روايه ندي محمود توفيق.. ج1
المحتويات
أم أصابها مكروه .. وعندما دقق النظر بها جيدا هتف بذهول
_ أنسة شفق !!
رفعت نظرها له فأصابتها الدهشة الممزوجة بالخجل والتوتر وكأن دلو ماء بارد سكب عليها تحاملت على نفسها ووقفت على قدمها هاتفة وهي تطرق أرضا موضحة له ذهولها بمقابلتها له أيضا
_ أستاذ كرم !
هتف بقلق حقيقي دون أن يكون في نبرته أو نظرته إى خجل على عادته
أجابت مسرعة بارتباك واستحياء
_ لا لا مستشفى إيه ملوش لزمة أنا بس عشان اټخضيت فوقعت .. الحمدلله ربنا لطف وكمان أنا اللي غلطانة مبصيتش على الطريق قبل ما أعدي
_ متأكدة إنك كويسة !!
أماءت له بابتسامة متوترة أما هو فعاد لطبيعته المعتادة حيث أجاب بخفوت ونبرة مؤدبة
غمغمت باعتراض بسيط بعد أن ازداد الامر سوءا بالنسبة لها
_ أنا كويسة والله هاخد تاكسي وهروح دلوقتي
رسم ابتسامة بسيطة على شفتيه وقال بشيء من الحدة واللين دون أن تكون نظراته على وجهها ثابتة
_ تاكسي إيه في الوقت ده ! .. مينفعش تاخدي تاكسي دلوقتي وحدك وأنا أكيد مس هسيبك تركبي تاكسي .. يلا اتفضلي هوصلك
_ أنا آسف على سؤالي .. بس هو إنتي كنتي بتعملي إيه في الوقت ده والمكان الشبه مقطوع ده !
تعجبت من سؤاله لها واستاءت فهو ليس من حقه أن يسألها شيء كهذا ثم هتفت بشيء من الحزم بعد أن فهمت أنه يشك أنها كانت في مكان ليس جيد أو كانت تقابل أحدهم
ساد الصمت لبرهة من الوقت يحاول فهم ماتقصده حتى فهم فازداد أحراجه وقال معتذرا بخجل
_ أنا مقصدش كدا والله .. وآسف لو ضايقتك !
ربما فهمت سؤاله على هذا النحو وأنه يشك بها لأنها كانت فعلا مع صديقتها بصحبة أحد اصدقائها ولكنها اصطحبتها شبه إجبارا بعد الحاحها الشديد بأن تأتي معها مقنعة إياها أنه حبيبها ولا تستطيع مقابلته بمفردها وأنها تخجل منه كثيرا واختاروا هذا المكان المخيف للتقابل وهي ذهبت معها مغلوبة على أمرها .. وإن عرف أخيها بهذا الأمر سيتخذ قواعد صارمة حيالها ! .
قالتها بنبرة وضيعة ليجيبها هو بنظرات
_ لا البت طلعت جامدة الصراحة .. بس هتاخدي إيه مقابل اللي هتعمليه ليا
تمتمت بغل وحقد ينبعثان من مقلتيها
_ هاخد بس مش هاخد منك إنت .. هاخد منها هي أنا عايزاك تعمل فيها اللي يخلي عمر ميفكرش يبصلها حتى مش يتجوزها
صمت لبرهة وهو يفكر بلؤم ونبرة
_ دي حتة بسكوتة حرام أخدها على الحامي كدا علطول .. خليها واحدة واحدة أصل الحقيقة مش حابب أجرب معاها العڼف علطول كدا
_ أمال عايز تعمل فيها إيه !
تطلع بعيدا وهو تلوح بذهنه أفكار لعينة لهذه الفاتنة ثم عاد بنظره لها وقال بخبث
_ هقولك وهتعملي اللي هقولك عليه بالحرف الواحد
داخل منزل طاهر العمايري بالتحديد في غرفة يسر ...
تمعن ابنة خالتها الكامنة بجوارها النظرات لها بذهول .. فهذه الفتاة حتما فقدت عقلها ماهذا الجنون الذي تفكر به .. هل يعقل أن هناك عشق بهذا الجنون ! كانت دائما تسمع عن أفعال العشاق ولا تصدقها والآن اثبتت لها ابنة خالتها .
ساد الصمت للحظات حتى انفعلت صائحة بها
_ لا يايسر متوصلش بيكي للجنان ده أنا مستحيل اساعدك في حاجة زي
متابعة القراءة