روايه بقلم سهام العدل
المحتويات
معرفش لولا ياسمين أختي اللي كانت دايما جمبنا وبتدعمنا كنا طلعنا إيه عشان كده إحنا نفضل مع بعض لحد ما نشوف الدنيا هتعمل فينا إيه وكمان انا مش هنزل غير اما تبقى كويسة فمتتعبيش نفسك أنتي
هزت رأسها ثم قالت بإمتنان متشكرة متشكرة على كل حاجة عملتها عشاني من يوم ما عرفتك لحد دلوقت رغم اللي أنا عم.
نظرت له بحزن مصحوب بالندم ثم امتلأت عينيها بالدموع ولكنها سيطرت عليها ألا تسقط وهو لاحظ ذلك فأراد أن يحسن مزاجها فقال لها بحماس نسيت أبارك لك على خطوبة سدن
بالفعل عندما تذكرت أن اليوم تقرأ فاتحة زواجها ممن يحبها وتحبه فابتسمت وقالت الله يبارك فيك أنا مبسوطة لها أوي بس هي زعلانة إني مكنتش معاها النهاردة
هزت رأسها بالنفي وقالت لا معرفتهاش حاجة قولتلها اني مش عايزة احضر عشان متحصلش مشكلة زي المرة اللي فاتت وهحاول اكون معاها يوم الخطوبة وكتب الكتاب
لانت ملامحه وشعر براحة وقال لها إن شاء الله هتكوني كويسة وتبقى جمبها
نظرت أمامها وقالت بحزن بفكر مروحش
ردت وهي مازالت تنظر أمامها والحزن يملأ عينيها خليها تفرح وجودي في اي مكان بيسحب الراحة والسعادة منه وأنا مش عايزة وجودي يأثر على فرحتها
شعر بغصة تخترقه من كلماتها اليائسة فأقترب منها وجذبها فمالت على صدره مستسلمة أحكمها بذراعه الأيسر بينما رفع كفه الأيمن يمسح على شعرها بحنان ويقول شيلي الأفكار دي من دماغك أنتي المرة اللي فاتت معملتيش غير الصح وأديكي شوفتي النتيجة رجعوا طلبوها تاني وهي معززة مكرمة بطلي بقى تلومي نفسك على كل صغيرة وكبيرة
نهضت بهدوء بينما هو قام واتجه للباب وبعد قليل عاد بحقائب ورقية وبلاستيكية وضعها أمامها على المنضدة وقال بحماس عايزك كده تشجعيني عشان عصافير بطني بتزقزق
لاحت على شفتيها شبه إبتسامة ولكن ما زالت ملامحها حزينة فتح أحد العلب الكرتونية الصغيرة التي بها الطعام وقربها منها وقال شوفي جبتلك الفراخ اللي بتحبيها
ترك ما في يده واقترب منها يجلس بجوارها وقال بحب متقوليش حاجة أنا عايزك بس تفوقي كده وتفرفشي وتفكك من الزعل والإكتئاب ده أنا بس يكفيني إنك لسه عايشة معايا في الدنيا ومش عايز غير كده وياستي اتعبيني زي ما تحبي ولا يهمك
أحست براحة من كلامه فرفعت عينها له وسألته يعني انا بجد وجودي يفرق معاك يا آسر
تشبثت به وبكت بشدة وقالت من بين دموعها إنت إزاي كده
جذب يدها المصاپة ا بحنان وقال بهدوء أنا مش ملاك أنا كمان يا ما غلطت عشان كده هنبدأ من جديد طالبين من ربنا التوبة والمغفرة وبطلي عياط بقى وقومي بوظتي التي شيرت
ابتسمت من بين دموعها ونهضت فنظر لها بإبتسامة وإعجاب وقال أول مرة أشوف حد بيحبو كده إما يعيط
ابتسمت بخجل ومسحت دموعها ثم قالت الأكل هيبرد وأنت جعان .
رد عليها بحماس آه والله جعان عايزك أنتي كمان تأكلي كده وتتغذي عشان تقدري تقفي على رجلك عشان مش هفضل ادلع كده كتير
ابتسمت له وردت بحب وأنا عايزة ادلع كده كتير
نظر لها بحب وابتسم لها ورد عليها قولتلك كفاية انك موجودة معايا في الدنيا ونفسك حواليا ده كفيل إني أفضل أدلعك طول العمر
بجد يا سدن ألف مبروك يا حبيبتي فرحتيني
قالتها غصون بسعادة وهي تتحدث في الهاتف واقفة في أمام المطبخ كالفراشة ترفع شعرها الناعم في عقدة دائرية وترتدي بنطالا من الجينز الأزرق وعليه بلوزة قصيرة باللون الأحمر بينما هو ينزل السلم الداخلي للمنزل ينظر لها بإعجاب فقد أصبحت أكثر حيوية ونشاطا من قبل مما عكس ذلك على جو المنزل التي أصبح أكثر إشراقة من قبل.
أكيد طبعا هكون موجودة معاكي ربنا يسعدك ياحبيبتي مع ألف سلامة
قبل أن تلتفت جاءها صوته من خلفها الظاهر فيه أخبار حلوة.
التفتت له بإبتسامة وقالت أيوة فيه سدن اتقرا فاتحتها النهاردة والخطوبة وكتب الكتاب آخر الأسبوع
هز رأسه برضا وقال ألف مبروك.. تستاهل كل خير
ثم جلس على الأريكة أمام التلفاز وأضاءه فاقتربت
متابعة القراءة