جوازه ابريل ج1 نورهان محسن

موقع أيام نيوز


ماضي واتقفل .. يا ابن خالي .. وصلة القرابة اللي بينا مانقدرش نتنكر منها
همس أحمد بصوت مخټنق يملأه الحنين وحشتيني يا توته .. وحشتني مكابرتك ومناكفتك فيا .. كل حاجة فيكي وحشتني
إضطرب قلبها من حديثه غير المريح ونبرته الحانية لذلك وجدت أن أفضل طريقة للدفاع هي الھجوم لتهتف بإستنكار وحشتك !! انت بأي حق بتقول الكلام دا !! وايه سبب اتصالك بيا من الاساس يا احمد!!

وصل إلى مسامعها صوته المندهش بإبتسامة حزينة انتي كمان زعلانة اني بكلمك !! خلاص نسيتيني ومابقتيش عايزة تسمعي حتي صوتي يا ابريل!
نبرته جعلت مشاعر متضاربة تتدفق بداخلها لم تكن ترغب في الشعور بها لكن يبدو أنها عالقة في ذاكرتها ولم تستطع التخلص منها بعد لكنها قاومت ذلك قائلة بجفاء مالوش لازمة الكلام دا يا احمد .. ماتسألش اسئلة عارف ردها هيكون شكله ايه!!
أطلق تأوه غير مقتنع بما يسمعه منها ليردد بإصرار وانا مش مصدق انك قدرتي تنسيني يا ابريل بالسهولة دي ..
رددت ابريل كلماتها السابقة بآلية علاقتنا ببعض موضوع قديم واتقفل من سنين
سرعان ما هربت الكلمات من فمه مستغلا الفرصة التي أتيحت له من ردودها عليه انا مقفلتوش .. انتي اللي نهتيه
خرجت تنهيدة بطيئة من جوفها فمن الواضح أن الحديث معه لا جدوى منه وهي لا تعرف ما يريد منها الآن فقالت بنبرة باردة ماتقلبش في القديم .. كل واحد فينا اختار طريقه وانا هتجوز..
شعر أحمد مع كلمتها الأخيرة بمرارة تسرى في عروقه لينطق سؤالا بصوت منخفض يشوبه عدم التصديق بكل بساطة كدا هتقدري تتجوزي واحد غيري!!
اصبحت ملامحها حادة من سؤاله لتقرن أفكارها بإجابتها المستاءة اكيد مش متوقع مني اتر هبن مثلا!
رد أحمد بتريث اكيد مش هتتر هبني .. بس مين كان سبب فركشة خطوبتنا ! مش انتي !! مع ان ابسط حقوقي اننا نقرر دا مع بعض يا ابريل
ألم قليل نمى في داخلها اثناء إستماعها كلماته فابتلعت ريقها بصعوبة ثم عقبت ساخرة الكلام دا عمره أربع سنين .. والحق للي بتقول عليه انت ضيعته علي نفسك .. عشان الراجل اللي بيوافق ان علاقته مع بنت بيحبها تنتهي .. ايا كان السبب ايه كأنه بيقولها بالفم المليان .. انا موافق انك تروحي تتجوزي راجل غيري
خاطبها أحمد بصوت غاضب مكبوت يحمل بين طياته خبايا كثيرة وطبعا مش هتتجوزي اي راجل والسلام .. انا سمعت ان خطيبك مركزه كبير وعنده فلوس كتير .. يعني صبرتي ونولتي في الاخر .. مش بس كدا دا انتي كمان اتخطبتيلوا وانتي في اخر سنة في الكلية رغم ان دراستك اهم حاجة عندك بس طبعا متحبيش تضيعيه من ايدك .. وحتي لو هتتجوزيه وانتي ماتعرفيش عنه حاجة .. والاكيد مابتحبيهوش .. بس طالما عنده للي يشبعك هت....
بترت ابريل سيل كلماته المسمو مة هاتفة بنبرة رادعة محذرة ماتكملش كلامك الفارغ دا .. والزم حدودك يا احمد
صاح أحمد بصوت محتد كلامي مش فارغ .. بس انتي منا فقة يا ابريل وعمرك ماحبتيني زي ماحبيتك
بقيت ابريل صامتة تلهث بقوة وعضلات صدرها ألمتها بسبب قوة حركته من تنفسها السريع واحمر وجهها من فرط إستيائها وبدلا من إنكار اتها مه ردت بسؤال ساخر مرير بأمارة ايه حبتني ! اقولك انت اصلا خسارة فيك حتي اني ارد عااا...
قاطعها صائحا پغضب نابع من قلبه الثائر وانتي وحدة معندكيش قلب يا ابريل وانا نية .. بتحبي الفلوس زيك زي ابوكي اللي رمي امك وهي حامل فيكي عشان مراته الاولانية ماتطردوش من جنتها .. حتي امك فضلت عيالها اللي خلفتهم بعدك عليكي .. وابوكي فضل عاش مع مراته وولاده ونسيكي
استمعت أبريل لسيل كلماته التي خرجت من فمه دون وعي بملامح جامدة وعيون دامعة جراء الذكريات المؤلمة التي اجتاحت رأسها فصدق من قال أن الكلمات تلمس وټغرق وتنقذ وتدفء تجعلك تطير وتتسع وأحيانا أخرى تلصقك في الأرض لتتمزق بلا رحمة بينما أدرك أنه يؤذي مشاعرها لكنه لم يستطع الصمت واستمر في كلماته بنبرة أقل حدة زي ما انتي نسيتي اني كنت ليكي كل حاجة .. تنكري اني عوضتك عن الدنيا وللي فيها .. مش دا كان كلامك ليا!!
رددت أبريل خلفه بتهكم متحشرج أثناء احتضان ساعدها المتدلي بيدها الأخرى في حركة تلقائية تدعمها دائما على تهدئة أعصابها التالفة اه عوضتني .. وفي الاخر عملت ايه يا احمد ! طلعت ماتتخيرش عنهم وكل اللي كان همك انك تمشي كلام امك .. حتي لو من جواك عارف ان حجتها ماكنتش مقنعة .. يمكن لو كان قرار جوازنا بسرعة دا نابع منك انت .. كان ممكن نلاقي حل وسط اقدر بيه اكمل مشوار بدأته وتعبت عشان اوصله واخلص تعليمي وانا في بيتك .. بس انت أمنت علي كلام مامتك حتي لو كانت غلط .. لمجرد انك
 

تم نسخ الرابط