روايه جديده وكامله بقلم فاطيما

موقع أيام نيوز

من ساعه إنتي كمان ما اتحولتي وبقيتي مش فاضيه لنا وفرقتينا واذا كنت انا اټدمرت ووصلت للمرحلة اللي إنتي بتتكلمي عنها دي فيبقى بفضلك انتي يا ماما .
جحظت عينيها ولمعت بالدموع وهدرت بها وهي تشير بكلتا يديها بتعجب
ليه انا عملت ايه علشان تقولي الكلام ده
ابوكم هو السبب هو اللي عمل فينا كده هو اللي دمرني وهو اللي جنى عليا وهو اللي خاني وجرحني وفي الآخر بتلومي علي انا
إن انا اللي ډمرت البيت ووصلتك للمرحلة المنحطة دي !
جلست سما بإهمال على تختها وتحدثت بقسۏة
ايوه إنتي وما فيش غيرك السبب في اللي وصلنا له ده 
وتابعت بنفس القسۏة
ما هو طلقها وجالك واعتذر بدل المره 20 وإنتي راندا هانم اللي ما ينفعش تتنازل .
أمسكتها من تلابيب ملابسها ونطقت بحسرة
بقي بتجيبي اللوم عليا أنا ! بعد ماضيعتي عمري وشبابي وجمالي عليكم 
بعد ماكنت ليكم الأب والأم والكل وهو هناك بيتنعم في حضڼ واحدة وعايش حياته عادي وأنا هنا الدادة إللي بتربي العيال .
رفعت حاجبيها وتحدثت بنفس القسۏة 
بس في الأخر عملتي زي إللي فضلت تطبخ لولادها أحسن أكل وتعبت طول النهار وجت علي أخر اليوم قبل مايكلوا حړقت الأكل وبقي ولا له طعم ولا لون ولا ريحة وفي الأخر تعبها راح ولا هي اتهنت بيه ولا ولادها إللي كانو طول اليوم بيضحكوا وبيلعبوا وكل شوية يشاغبوها أكلوا وناموا جعانين .
اتسع بؤبؤ عينيها وردت بدهشة
بقي أنا كدة ياسما !
ردت بهدوء 
أيون ياماما كدة وأكتر من كدة كمان أنا بقيت مش لاقياكي ولا لاقية بابا اللي عمل كل

اللي في وسعه علشان ميسبناش وخلي بالك مش أنا لوحدي اللي ضعت مهاب كمان دخل طريق الضياع اللي أي حد بيدخل فيه مبيطلعش إلا وهو علي نقالة .
تتوالى الصدمات على قلبها كالرياح التي سكنت مدة طويلة وبدون سابق انذار هبت واقتلعت في طريقها أشد الجبال الراسخة 
وهتفت بعدم تصديق
إنتي بتقولي ايه ! مهاب ماله 
اهتز فكها بسخرية وأجابتها بنفس القسۏة ولم ترعى حالها الذي تنشق له القلوب
مهاب بقى سهر وشرب مخډرات وكباريهات يوميا وبيرجع نص الليل وانتي نايمة ومصدقاه وهو بيقول لك إنه جه بدري ومبتابعيش وراه .
لم تصدقها وصڤعتها علي وجنتيها الأخري مرددة باستنكار
إنتي كدابة مهاب لايمكن يعمل كدة أبدا!
مهاب متربي إنتي بتفتري عليه علشان تداري علي عملتك السودا.
الأن تبدل وجه البنت القاسېة التي رسمته ببراعة على وجهها وكشفت وجه الطفلة البريئة التي دنستها قسۏة الحياة بعدما كانت مدللة أبيها وأمها ورددت باڼهيار
أنا عمري ماكنت كذابة ياماما بس بقيت كذابه أنا مبقتش سما الطفلة البريئة إللي إنتي خلفتيها وربتيها 
انا بقيت مشوهه من جوه ومن بره واټدمرت وحياتي القديمة الجميلة اندفنت ومش هعرف ارجع لها تاني .
مسحت راندا دموع عينيها بحدة ونظرت اليها بأعين دامية وهي تحاوطها من كتفيها ورددت بحيره
ليه كده يا سما ليه عملتي فينا وفي نفسك كده
واسترسلت بتساؤل مغلف بنفس الحيرة
ليه عملتي لي حظر انطقي 
أجابتها باستفاضة وهي تجلس على التخت بإهمال وتضع وجهها بين كفيها
ومش بس إنتي يا ماما اللي عملت لك حظر انا عملت لجدو ولتيتي ولخالو ولخالتو ولمهاب ولبابا وكله مفكر ان انا قفلت صفحتي علشان خاطر حالتي النفسيه بسبب اللي حصل لنا 
لكن أنا خدعت الكل .
وضعت رندا يدها على صدرها وهي تحاول ان تهدئ من ضربات قلبها السريعة التي تنتابها كلما استمعت الى كلمات ابنتها البشعة 
وأكملت استفساراتها والتي من الواضح أنها لن تنتهي 
اتعلمتي ده كله من مين وامته 
سما بلا مبالاة
ياه ياماما دي الدنيا إللي حوالينا مسرح كبير اتعلمت منه وإنتي بعيدة عننا وعايشة جوة دوامة الشوبينح وصالونات التجميل والخروج والفسح وبعدتي أووي .
أحست بأن الكون يدور حولها مما علمته عن أبنائها وصارت ټضرب وجهيها كالجهلاء من شدة الصدمة وجلست أرضا وهي تنتحب 
يامرارك ياراندا ومصيبتك إللي وقعت فوق دماغك 
وأكملت نحيبها
ليه يارب يجرالي أنا كدة دونا عن الخلق كلهم!
ليه يكون اللي باقي من عمري كله قهر وۏجع واللي فات عشته أم وأب ودفنتي نفسي سنين في الدوامة وملحقتش نصيبي من الفرح .
جلست سما بجانبها كالقرفصاء تضم ساقيها وتضع رأسها بينهم وهي تنتحب كوالدتها بشدة
كيف ټموت المرأة حية 
قال 
غابرييل غارسيا ماركيز 
رأيت امرأة مېتة يوم أمس وكانت تتنفس مثلنا
ولكن كيف ټموت المرأة وكيف تراها تحتضر 
ټموت إذا فارقت وجهها الابتسامة إذا لم تعد تهتم بجمالها إذا لم تتمسك بأيدي أحد ما بقوة وإن لم تعد تنتظر عناق أحد وإن أعتلت وجهها ابتسامة ساخرة إذا مر عليها حديث الحب نعم هكذا ټموت المرأة !!
نعم ټموت المرأة وهي حية ترزق تعلن الحداد داخلها تعيش مراسم ډفنها لوحدها ثم تنهض ترتب شكلها تمسح الكحل السائل تحت عينيها تعيد وضعه ثم تخرج للعالم واقفة بكامل أناقتها تتنفس وربما مبتسمة
تم نسخ الرابط