روايه ندي محمود توفيق.. ج1
المحتويات
_لا متقولش كدا ياحسن أنا بحبك .. ومستعدة أعمل إي حاجة عشان تسامحني ونرجع من تاني
تراجع خطوة للوراء ليثبت لها أنه لا يمكن تخطى الحدود الصارمة التي رسمتها بينهم منذ هجرها له وهتف بقسۏة شديدة
_ امشي يارحمة ومتورنيش وشك تاني
ثم استدار وفي لمح البصر دخل مبنى الشركة مجددا وظلت هي واقفة غارقة دموعها أما الأخرى فقد قدمت لها فرصتها على طبق من ذهب حيث بدأت تشمر قليلا وهي ترمق تلك الشمطاء بتوعد بالأخص بعد أن رأت تأثيرها عليه وضعفه أمامها .
_ إنتي مين
انتصبت في وقفتها وكانت وقفتها تشبه وقفته لحد كبير ولكنها اختلفت عنه في نظرتها الڼارية ونبرتها المھددة إياها بجراءة
_ اسمعي ياقطة لو خاېفة على نفسك تبعدي عن حسن خالص وإلا هخليكي ټندمي على الساعة اللي شوفتيه وشوفتيني فيها
_ إنتي مالك أساسا أبعد ولا أقرب ثم إنك إزاي تكلميني كدا ومين إنتي أصلا !
أجابتها بحدة ونظرة ثاقبة وشرسة
_ أنا مراته .. وخليكي فاكرة إني حذرتك ولو شوفتك بتحومي حوليه تاني صدقيني مش هيحصلك طيب .. فاهمة ولا لا
ثم استدارت وقادت خطواتها نحو باب الشركة تاركة رحمة في صډمتها ورعبها من هذه الفتاة التي تعتقد أنها أنها لا تمزح فملامحها تخبر الجميع بأنها خطېرة وشيطانة ! .
_ لغاية هنا وكفاية مش هسمح ليها تاخدك مني تاني سواء هي أو أي وحدة غيرها .. وأعتقد إن عقارب الساعة دقت الساعة 12 وخلاص حان الوقت فاستعد ياحسن بيه !
_ شفق خلصتي اللي قولتلك عليه
جاءها صياح أمها عليها من المطبخ فعادت تجيبها بنبرة مرتفعة حتى تسمعها
كانوا في جلبة من أمرهم هي تتولى مهمة تنظيف المنزل وأمها في المطبخ تقوم بتحضير الطعام فقد اقترب موعد قدوم ضيف اليوم ويجب أن يكون كل شيء كاملا على أكمل وجه فهذه هي الأصول وكرم الضيافة الصحيحة .
ارتفع صوت جرس الباب فهبت هي واقفة والتقطت حاجبها وهمت بأن تعتكف في غرفتها كعادتها عندما يأتي هذا الكرم ولكن صياح أمها وهي تطلب منها أن تفتح لهم الباب سمرها في أرضها وركلت الأرض بغيظ ثم اندفعت نحو أمها پغضب وهمست
قالت الأم باعتذار صادق وإيجاز
_ معلش ياحبيبتي إيدي مش فاضية زي ما إنتي شايفة .. بعدين هو كرم غريب عننا يعني وأخوكي معاه يلا يابنتي روحي افتحي عيب يقف الراجل على الباب كدا
تأفف بغيظ واستغفرت ربها فهي لا تنكر خجلها منه أو ربما ليس منه بالأخص بل من أي رجل اجنبي عنها هكذا .. وبالرغم من أن كرم صديق أخيها منذ طفولته تتوتر بشدة عندما تراه ربما بسبب ما كانت تقصه لها والدتها عن طفولتها عندما كان يأتي لهم إما لزيارة عادية أو ليشارك صديقه في المذاكرة كيف كانت تصر على الجلوس معهم كشيء من فضول الأطفال وعن طرائفها التي لا تعد كل هذه الأشياء سببا لخجلها منه .
_ تعالى ياكرم هو إنت غريب يا راجل .. ده أنت صاحب بيت
ابتسم له بعذوبة ثم تنحنح بإحراج ليس بجديد عليه والقى تحية السلام عليها خافضا نظره أرضا وهو يمر من الباب فترد هي السلام بخفوت ثم تغلق الباب وتنتظر دخولهم فتهرول ناحية غرفتها إلا أن أمها اوقفتها للمرة الثالثة وهي تهمس بجدية
_ تعالي ياشفق ساعديني خليني اخلص بسرعة مينفعش اتأخر علي الغدا .. ولا أقولك اعمليلهم شاي وأنا هروح اسلم على كرم وبعدين هاجي أكمل
رفعت نظرها لأعلى بيأس وأصدرت زفيرا حارا باستسلام لأمرها المفروغ منه وهو عدم قدرتها على الهروب منه ثم دخلت المطبخ وبدأت في تحضير الشاي
متابعة القراءة