روايه بقلم سهام العدل

موقع أيام نيوز


للجميع ولكنه من الداخل ممزق غير قادر على تحمل فقدان آخر وخسران روح أعادة البهجة لحياته.
عندما دلف إلى الداخل بحث بعينيه عن يمني التي اندفعت تجاهه هي الأخرى عندما رأته فسألها طمنيني إيه الأخبار
أجابته بحزن دخلت العمليات ولسه مخرجتش
نظر لها نظرة حيرة وسألها أنتي متأكدة يا يمني إن هيا غصون
أجابته أنا فعلا مشوفتش غصون غير مرات معدودة بس متأكدة إن هي والمستشفى قالت إن ملقوش معاها حاجة تثبت شخصيتها

أمسك كفها وقال طب تعالي معايا أما نطمن
سار متجها ناحية غرفة العمليات بقلق وذعر بداخله ولكنه إطمأن قليلا عندما لمح أحد الأطباء الذين كانت تربطه بهم علاقة صداقة قبل أن تشغله الحياة فناداه دكتور مختار
ابتسم الطبيب عندما سمع ياسر علي بعد وتأكد منه واقترب يرحب به أهلا دكتور ياسر إيه النور ده
ابتسم له ياسر وسلم عليه ثم قال له دا نورك يامختار وحشني والله
ابتسم له مختار وبادله السلام وقال وأنت أكتر بس طمني أنت هنا ليه أتمنى يكون خير 
مسح ياسر علي مقدمة رأسه من القلق وقال وأنا كمان أتمنى ذلك واحدة قريبتي وعزيزة عليا جدا جوه في العمليات وعايز اطمن عليها ياريت تقدر تساعدني 
ربت مختار على كتفه وقال عنيا ليك ياياسر متقلقش انا كنت داخل اجهز عشان عندي عملية بعدها بس أنا هدخل واطمنك متقلقش
ابتسم له وقال تسلم يامختار ده العشم والله 
انصرف من أمامه مختار فالټفت ياسر يبحث عن يمني وجدها تجلس على مقربة منه تنتظره يبدو على وجهها الإرهاق فاقترب منها وقال قومي انتي روحي يايمني وانا هستني هنا شكلك تعبانة 
تنهدت وقالت بإستسلام أنا فعلا تعبانة أوي ومرهقة ياياسر وفعلا محتاجة آخد شاور وأفرد جسمي عشان كده همشي انا وهتابع معاك بالتلفون
 تطارده أفكار سوداء بفقدانها فينهض بإنزعاج يحوم في المكان من مرارة الفكرة ثم يهدأ وهو يدعو الله أن ينجيها من أجل طفليه اللذان تعلقت بها روحهما يتذكر ملامحها البريئة ونقاء عينيها ووجهها الخجول وطلتها التي تعطي أي مكان تطأه قدماها راحة وطمأنينة وسكون فيناجي ربه أنا عارف ياارب إنها مش م البشر ومفيش حد في طهرها ونقاءها نجيها يااارب مبقتش حمل صدمة تانية إني أفقد حد مش هقدر اشوف ولادي يتحرموا من أمهم لتاني مرة نجيها عشانهم يااارب
انفتح باب العمليات فجأة وخرجت تنام على السرير ذو العجلات ويدفعه إحدى الممرضات فاقترب منها بإندفاع يتأمل وجهها وكأن لديه آخر أمل ألا تكون هي ولكن خاب أمله ووجدها هي تستلقي غائبة عن الوعي بوجهها الملائكي ولكنه شاحب جدا وترتدي الزي الخاص بالعمليات سلط عليها نظره للحظات وقلبه يؤلمه لأبعد حد نغزات تنهش في صدره من نومتها تلك هو اطمأن أنها مازالت على قيد الحياة ولكنه يتآكل من الداخل لأنه السبب فيما هي فيه رفع بصره لمن حوله وهو يحاول التماسك ويسأل ممكن أفهم حالتها
جاءه صوت مختار خارج من غرفة العمليات وهو يقول للمرضات خدوها انتم على الأوضة وانا هتكلم مع الدكتور ياسر
وبالفعل سارت أمام عينيه التي تعلقت بها حتى اختفت من أمامهما ثم اقترب منه مختار يقول الحالة الحمد لله مطمئنة ياياسر هي اتعرضت لطعنتين بآلة حادة بس الحمد لله الچروح سطحية هي بس طعڼة في بطنها دي اللي جرحها عميق شوية بس الحمد لله بعيد عن الأعضاء الداخلية المشكلة بس انها ڼزفت كتير واتنقلها ډم جوه والممرضة هتعلق لها بقية الډم اللي هتحتاجه 
شعر ياسر أن الدنيا تضيق به وصدره مثقل بأنفاسه فقال بتعجب طعنات!! ... ثم سأل مختار ومين طعنها وإزاي وليه .
أجابه مختار محدش يعرف عنها أي حاجة غير مجموعة من الناس لقوها فاقدة الوعي ف مكان ما وپتنزف فطلبوا الإسعاف
سأله ياسر بضيق طب هي هتفوق إمتى
ابتسم له مختار وقال اطمن هي بالفعل فاقت نسبيا.. ودقايق وهتفوق أن شاء الله.. ومعلش استأذنك أنا لأن عندي عملية
قال له ياسر بشرود شكرا يامختار ربنا يوفقك ثم تركه واتجه ناحية الغرفة التي اتجهت إليها الممرضات بها.
 

تم نسخ الرابط