جوازه ابريل ج1 نورهان محسن

موقع أيام نيوز


أنه لا يزال على قيد الحياة.
ألقى باسم رأسه على حافة المقعد وهو يلهث أنفاسه بصعوبة وفمه مفتوح على مصراعيه ويداه وجبهته تقطران عرقا من التوتر الذي هاجم جهازه العصبي وشعر پاختناق شديد.
بقلم نورهان محسن
فى ذات الوقت
عند ابريل
أبطأ يوسف من سرعة السيارة وأوقفها أمام الفيلا ثم أخبرها بصوته المجهد ببرطمة شبه مفهومة وهو يلقي رأسه على حافة المقعد مغمض العينين اخيرا وصلنا انا حرفيا مش قادر افتح عيني .. هلكتيني يا ابريل انتي وصحباتك .. اليوم بحالو ضاع جوا المول .. حرام عليكو

التفتت أبريل نحوه لترد عليه بابتسامة واسعة وعيونها تشع سعادة وهي تلوح بكفيها بحماس يا حبيبي مش علي ما بقيس و بفكر و كمان بصور نفسي بالهدوم و اخد رأي صحابي .. الموضوع محتاج صبر وتأني و دقة في التفكير ولف كتير يا جو .. عشان ممكن الاقي حاجة احلي قدام
نقر يوسف على المقود بأصابعه بضجر ووضع يده الأخرى فوق عضلات صدره البارزة من قميصه الأخضر قصير الكم الذي يتم ارتداؤه عن طريق الرأس بطريقة درامية وهو يدندن بصوت موسيقى هزلى توبة .. ان كنت اخرج معاكي تاني .. توبة .. انسيها مش هتحصل
ضحكت أبريل بسخرية عليه ثم رفعت كتفيها لأعلى وتشدقت بإستغراب محسسني اني هتجوز كل يوم .. دي مرة في العمر وخلاص .. وبعدين مش كفاية انك عمال تنبر طول الطريق وانا ساكتالك .. افصل شوية وانزل شيل الشنط للي ورا دي
قالت جملتها الأخيرة بنبرة آمرة متذمرة مم دفعه إلى النظر حيث أشارت برأسها ثم رد عليها بعدم رضا ممزوج بالدهشة كل التعب دا طول النهار وكمان هتشيليني اخر الليل .. ارحميني يا شيخة .. انتي ايه ها ايه .. اتهدي بقي!!
تمتم العبارة الأخيرة فعبست ملامحها وهتفت بسؤال مذهول واتسعت عيناها بإنشداه اومال مين هيشيل دلوقتي
غطى يوسف فمه وهو يتثاءب من الإرهاق الذى يظهر على ملامحه بشكل واضح وقال بصوت نعسان ماتسيبهم في العربية لحد الصبح .. هو انتي لازم تطلعي الحاجات دي كلها دلوقتي .. خلاص حبكت يعني يا ابريل
أومأت أبريل برأسها مؤكدة وأجابته بعناد وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها ايوه طبعا و ضروري كمان مش هسيب حاجاتي في الشارع
تمتم يوسف بهمس بطء أشبه بالهذيان وهو يقفل جفونه اصبري انتي مستعجلة علي ايه بس! مش هيحصلهم حاجة جوا العربية ابقي خلي عم سعيد يساعدك فيهم الصبح
رمقته ابريل باستياء متبرم ثم هزته بقوة في كتفه حتى استيقظ معها قليلا بينما تخبره بمعارضة لا يا ذكي .. الصبح بروفا الفستان وهبقي مشغولة وريهام هتنزل علي شغلها وهتاخد العربية معاها
نظر إليها يوسف بنصف عين ثم علق بابتسامة يغمرها النعاس لا يا ستي .. من الناحية دي حطي في بطنك بطيخة صيفي .. انا واخد منها العربية بكرا عشان هروح استقبل الفوج الايطالي الصبح وقبل ما اروح هتكوني اخدتي حاجتك
نفخت أبريل خديها بضجر لعدم موافقته على ما تريد قائلة بإنزعاج ممزوج بالعناد وهي تترجل من السيارة وتغلق الباب خلفها تحت أنظار يوسف المندهش من تقلب مزاجها السريع هذه الأيام يوووه .. خلاص روح نام .. انا هتصرف لوحدي .. وانا غلطانة اني طلبت منك حاجة اصلا
أسرع يوسف أيضا بالنزول من السيارة قاطبا بين حاجبيه الكثيفين ليتمتم باستنكار حائر كمان انتي المقموصة .. بعد ما شحطتي وبهدلتي اللي جابوني معاكي .. بعد ما كنت واد مز مافيش منه غير نسخة واحدة يا بت
أنهى كلامه بغيظ ممزوج بنبرة شقاوة ووضع يديه في جيوب بنطاله الجينز ليشد جسده أكثر بوضعية غرور واعتزاز بالنفس فزجرته أبريل بعبوس مشاكس اهو انت
رفع حاجبيه الكثيفين في لفتة مضحكة مغمغما بتوبيخ كاذب يا اوزعة احترميني شوية انا اخوكي الكبير..
لوحت ابريل له بإستخفاف قائلة بنبرة أكثر مشاغبة دي هي سنة واحدة انت هتذلني بيها .. غير كدا انت طول علي الفاضي .. واخلص هتغور ولا اخليك تشيل بالعافية!
اختتمت أبريل حديثها محذرة إياه وعيونها غاضبة من بروده بينما حك يوسف فروة رأسه وقال بتثاؤب وصوت مسالم لا .. هاغور طبعا .. دا انا مش قادر اقف علي حيلي..
دمدمت ابريل بتعابير وجه مزعوجة
أدار لها ظهره وهو يضحك بهدوء ومشى عدة خطوات حتى وصل باب المنزل ثم فتحه ودلف إلى الداخل بينما نظرت ابريل إلي أثره بإغتياظ قبل أن تزفر بإحباط.
بعد مرور عدة دقائق
كانت أبريل لا تزال بجوار السيارة
تحدثت أبريل عبر الهاتف بابتسامة جميلة وهي تحمل مجموعة أكياس كبيرة في اليد الأخرى ايوه يا مصطفى .. يا حبوبي
تقدمت أبريل ببطء من جانب السيارة تستمع إلى رده من الطرف الآخر ثم أسرعت للرد عليه بكل عفوية طبعا حبوبي و روحي و عمري كله كمان
مرت ثواني ثم ترددت أصوات ضحكتها المرحة حولها فى المكان وهي تضع الأكياس على رصيف الحديقة بجوار عدة صناديق أخرى
 

تم نسخ الرابط