روايه ندي محمود توفيق.. ج1

موقع أيام نيوز


أن يكون صريح في بداية الأمر ويتصرف كما ينبغي على الرجال أن تتصرف ولكن بعد عقد قرآنهم تغير كليا معها لدرجة أنها شكت في أمره ومع الأسف لم تكتمل سعادته كثيرا وخاب أمله حين سمع بخبر ۏفاتها قبل حفل زواجهم بأسبوع وكانت أبشع طريقة للمۏت حيث طعنت في فؤاده سکينا لم تتمكن السنة التي مرت من إزالتها .. سکينا ملتهبة بنيران الٹأر لكل نقطة ډم وصړخة وألم وخزي وانكسار وضعف شعرت به وهو لم يكن موجودا معها ليحميها فذهبت ضحېة اغتضاب ۏحشي ! ولم يمر يوم ولم يذورها في قپرها ويطلعها على كل الأخبار الخاصة به كأنها حية تشاركه أحداث يومه ويبشرها بدنو أجل من سرقها منه وقټلها ولا يمل من وعوده لها بأن قريبا جدا سيأتي لقپرها في يوم من الأيام ويخبرها بأنه أخذ بثأرها .. وأن السکينة المغروزة في قلبه أخيرا تمكن من إخراجها ! .

استفاق من شروده على صوت السكرتيرة الخاصة بمكتبه وهي تهتف بمياعة واضعة كوب القهوة أمامه على سطح المكتب 
_ القهوة ياكرم بيه !
تحاشى النظر إليه وتصنع الانشغال بالأوراق التي أمامه هاتفا بصوت رجولي خشن 
_ تمام شكرا ياريم .. زين جه ولا لسا 
أجابت بنبرة انوثية مغرية تحاول بكل الطرق لكي تلفت انتباه هذا الخجول لها الذي لا يمكن لامرأة أن ترفض نظرة من عيناه الرمادية الطيبة رجل كهذا يمثل فتى أحلام الفتيات كيف لأنثى مهما كانت أن ټقاومه 
_ جه يافندم
لا يمكن مرور الأمر بهذه اللطافة منه فهناك البعض يتطلب أن يخلع رداء اللطافة والرقة واللين أمامهم ويظهر لهم عن حقيقته العصبية والمرعبة فرفع نظره لها بشراسة وهتف بصرامة اربكتها 
_ اتفضلي على شغلك يا أنسة وخليكي فاكرة إن هنا مكان شغل هااا ميغركيش وشي عشان لو شفتيه على حقيقته هتكرهيني بجد
انتصبت في وقفتها والتفتت وغادرت بتوتر وخوف هامسة لنفسها باستنكار وخنق 
_ يعني هو لا منك ولا من أخوك الشيخ واحد مبيرفعش عينه في واحدة اكمنه بيتكسف والتاني ناقص يلبسنا كلنا خمارات ويقلب الشركة مركز تحفيظ قرآن
زين 
مفهوم العشق بالنسبة له يتمثل في الأخلاص الخالي من الغدر والخداع وبالرغم من كل شيء فهو يرى المرأة جوهرة يجب أن تعامل كما تستحق فقسۏة الرجال لا تظهر على النساء بل على الأعداء .
زين الأبن الأكبر من بين اشقائه الثلاثة حيث بلغ بداية عقده الرابع 30 عام من شهور الذي يقضى أيامه يروتينية مملة على عكس أشقائه .. ما بين العمل والمواظبة على الصلاة في المسجد وقراءة القرآن الكريم يوميا وسط محاولات والدته أن يتزوج ولكنه يرفض بحجة أنه لا يريد فتاة من فتيات هذه الأيام ويريدها على خلق ودين واحترام حتى يسلم لها نفسه واسمه على طبق من ذهب ويكون واثق أنها ستحافظ عليها ! .
ولكن هل هناك انسان لم يرتكب ذنوب في حياته ! وهو أيضا لديه جانبه الأسود وربما من الأفضل أن تبقى بعض القصص ناقصة إلى بعد حين ! .
جذب انتباهه دخول شقيقه وهو يقول بجدية 
_ إيه يازين اتأخرت كدا ليه النهردا أنا طلعت قبلك الصبح وقولت إنت هتاجي ورايا !
أجابه بصوت منهك وضعيف 
_ أنا مكنتش هاجي أساسا يا كرم من امبارح بليل تعبان بس قولت هقعد في البيت أعمل إيه .. الحمدلله دلوقتي بقيت أحسن
اقترب وجلس على المقعد المقابل له وهو يهتف بضيق 
_ ولسا بليل كمان هو يوم مش فايت أساسا !
_ يعني هي أول مرة ياكرم ماهو من حياة بابا الله يرحمه كنا متعودين إننا في عيد الفطر بنعزم العيلة كلها واللي أخرها المرة دي المشاكل اللي كانت حاصلة
هتف مخټنقا بنفاذ صبر 
_ الواحد النهردا ملوش خلق لأي حاجة مش أنه يقعد مع العيلة اصلا
لم يجيبه بل كان صامتا يحدق في اللاشيء بشرود فيغمغم كرم بحدة ممزوجة بالاشفاق 
_ كفاية يازين الموضوع ده عدى عليه عشر سنين وإنت لسا زي ما إنت مش قادر تنساه
نظر له وقال بصرامة شديدة وإصرار 
_ لأن ضميري مش مرتاح ومش هيرتاح غير لما أكفر عن ذنبي ..
 

تم نسخ الرابط