روايه بقلم سهام العدل
المحتويات
رؤيتها وقالت مش معقول أنتي حقيقي مذهلة
احمر وجهها خجلا ولفت اللوحة مرة أخرى وهي تجيب متشكرة أوي
تأملت وجهها تغريد بعناية.. فتاة شقراء بعينين بنيتين وحاجبين سميكين يزينان تلك العينين وتلك الخصلات البنية الناعمة التي تخرج من فوق حاجبها الأيسر من الجبهة وتختفي في الحجاب عند نهاية الحاحب جميلة بأنفها الصغير وفمها المحدد بعناية دون وجود أي أثر لمساحيق التجميل ولكن هذا الكمال غريب بلفة تلك الحجاب الذي من نهاية الحاجبين وحتى منتصف الذقن أفسدت ذلك الجمال بتلك اللفة العجيبة وعلى الرغم من ذلك الجمال ولكن يعيبها شخصيتها المهزوزة كثيرة الفرك في كفيها وتنظر أرضا كثيرا تبتلع ريقها قبل الرد على كل كلمة تتفوه بها.
عادت من شرودها بتوتر وقالت آسفة ياحبيبتي مكنتش مركزة معاكي
قالت سدن بحرج ولا يهمك.. كنت بقولك سعيدة أنها عجبتك
ردت بإبتسامة عجبتني بس.. دي أبهرتني.. بس قوليلي تشربي إيه
هزت رأسها بالنفي وقالت لا متشكرة أنا هقوم.. ب بس
مدت تغريد يدها تلتقط حقيبة يدها.. فتحتها ثم أخرجت منها بعض النقود ومدت يدها لسدن قائلة بإبتسامة اتفضلي المبلغ اللي اتفقنا عليه.. بس بجد بتمنى تستنى تشربي حاجة وندردش شوية.. واتمنى متكسفنيش
ابتسمت لها تغريد ثم نادت على النادل وطلبت منه المشروب لها ولسدن ثم حاولت أن تفتح معها مجالا للحديث وقالت لها أنا اسمي تغريد عندي ٢٩ سنة وبصراحة من الناس اللي بتحب تعمل علاقات إجتماعية واتعرف على ناس جديدة وبحب السفر عشان كده اتجوزت ملحق دبلوماسي في وزارة الخارجية وكل فترة في بلد وعندي بنوتة ٨ سنين اللي انتي رسمتيها واسمها تمارا
ردت عليها تغريد وقالت ميرسي وأنتي ياسدن كلميني عنك
مجرد سؤال تغريد لها رفعت يدها تلقائيا تتحسس وجهها من فوق حجابها وكأن ذلك الطلب للتحدث عن نفسها يعريها أمام تلك الغريبة ويكشف وصمتها ولكنها اطمأنت أن الحجاب مازال يستر ذلك التشوه بوجهها ثم أنزلت يدها وفركتها بالأحرى بتوتر.
فاجأتها بالسؤال مرتبطة ياسدن
ابتلعت سدن ريقها وقالت لا مش مرتبطة
ابتسمت لها بإرتياح وفي نفس اللحظة دخل النادل بالمشروب ووضعه أمام كل منهما كوبا وانصرف.
رد عليها تميم بتوتر ها.. يا تغريد طمنيني أنا مستني منك تليفون آجي آخدك وأشوفها
ردت بإبتسامة اصبر ياروحي شوية وأنا هبقي أرن عليك
أجابها بلهفة طب كلميها كده في أي حاجة اسمع صوتها بس عشان خاطري ياتغريد
ابتسمت سدن لها بمجاملة والتقطت الكوب دون أن ترد.
ضحكت تغريد وردت علي أخيها سلام انت ياتيمو وهبقي أرن عليك
وضعت هاتفها وهي تنظر لسدن بشرود عما تخفيه تلك الفتاة الصغيرة نظرات الخۏف في عينيها تتزايد والقلق باد عليها بالإضافة إلى تلك الحجاب الذي يخفى أكثر من نصف وجهها وتتمنى لو تنهض وتنزعه لاكتشاف مايخفيه يجعلها تتحسس وجهها كل حين وآخر.
راودتها حيلة ذكية من الممكن إن تهديء ذلك الفضول الذي تملكها فابتسمت بخبث والتقطت هاتفها ونهضت معتذرة لسدن سوري ياسدن هعمل مكالمة ورجالك والتقطت كوب الليمون في اليد الأخرى.
نهضت مغادرة المنضدة التي يجلس ان عليها وقبل أن تبعد قليلا اقتربت خلف سدن ساكبة عليها كوب الليمون شاهقة بإعتذار سوري مكنش قصديتعالي ياحبيبتي الحمام ننضف اللي عملته ده
أسبوع مر عليها منذ آخر مشاداة بينها وبين ابنتها التي مازالت تتجاهلها وتحدثها بروتينية مقيتة وهاهو الموعد الأسبوعي لزيارة زوجها لأولاده وقضاء اليوم معهما مما جعلها تستيقظ مبكرا متخذة ذلك القرار الذي ظلت أسبوعا تدرسه جيدا على
متابعة القراءة