روايه ندي محمود توفيق.. ج1
الماء كما طلبت فاسرعت
_ الفصل الثالث _
داخل أحد النوادي التي تجمع بين الطبقة المتوسطة والغنية . كانت الأضواء مزعجة بعض الشيء وعلى كل طاولة مجموعة أصدقاء أو عائلة جاءوا لقضاء وقت جماعي وممتع باستثناء طاولة ! .
حيث تجلس فتاة عليها وتقوم بمذاكرة أحد دروسها الجامعية استعدادا لامتحان غدا غير مكترثة لأصوات الثرثرة والأزعاج من حولها وعندما شعرت بالصداع يتمكن منها فقررت أن تنهض وتطلب كوب قهوة لها حتى تكمل آخر درس وترحل قبل تأخر الوقت وبينما هي في طريق عودتها لطاولتها وهي بيدها كوب القهوة وباليد الأخرى هاتفها تتفحصه بتركيز شديد اصطدمت بأحدهم وشهقت بفزع عندما وجدت جزء من القهوة سكب على قميصه الأبيض رفعت نظرها له وقالت باعتذار ونظرة قلقة ومرتبكة من ردة فعله التي ربما تحتمل الڠضب
نظر هو لقميصه الأبيض الذي تلطخ جزء منه بالقهوة وكتم غيظه ثم عاد ينظر لها وقال بنبرة محترمة وبابتسامة راقية
_ ولا يهمك يا آنسة حصل خير
دققت رفيف النظر به جيدا ثم هتفت فورا بعفوية
_ إنت إسلام ابن طنط منى واخو ملاذ
قطب حاجبيه باستغراب لمعرفتها اسمه وعائلته الصغيرة وخرج صوته مستفهما
_ أنا أخت زين .. رفيف
بدا طبيعيا جدا ولم يبدى أي اندهاش فقط مد يده ليصافحها هاتفا بابتسامة عذبة
_ آهااا أهلا وسهلا تشرفت بمعرفتك .. اعذريني لو مش فاكرك
بادلته الابتسامة ولكنها كانت ابتسامة رقيقة وقالت باعتذار جديد
_ لا عادي .. آسفة مرة تاني مخدتش بالي والله هتعمل إيه في القميص
_ في واحد صاحبي جايني دلوقتي هقوله يجبلي قميص معاه
أماءت له بالإيجاب ثم اعتذرت بذوق وانسحبت وهو كذلك قاد خطواته على عكازه إلى طاولته التي كانت على الجانب المقابل لها وأخرج هاتفه يتصل بصديقه ويخبره بأمر القميص .. وبقى لدقائق في انتظاره يحتسي كوب الكاكاو الخاص به وينقل نظره بين الجالسين والمارين وأحيانا يقع نظره عليها وهي مندمجة في استذكار دروسها فتعجب أنه كيف لها أن تدرس في وسط كل هذا الأزعاج ! .
_ إيه ماله قميصك ياباشا !
نظر لرفيف حتى يتأكد أنها لا تراه وقرب رأسه قليلا من صديقه هامسا حتى لا تسمعه
_ البنت اللي هناك دي خبطت فيا بالغلط وقهوتها اتكبت على القميص
نقل نظره إلى ما يشير له بعينه فوقع عيناه عليها وظل للحظات يتفحص ملامح وجهه ثم عاد بنظره مجددا لصديقه وهمس مشاكسا
ضحك بخفة ثم هب واقفا وجذب عكازه والقميص مغمغما
_ هروح أغير القميص في الحمام ولغاية ما آجي اطلب لينا سندوشات أي حاجة لإني جعان وكنت مستنيك
قال مستنكرا ضاحكا
_ هو إنت من إمتى مكنتش جعان أصلا إنت 24 ساعة جعان يامعلم
انحنى قليلا وهو يهمس محذرا مانعا ضحكته
_ احنا في مكان عام فمتخليش لساني يغلط بالالفاظ
_ بعد ما أنت قمت هي بصت عليا فأنا ابتسمت وبعديها علطول لمت حاجتها ومشيت شكلها اتكسفت !
نظر اسلام لصديقه بغيظ وهتف پغضب
_ إنت متخلف يابني بتضحكلها ليه .. ماطبيعي تتكسف وتمشي
استمر في ضحكة بينما هو فتأفف وجلس على المقعد واكمل احتساء كوبه الذي تركه ناقصا.
....