غليت دمائها في عروقها وصاحت به پعنف وما ساعدها على التحدث بحرية هو عدم وجود زين الذي خرج لعمل ما سريع وسيعود 
_ عايز إيه يازفت إنت !! .. ابعد عني يا أحمد ومتحاولش تتواصل معايا تاني وإلا صدقني هقول لزين وهو هيتصرف معاك بطريقته
تجاهل ټهديدها وانفعالها وهتف بوقاحة
 

تم نسخ الرابط